قصيدة لأمل دنقل تفجر جدلا داخل الجماعة الإسلامية في مصر

TT

«كان من الصعب، بل من المستحيل، أن نتخيل أننا قد يمكننا العيش منكفئين على أنفسنا، متمحورين على ذواتنا.. لا نسمع إلا صوتنا.. ولا نرى صواباً إلا ما خرج من عقولنا..». هذا ما أكدته الجماعة الإسلامية المصرية في بيان لها أمس، على خلفية جدل، يكشف طبيعة الذائقة الفنية التي يتمتع بها أعضاء فيها، قالت مصادر بالجماعة إن قصيدة للشاعر المصري الراحل أمل دنقل، تسببت فيه، وذلك عند احتفاء عضو محسوب على الجماعة بها الأسبوع الماضي عن طريق نشرها على موقع الجماعة.. «البعض يرى أن بها كفراً، والبعض يرى أن معارضة نشر مواد معنية على موقع الجماعة جمود فكري». وبدت الجماعة، وهي تتحدث عن نفسها في بيان أمس، كمن يعلم مسبقاً بما يفكر فيه، ليس عديد من المراقبين فقط، بل أعضاء في الجماعة أيضاً، حول قدرتها أو عدم قدرتها على الانخراط في المجتمع، وذلك بعد نحو عشر سنوات من قرارها الطوعي (عام 1998) بـ«التخلي عن العنف»، وبـ«قبول الآخر»، و«اتباع الحوار بدلاً من الاقتتال». وقالت مصادر بالجماعة، التي رفعت السلاح في وجه الدولة والأقباط والسياح في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، إن «خلافاً في الرأي نشب بين قياديين من المسؤولين عن الوسيلة الإعلامية الوحيدة، التي تملكها الجماعة، وهو موقعها على الانترنت، بسبب احتفاء عضو محسوب على الجماعة بقصيدة بها كفر»، وأضافت أن العضو نشر نص القصيدة (قصيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة) على موقع الجماعة، رغم ما فيها من كلمات يرى بعض الاخوة أنه ما كان ينبغي بثها على الموقع.

ورغم أنها استبعدت أن يكون بيان أمس، المُوَقَّع من إدارة موقع الجماعة على الانترنت، يعني وجود خلافات داخلها، بسبب انفتاح قياديين بالجماعة من المسؤولين عن موقعها الالكتروني، على تيارات وتوجهات إسلامية من خارج تنظيمها الخاص، قالت مصادر الجماعة «إن البيان موجه بالأساس إلى بعض الأخوة، ممن يطالبون بعودة الجماعة إلى التقوقع على نفسها، والانكباب على حوارات ومناقشات في دوائر شرعية ضيقة، بعيداً عن آراء الآخرين (من خارج الجماعة) التي يمكن الاستفادة منها بطريقة أو بأخرى».

وعدَّد البيان أسماء لكتاب إسلاميين، قائلاً إنه جرى نشر كتاباتهم على موقع الجماعة، للاستفادة منهم، رغم عدم انتمائهم تنظيمياً لها، لكنه لم يشر إلى واقعة نشر قصيدة دنقل الأسبوع الماضي، أو غيره من كتاب وشعراء طليعيين ينتمون لتيارات أدبية حديثة.