عودة التوتر بين فتح وحماس بعد «استعراض» لهنية في مقر عباس في غزة

دحلان يتهم حماس بالتخبط والعمل لخدمة أجندة فارسية ويصف التهدئة بالصفقة المخزية

TT

استمرت حالة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس، برغم اعلانهما وقف الحملات الإعلامية وتهيئة الأجواء لإجراء مصالحة وطنية. ووصف القيادي في فتح محمد دحلان تصريحات موسى ابومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بان فتح ودحلان يقفان وراء اطلاق الصواريخ من غزة لافشال التهدئة، بـ«السخيفة» وان ابومرزوق «يعبر عن حالة من الهوس والتخبط لدى قيادة حماس التي كشفت عن حقيقتها وتمت تعريتها من قبل الفلسطينيين بعد ان تشدقت بالمقاومة سنوات طويلة».

وفي تصريح لدحلان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه قال «يبدو ان حركة حماس وقادتها يبحثون الآن عن شماعة لتعليق اخطاءهم التي ارتكبوها وما زالوا يرتكبونها بحق المواطنين في قطاع غزة منذ تأسيس السلطة حتى هذه اللحظة»، مشيرا الى ان الموقف الرسمي من هذه الصواريخ كان وما زال على حاله وهو ان ضررها اكثر من منفعتها. واضاف «ان حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة وكلما غرقت في كارثة جديدة تتذكر محمد دحلان الذي اصبح لا يتذكرها وان كانت ممارساتها وقمعها قد علقت في ذاكرة كل فلسطيني»، واوضح دحلان «عندما كنا في السلطة واعربنا عن رفضنا لسلوك حماس الذي هدف طوال الوقت إلى تدمير السلطة وانجازاتها، كنا نتهم اننا خونة والآن بعد ان قامت حماس بعقد صفقتها «المخزية» مع إسرائيل تحاول حماية هذه الصفقة ليس بالبعد الأمني فقط من خلال نشر قواتها على الحدود ومطاردة المقاومين، وانما تحاول الهروب من هذه المهمة بالبحث عن معارك ضد الداخل الفلسطيني، والمفارقة الغريبة ان هذه التصريحات تأتي عشية قيام عناصر حركة حماس بالسيطرة على اخر مقار الشرعية الفلسطينية في غزة وهو مقر الرئاسة مما يؤكد ان معركة حماس لم تكن يوما ضد اسرائيل بل ضد المصالح الوطنية الفلسطينية خدمة لأجندة فارسية (في اشارة الى ايران)».

ويعتبر دحلان العدو اللدود لحركة حماس التي اعلنت مرارا انها ستطاله، وقد اتهمها بتدبير محاولات اغتيال ضده غير مرة. وكانت العلاقة بين فتح وحماس قد عادت للتوتر اول من امس، بعد جولة قام بها رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية في مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة اعلن خلالها عن افتتاح مقر الامن والحماية، وهو ما نددت به فتح واعتبرته بمثابة «استعراض عسكري انقلابي، حمل ردا واضحا على مبادرة الرئيس محمود عباس للحوار الوطني». وكان هنية قد القى كلمة في مقر عباس، دعا فيها مصر الى تعزيز التنسيق مع حكومته لا حكومة سلام فياض التي اتهمها بالتنسيق مع مصر لعبور اشخاص عبر معبر رفح بدون علم حماس ما خلق توترا على المعبر. وقال: «نحن لا نمانع على الإطلاق أن يسافر أي مواطن ويتحرك بحرية لكن بضرورة أن تكون إدارة المعبر بصورة الإجراءات لتتخذ ما يضمن منع أية تجاوزات». وفي الوقت الذي اشاد فيه هنية بالحالة الأمنية في قطاع غزة خلال عام من إدارة حكومته الأوضاع في القطاع، وصف أحمد عبد الرحمن الناطق باسم حركة فتح ما أقدمت عليه حركة حماس، داخل مقر الرئاسة بـ«الاستعراض العسكري الانقلابي»، وقال «إن حماس كانت تردد دائماً قبل هذا الاستعراض الاستفزازي، إن مقرات الرئاسة لها حصانتها واحترامها وأنها على استعداد لتسليمها للرئيس أو من ينتدبه، إلا أنها «حماس» تتعمد هذا اليوم انتهاك مقر الرئاسة بشكل علني وسافر متجاهلةً كل تعهداتها باحترام الشرعية رئاسة ومقرات». وأضاف «إن حماس أقدمت على هذا الاستعراض الاستفزازي ضد الشرعية، في الوقت الذي يتطلع فيه الرأي العام الفلسطيني إلى ضرورة إنهاء حالة الانقسام والانفصال التي لحقت بشعبنا في قطاع غزة والتخلص من الدمار والمآسي، خاصة بعد اتفاق التهدئة الذي دعمه الرئيس وحركة فتح لوقف العدوان والحصار الإسرائيلي وتهيئة الظروف لمباشرة الحوار الوطني الشامل لإعادة اللحمة والوحدة الوطنية».