حظر استخدام الرموز الدينية انتخابيا: كتل سياسية تؤيد.. وأخرى تؤكد: إنها جزء من هويتنا

«التيار الصدري» و«العراقية»: استخدامها مصادرة لحقوق الناخب.. والحكيم: الائتلاف هو المقصود

TT

تباينت ردود فعل البرلمانيين العراقيين ازاء عملية استخدام الرموز الدينية واماكن العبادة في الحملات الانتخابية لاسيما مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات المحلية في العراق. ففيما عبرت الكتلة الصدرية والقائمة العراقية عن رفضهما لاستخدام تلك الرموز، اكد عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي الموحد ان الرموز «جزء من هويتنا». وكان علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية قد قال ان الحكومة تبحث منع الاحزاب من استخدام صور شخصيات لا تخوض الانتخابات في اجتماعات حملة الانتخابات المحلية، كما اضاف في بيان ان القيام بحملة انتخابية داخل دور العبادة سيكون محظورا ايضا. وكان عدد من الاحزاب العلمانية قد دعا الى حظر استخدام صورة المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني حصرا. وقال صالح العكيلي، النائب عن التيار الصدري، بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، ان «الكتلة الصدرية ترفض رفضا قاطعا استخدام الرموز الدينية في الانتخابات المقبلة لأنه يجب ان تترك للمواطن العراقي حرية الاختيار بعيدا عن المؤثرات الخارجية التى تؤدي بالمواطن الى الجنوح بعيدا عن الواقعية والمصلحة الوطنية».

من جانبه، قال عباس البياتي النائب عن كتلة الائتلاف العراقي، ان «مصطلح الرموز الدينية واسع ويشمل عددا كبيرا من الرموز، واذا كان القانون يريد ان يحظر استخدام هذه الرموز فعليه ان يحدد اولا الرموز المحظورة من غير المحظورة لأن ليس كل الرموز الدينية محظورة». وأشار البياتي لـ«الشرق الاوسط» الى ان «من اكثر الامور الخلافية في قانون مجالس المحافظات الذي هو قيد النقاش حاليا هو استخدام الرموز الدينية لأن استخدام هذه الرموز لا يتيح للمواطن حرية الاختيار، لذا يجب ان يكون التنافس على اساس برنامج وطني وعملي ويجب ان تقدم النماذج الصالحة وغير المفسدة والعناصر الكفوءة والمخلصة وغير الملوثة ايديها بسرقة المال العام»، وأكد أن كتلة الائتلاف الموحد الحاكم «ليست ضد هذه الفكرة لكن يجب ان تحدد هذه الرموز وينبغي الا تكون وسيلة للتنافس وانما يجب ان تستخدم كهوية تعريفية». غير ان الحكيم، زعيم الائتلاف العراقي والمجلس الاعلى الاسلامي، أكد «وجود جهات تشن حملة على الائتلاف العراقي تحت ذريعة استخدام الرموز الدينية خلال الانتخابات»، وقال خلال مؤتمر صحافي في مدينة النجف حضرته «الشرق الاوسط» اول من امس بمناسبة ذكرى مقتل شقيقه محمد باقر الحكيم «نحن كيانات دينية والرموز الدينية جزء من هويتنا».

وأضاف الحكيم ان «قائمة الائتلاف هي المقصودة تحديدا من هذه الحملة غير المبررة، فنحن جهات دينية وكيانات دينية نحترم ونقدر هذه الرموز وبالتالي فهذه الرموز معنا دائما وهي جزء من هويتنا ونريد للناخب العراقي أن يعرف كامل هويتنا، وبالتالي ننزل مع الرموز الدينية التي نؤمن بها ويؤمن بها أبناء الشعب العراقي». غير ان الحكيم اشار الى انه «ليس لدينا مانع من أن يطرح الموضوع  (عدم استخدام الرموز الدينية) على مجلس النواب وما يقره الأخير ستلتزم به الأحزاب رغم أن هذه القضية هي ليست من القضايا المصيرية المركزية التي لا يمكن أن تجري انتخابات إلا بإقرارها».

وبين الحكيم أن «الائتلاف العراقي الموحد سوف يشترك في هذه الانتخابات ويمتلك إصرارا في أن تجري الانتخابات بالوقت المحدد والذي اقر من قبل مجلس النواب العراقي. ويستعد الائتلاف حاليا لخوض هذه الانتخابات ومن واجب الناس المشاركة الفاعلة والفعالة في هذه الانتخابات، وبالتالي العمل من اجل انتخاب الأصلح والكفء والأفضل والأكثر تدينا وأكثر خدمة للعراقيين».

الى ذلك، قال عدنان دنبوس، النائب عن القائمة العراقية الوطنية، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي، ان «الرموز الدينية هي لكل الشعب العراقي ولا تقتصر على جهة دينية معينة دون الاخرى، ونحن ندعو كافة السياسيين الى ترك استخدام الرموز في الحملات الاعلانية». وأشار الى انه «ضد هذه الفكرة 100% ولا يجوز استخدامها بأي حال من الاحوال».