«حماس»: عباس تراجع عن دعوته للحوار.. و«فتح» ترفض لقاءنا

عشية وصول الرئيس الفلسطيني إلى دمشق

TT

اتهمت حركة «حماس» الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتراجع عن دعوته للحوار الفلسطيني الشامل، واجراء مصالحة وطنية. وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة لـ «الشرق الأوسط»: «إن عباس تراجع عن دعوته للحوار بمطالبته حماس بالاعتراف بقرارات الرباعية الدولية». وهو ما ترفضه حماس وتعتبره شروطا مسبقة تخدم إسرائيل (القرارات الدولية تطالب بالاعتراف بإسرائيل والغاء بنود تدميرها من ميثاق حماس).

وقال برهوم «ان عباس تراجع، امام معطيات كبيرة». متهما اياه بانه مازال مرتهنا للمواقف الاميركية. وبحسب برهوم فان من بين هذه المعطيات، «الاصوات المعارضة داخل فتح، والمعطلة لاي مصالحة مع حماس، والاصوات المعارضة داخل منظمة التحرير، وهي الاصوات التي عطلت اتفاق مكة واتفاق صنعاء ووثيقة الوفاق قبل ذلك، اضافة الى الفيتو الاميركي لاجراء اي حوار مع حماس قبل اعترافها بإسرائيل».

وتأتي اتهامات حماس قبل يوم من وصول الرئيس الفلسطيني إلى دمشق للقاء الرئيس السوري، الذي اجتمع بدوره برئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، قبيل وصول عباس لبحث امكانية عقد لقاء بين الرجلين. إلا ان اوساطا في فتح وحماس استبعدت حدوث اللقاء، «بقرار» من عباس. وقدرت حدوث لقاء تمهيدي يجمع بين مفوض عام حركة فتح، احمد قريع ومشعل. دون ان يتضح ما اذا كانت ضغوط الرئيس السوري، كما قالت مصادر من حماس، ستثمر عن جمع عباس بمشعل.

وقال برهوم «فتح ترفض لقاءنا، وعباس اعلن انه من المبكر لقاء مشعل». متسائلا «اذا كان (عباس) يريد حوارا فلماذا لا يجلس الى مشعل». واضاف «ان تصرفاتهم تتناقض مع دعوتهم للحوار». وتابع «في غزة ايضا رفضوا لقاءنا، واحتاج ممثل فتح الى 24 ساعة لكي يطلب اذنا من الرئيس الفلسطيني لكي يلتقي حماس على العشاء ولم يفعل».

ونفى برهوم ان تكون حماس قد ارسلت رسائل الى فتح تطالب فيها بتقسام منظمة التحرير. وقال «هذا غير صحيح اطلاقا. ونحن نريد اعادة بناء واصلاح المنظمة ضمن أسس حضارية وديمقراطية». متهما «الاصوات» التي تتحدث عن نية حماس تقاسم السلطة والمنظمة بانها «تريد التعطيل على اي فرصة للتقارب». وطالبت فصائل فلسطينية في منظمة التحرير (الجبهتين الشعبية والديمقراطية) وحركة الجهاد الإسلامي، إلى الإسراع في حوار وطني وإنهاء حالة الانقسام التي تشهدها الساحة الفلسطينية.

ودعا قياديون في الفصائل في ندوة في غزة إلى تحرك شعبي ضاغط لإلزام طرفي الصراع (حركتي فتح وحماس) بالاستجابة الفورية لدعوات الحوار الوطني الشامل بمشاركة كافة فصائل العمل الوطني، والابتعاد عن أي لقاءات أو حوارات ثنائية تعزز المحاصصة، وروح الانقسام والانفصال. محذرين من ان حالة الانقسام الفلسطيني أضرت بالوحدة الجغرافية والسياسية للوطن وأصبح هناك نظامان وكيانان مستقلان ومنفصلان عن بعضهما البعض يحمل كل منهما برنامجا سياسيا مختلفا. ولم تتوقف حالة التراشق الاعلامي بين فتح وحماس، وكان احمد عبد الرحمن الناطق باسم فتح اعتبر ان حماس لا تريد المصالحة ورفضت دعوة عباس باحتلالها مقره في غزة قبل يومين، متهما حماس بانها «باعت فلسطين بامارة اسلامية في غزة». وهاجمت حماس السلطة في رام الله، قائلة إنها تسعى لاستئناف المفاوضات مع تل أبيب على حساب البدء في حوار وطني فلسطيني، ينهي حالة الانقسام القائمة حاليا.