القيادات السياسية تعاود التواصل للإسراع في إعلان الولادة.. والرئيس يرحب بالمواقف «المنفتحة»

مناخات التفاؤل بقرب تشكيل الحكومة اللبنانية تتقدم على الخوف من العرقلة

TT

راوحت امس التوقعات حول الحكومة اللبنانية العتيدة برئاسة الرئيس المكلف فؤاد السنيورة بين ترجيح ولادتها خلال ايام قليلة والتوقع بان التواصل بين المعنيين بالتشكيلة الوزارية «جاد ومؤكد» وقائل ان ثمرة الانفراج الذي طرأ منذ 36 ساعة تبقى مرتبطة بحسابات الفرقاء، على امل «ان يتجاوز رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس السنيورة كل العقبات وان يشكلا الحكومة في اقرب وقت ممكن».

وافادت مصادر القصر الجمهوري ان الرئيس سليمان تابع امس الاتصالات واللقاءات لمعالجة الوضع الحكومي في ضوء المواقف التي صدرت خلال الساعات الـ 48 الماضية عن القيادات السياسية المعنية والتي تركزت على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وتوظيف المناخات الايجابية لتحقيق ذلك.

ونقل زوار القصر الجمهوري عن الرئيس سليمان ترحيبه بـ«المواقف المنفتحة» التي صدرت خلال اليومين الماضيين وتأكيده انه يقوم بكل مسعى وجهد لارساء مناخ التفاهم والتواصل. وذكروا ان الرئيس سليمان «مرتاح الى تجاوب الافرقاء السياسيين مع الجهود التي يبذلها توصلاً الى تأليف الحكومة. ويعتبر ان الطريق بدأ ينفتح طبيعياً لتحقيق هذه الغاية وان ما تبقى من قضايا عالقة بات في طريقه الى الحل». واشاروا الى تأكيد رئيس الجمهورية على «ان لبنان حاجة عربية ودولية كبلد نموذج للحوار والعيش المشترك والاعتدال ما يجعل كل الدول معنية ببقائه واحة للتفاعل بين سائر الحضارات».

وتداول الرئيس سليمان مع القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشال سيسون في التطورات الراهنة داخلياً واقليمياً والتحركات التي تشهدها دول المنطقة. وقد ابلغته انها ستغادر بيروت الى واشنطن قريباً، للادلاء بشهادتها امام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس تمهيداً لتثبيت تعيينها سفيرة لبلادها في لبنان. وقد زارت سيسون الرئيس السنيورة للغاية نفسها.

وكان الوضع السياسي عموماً والحكومي خصوصاً، موضع تشاور بين الرئيس سليمان وزواره. وقال وزير السياحة جو سركيس عقب زيارته القصر الجمهوري انه اكد ضرورة ان تبصر الحكومة النور سريعاً، واضاف: «المطلوب ان يتفق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على التشكيلة التي يجدانها مناسبة، آخذين في الاعتبار مضمون اتفاق الدوحة والتمثيل الصحيح والعادل لجميع الافرقاء السياسيين. وليتحمل المسؤولية كل من لا تعجبه التشكيلة المقترحة لان البلد والناس لم يعد بمقدورهم ان يتحملوا المزيد من العناء».

وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسبيان عقب لقائه الرئيس سليمان انه عرض معه الاجواء التي اعقبت زيارة رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري الى قصر بعبدا والتي سادها الانفتاح والتواصل والمرونة «ما جعلها اكثر ملاءمة لتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن». ونقل عن رئيس الجمهورية اطمئنانه وترحيبه بالمواقف المنفتحة التي صدرت خلال اليومين الماضيين، مشيراً الى انه (الرئيس) يقوم بكل مسعى وجهد لارساء مناخ من التفاهم والتواصل.

من جهة أخرى، شدد البطريرك الماروني نصر الله صفير على «ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة الجديدة، لأن الشعب لم يعد يحتمل هذا التباطؤ وكفر بما يحصل» مجدداً التأكيد «ان التأخير في تشكيل الحكومة ليس دليل عافية». وكرر انتقاده لـ «تناتش الحصص بحيث يحاول كل مسؤول ان يأخذ اكبر حصة ممكنة. وهذا ليس دليل وطنية صادقة» واعتبر ان هناك تدخلات خارجية، داعياً «اهل البلد الى ضبط هذا التدخل».

وقال وزير الاتصالات مروان حمادة، امس: «من دون الافراط في التفاؤل لا بد من تسجيل انفراج كبير جداً على الساحة المحلية. وأكاد اقول ان هناك انقلاباً في المناخات والمزاجات الوطنية عند كل الافرقاء منذ 36 ساعة».

وعما اذا كان يتوقع ولادة الحكومة في نهاية الاسبوع الحالي، قال: «من الطبيعي ان تولد الحكومة وان لا يتوقف احد عند اسم بالزائد او بالناقص او حقيبة بالزائد او بالناقص، طبعاً ضمن المعادلة التي اتفق عليها في الدوحة لكي لا نعود الى متاهات المقايضة، ومن الافضل ان ننتهز لحظة هذا الانفراج».

من جهته، قال عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب إن التواصل مؤكد وموجود وهو جدي في موضوع الحكومة. واضاف: حتى الآن كل الاشارات ايجابية لكن اللبناني اصبح مثل توما يريد ان يرى النتيجة. وتابع رداً على سؤال: سنكون ايجابيين بالقدر الممكن لتأليف الوزارة. واكد: لسنا متعلقين بوزارة معينة. ونحن مستعدون لمناقشة كل الاحتمالات. والمهم هو الوصول الى حكومة وحدة وطنية نشعر اننا مشاركون مع جميع الفرقاء فيها.

وقال رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية، النائب روبير غانم، عقب زيارته البطريرك صفير امس: «برأيي الخاص، هناك قرار بالعرقلة. وهذه العرقلة نتيجة الازمة اللبنانية التي ليست لبنانية مائة في المائة».

ورداً على سؤال عن الجهة المعرقلة، قال: «هناك مصالح اقليمية ودولية. نحن لا نلوم الخارج بالعرقلة. نحن نلوم بعضنا البعض كلبنانيين مسؤولين، حيث من المفروض بالقادة اللبنانيين ان يترفعوا ويكونوا على مستوى الوطن».

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار الحوري ان «زيارة رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الى قصر بعبدا اعطت دفعاً من الموالاة في اتجاه احداث خرق في جدار ازمة تشكيل الحكومة الذي بنته المعارضة». ولم يستبعد ان يكون هناك لقاء بين النائب الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، لكنه رأى ان «مثل هذا اللقاء يحتاج الى انضاج ظروف وازالة بعض سلبيات المرحلة الماضية. وبذلك يكون اللقاء مبنياً على اسس معينة لا على قاعدة تبويس اللحى».

وقال رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» دوري شمعون، عقب زيارته امس مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، رداً على سؤال عن الجهة التي تعرقل تشكيل الحكومة: «المعارضة خصوصاً هي من يقوم بالتخطيط للانتخابات النيابية المقبلة من خلال الحقائب (الوزارية) التي تنوي الحصول عليها. فهم يريدون مراكز القرار والمراكز الخدماتية، كما جاء على لسان (النائب) ميشال عون».