إرجاء لقاء المعلم وكوشنير في باريس 24 ساعة.. وباريس تراهن على تغير في مسار السياسة السورية

TT

في غياب الوزير برنار كوشنير، الذي سافر الى كولومبيا لاستعادة أنغريد بتانكور، المواطنة الفرنسية ـ الكولومبية التي أمضت أكثر من ستة أعوام سجينة فصيل ماركسي كولومبي، أرجئ الاجتماع بين الوزير الفرنسي ونظيره السوري وليد المعلم، الذي كان مقررا ظهر اليوم إلى ما بعد عودة كوشنير من كولومبيا. وفي غضون ذلك سيلتقي المعلم بالأمين العام للخارجية الفرنسية، كلود غيان.

وقال الناطق المساعد باسم الخارجية أمس، إن كوشنير «سيتصل هاتفيا بالمعلم من بوغوتا» وإنه كلف الأمين العام للوزارة بـ«نقل الرسائل« التي كان يريد هو إيصالها الى الطرف السوري، وذلك قبل أسبوع من وصول الرئيس السوري الى العاصمة الفرنسية، في إطار القمة المتوسطية. غير أن اجتماع الوزير السوري مع الرئيس ساركوزي لا يبدو محتملا خلال الزيارة الراهنة للمعلم. وتأتي زيارة المعلم الى باريس، وهي الأولى التي يقوم بها منذ توليه وزارة الخارجية، تهيئة لزيارة الأسد وتحضيرا للملفات التي سيتناولها الرئيسان الفرنسي والسوري في إطار ثنائي في 12 من الشهر الحالي، أي قبل يوم واحد من القمة المتوسطية. غير أن الزيارة تعكس، كما تقول المصادر الدبلوماسية، «التحسن الواضح في علاقات البلدين ورغبتهما في طي صفحة الخلافات الماضية وفتح صفحة جديدة». و قد بدأ الوزير السوري نهاره الفرنسي بمحاضرة ألقاها في معهد العلاقات الدولية بعنوان «سورية.. مسار جديد».

وقالت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع، إن الوزير كوشنير حاول اطلاع وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك على تطور المفاوضات مع سورية «إلا أن الأخير تحاشى الدخول في موضوع المفاوضات». وخلال وجوده في إسرائيل، الأسبوع الماضي، عرض الرئيس ساركوزي خدمات فرنسا، مقترحا أن تحصل المفاوضات في عاصمتها.

وفي الموضوع اللبناني، سيشدد المسؤولون الفرنسيون على أهمية العمل على استقرار الوضع والخروج من المراوحة في موضوع تشكيل الحكومة العتيدة، كما سيتناولون موضوع مزارع شبعا، حيث تدفع فرنسا باتجاه وضعها تحت الوصاية الدولية بانتظار أن يبت في مصيرها نهائيا عبر ترسيم الحدود مع سورية. وحتى الآن، تقول المصادر الفرنسية إن دمشق غير متحمسة لفكرة نقل المزارع الى الوصاية الدولية. ويبقى التنفيذ الكامل لاتفاق الدوحة مبدأ ثابتا للسياسة الفرنسية «لأنه يصب في مصلحة جميع الأطراف» كما قالت الخارجية أمس. وتراهن الدبلوماسية الفرنسية على إمكانية تشجيع سورية على الافتراق عن إيران وانتهاج خط معتدل من شأنه أن ينعكس إيجابا على الوضع في لبنان، ويساهم بالتالي في تحسين العلاقات السورية ـ الفرنسية والسورية ـ الأوروبية.