إيران سلمت مكتب سولانا ردها على عرض الحوافز وطلبت وقف تصرفات عدم الثقة

المتحدثة باسم المسؤول الأوروبي: تفحص الرد يستلزم وقتا وتنسيقا مع أعضاء الفريق السداسي

TT

أعلنت ايران انها سلمت أمس ردها على عرض الحوافز المعدلة المقدمة من الدول الست الكبرى والذي يهدف الى حل دبلوماسي لأزمة ملفها النووي.

ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن مصدر رفيع في المجلس الاعلى الايراني للامن القومي، قوله ان الرد سلم الى خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسات الامنية والخارجية بالاتحاد الاوروبي. ولكنها لم تعط أي تفاصيل بشأن تفاصيل الرد الايراني على عرض الحوافز الذي يطلب تعليقا لتخصيب اليورانيوم من اجل استئناف التفاوض. وفي بروكسل قالت كرستينا جالاش المتحدثة باسم المسؤول الاوروبي ان معاينة وتفحص الرد الإيراني يستلزم بعض الوقت وتنسيقا بين أعضاء السداسي الدولي الذي يدير الملف النووي الإيراني.

ورفضت تقديم أي ايضاحات حول محتوى الرد الايراني او الفترة التي سوف يستغرقها الوقت للاعلان عن الموقف من الرد الايراني على المقترحات التي تتضمن حوافز لطهران مقابل التوقف عن تخصيب اليورانيوم.

وكان سولانا قد تلقى أمس اتصالا هاتفيا من مسؤول الملف النووي الايراني سعيد جليلي، ابلغ الاخير خلاله المسؤول الاوروبي وهو في نفس الوقت ممثل دول المجموعة السداسية في المفاوضات النووية (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا)، ان بلاده انتهت من اعداد ردها الرسمي على رزمة المقترحات.

وحسب ما ذكرت مصادر داخل المجلس الوزاري الاوروبي ببروكسل، أن جليلي ابلغ سولانا خلال الاتصال الهاتفي، ان ايران أعدت ردها على اساس اتفاق الجانبين بشأن التركيز على النقاط المشتركة والنظرة البناءة. وشدد على ضرورة ان لا تكون هناك تصرفات توحي بعدم الثقة في طهران، وشفافيتها في التعامل مع ازمة الملف النووي والمفاوضات الرامية لإيجاد تسوية لهذا الملف، ونقلت تلك المصادر عن جليلي قوله للمسوؤل الاوروبي خلال المكالمة الهاتفية «علينا ان نعمل بشكل نمنع فيه التصرفات الرامية الى انعدام الثقة في ايران». وحسب المصادر نفسها، عبر سولانا عن تقديره لرد ايران على العرض الغربي ورحب باستئناف المفاوضات بين الجانبين، وقال ان الدول الغربية لا تنوي نسف العملية الايجابية القائمة بينها وايران. وذكرت وكالة الأنباء الايرانية أن الجانبين اتفقا خلال الاتصال الهاتفي على استئناف المفاوضات في نهاية الشهر الحالي. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» على هامش آخر اجتماعات لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي نهاية الشهر الماضي ببروكسل، كان قد أدلى به ديفيد ميلباند وزير الخارجية البريطاني جاء فيها: «ننتظر رد فعل ايران على المقترحات التي حملها سولانا وهي فرصة كبيرة جدا لايران ولا بد ان يعلم الشعب الايراني وشركاؤنا في منطقة الشرق الاوسط أن استمرار الرفض الايراني ليس في صالحها ولا في صالح دول المنطقة سياسيا واقتصاديا، وأطلب من الحكومة الايرانية سرعة الرد وبشكل فيه النزاهة والحكمة وبعد عرض المقترحات الجديدة والجادة، نحذر من مخاطر اصرار ايران على امتلاك سلاح نووي وما يمكن ان يترتب على ذلك ليس للايرانيين فقط بل دول المنطقة باسرها».

وسبق ان قال سولانا المنسق الاعلى للسياسات الامنية والخارجية بالاتحاد الاوروبي لـ«الشرق الاوسط» إن التعامل مع ازمة الملف النووي الايراني يعتمد فيها الجانب الاوروبي على اساس التحرك في مسارين الاول هو الاستمرار في العملية التفاوضية وفي نفس الوقت ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة، وتلك هي الاستراتيجية الاوروبية التي لن نحيد عنها ولسنا بصدد استبدالها، وعلى طهران ان تختار اما بين التفاوض او طريق نيويورك والامم المتحدة وقراراتها التي يجب ان تنفذ وتحترم.

وجاءت التصريحات الصادرة عن سولانا بعد ان قرر الاتحاد الأوروبي فرض إجراءات مشددة على ايران شملت ارصدة بنكية وحظر دخول مسؤولين ذوي الاتصال المباشر بالملف النووي الايراني للاراضي الاوروبية.

وقدم سولانا الشهر الماضي عرض الحوافز الاقتصادية والحوافز الاخرى الذي اقترحته القوى الست الى ايران في مسعى لاقناع طهران بوقف نشاطات تخشى تلك القوى أن تكون تهدف لصنع أسلحة نووية.

وقالت ايران في وقت سابق انها مستعدة للدخول في محادثات بشأن العرض، ولكنها رفضت مرارا مطالب بوقف نشاط تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن تكون له استخدامات مدنية أو عسكرية.

وتنص حزمة الحوافز على أن المفاوضات الرسمية بشأن العرض يمكن أن تبدأ بمجرد أن توقف ايران برنامج تخصيب اليورانيوم.

والعرض هو نسخة معدلة من عرض سابق رفضته ايران في عام 2006 تضمن تعاونا مدنيا في مجال الطاقة النووية وتوسيع التجارة في الطائرات والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والزراعة ومناقشة الدور الاقليمي لطهران.

ويقول محللون ودبلوماسيون انهم يلحظون لهجة أقل حدة من جانب ايران بشأن عرض الحوافز، لكن ذلك قد يكون مجرد محاولة لكسب الوقت أكثر من كونه إشارة على تغير في موقف طهران لقبول مطلب القوى العالمية الرئيس بوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم.

الى ذلك، اعتبر قائد حراس الثورة الايرانيين ان اي هجوم اميركي او اسرائيلي على أي من المنشآت النووية الايرانية سيكون بمثابة اعلان حرب، كما نقلت وكالة الانباء الايرانية الجمعة.

وقال الجنرال محمد علي جعفري ان «اي عمل ضد ايران سيفسر باعتباره بداية حرب». وأضاف ان «رد ايران على اي عمل عسكري سيجعل المهاجمين يندمون على قرارهم».

في المقابل، أعلنت اسرائيل انها ستمنع ايران من تطوير قنبلة نووية مهما كان الثمن، وسط تكهنات بأنها تسعى الى موافقة واشنطن الضمنية لشن هجوم على منشآت ايران النووية.