نائب وزيرة الخارجية الإسرائيلية يعترف لأول مرة بقصف «المفاعل النووي» السوري في دير الزور

بحضور وزيرة الخارجية لفني والسفير الأميركي جونز

TT

على عكس التوجه الرسمي الاسرائيلي، الذي اتسم بالصمت وبالاعتماد على «مصادر صحافية أجنبية»، تحدث نائب وزيرة الخارجية مجلي وهبي أمس، بشيء من الصراحة عن «قصف المفاعل النووي في دير الزور في سورية».

وكان وهبي يتحدث في حفل وداع، أقامه في بيته في قرية بيت جن في الجليل، للسفير الأميركي في تل أبيب، ريتشارد جونز، الذي تنتهي قريبا خدمته في اسرائيل، فقال ممتدحا السفير: «لقد خدمت في اسرائيل في ظروف بالغة التعقيد، وفي ظل أحداث درامية مرت على المنطقة، أذكر منها قصف المفاعل النووي لسورية في منطقة دير الزور».

وقد أثارت كلماته دهشة في صفوف الاعلاميين والسياسيين الحاضرين، حيث ان اسرائيل اعتادت التعامل بصمت مع هذا الموضوع. وكانت تفرض رقابة مشددة لمنع الصحف الاسرائيلية من التطرق للموضوع، في الوقت الذي نشرت فيه وسائل الاعلام العالمية، ان اسرائيل هي التي قصفت المبنى في دير الزور، في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي. ثم وفي أعقاب الضغوط من وسائل الاعلام الاسرائيلية، سمحت الرقابة للصحافة الاسرائيلية أن تنشر الموضوع اعتمادا على «النشر في وسائل الاعلام الأجنبية».

واللافت للنظر ان وهبي أطلق تصريحه بحضور وزيرة الخارجية تسيبي لفني. وهي لم تحاول تصحيح أو توضيح مكنون هذا التصريح. بل راحت تمتدح نائبها مجلي وهبي الذي شكرته بشكل خاص، لأنه أتاح وداع ريتشارد جونز في أجواء عائلية في بيته، مما يؤكد صداقة اسرائيل للولايات المتحدة وسفيرها. واحتار المراقبون في تفسير تجاهل لفني لهذا التصريح، فمنهم من رأى انها تعمدت التجاهل، لكي لا تمس بنائبها، ومنهم من رأى انه تصريح تم بالتنسيق معها. يذكر ان السفير جونز حرص على التأكيد بأن اسرائيل لا تنوي مهاجمة ايران «في الأفق المنظور». وقال ان استخدام القوة ضد ايران سيكون «الوسيلة الأخيرة»، أكان ذلك من طرف اسرائيل، أو من طرف الولايات المتحدة. وأكد أن اسرائيل والولايات المتحدة في تعاون كبير، وتنسيق استراتيجي حول التعامل مع ايران، ولكن هذا التنسيق لم يرق الى أي مستوى تنفيذي. تجدر الإشارة الى أن العديد من المسؤولين الأميركيين، يحاولون في الأسابيع الأخيرة فرض الاعتدال في مواجهة التهديدات الاسرائيلية المتكررة لإيران، وكان آخرهم قائد القوات المشتركة في جيش الولايات المتحدة، الأدميرال مايكل مالين، الذي قال أمس الأول، إن فتح جبهة ثالثة للجيش الأميركي (بعد العراق وأفغانستان)، سيكون صعبا جدا، وان توجيه ضربة اسرائيلية لإيران، سيزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط.