مصادر حقوقية: مقتل 25 في عصيان بسجن سوري

مراقب الإخوان: معظم نزلاء «صيدنايا» إسلاميون .. والتمرد ليس الأول

TT

قالت مصادر حقوقية إن نحو 25 سجينا قتلوا خلال تنفيذ معتقلين عصيانا في سجن بالقرب من العاصمة السورية.  وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إنه علم من سجين سياسي في سجن صيدنايا العسكري أن العصيان نفذه معتقلون إسلاميون.  وأضاف المرصد أن إطلاق الرصاص الحي على المعتقلين من قبل عناصر الشرطة العسكرية، لايزال مستمرا، موضحا أن المعتقلين صعدوا إلى سطح السجن خوفا من القتل.

كما طالب البيان الرئيس السوري بشار الأسد بـ«التدخل الفوري لوقف المجزرة ومحاكمة كل من أطلق الرصاص الحي على المعتقلين».

وقال المرصد انه «تلقى اكثر من اتصال هاتفي من اهالي المعتقلين الاسلاميين في سجن صيدنايا وجهوا فيه نداء استغاثة عبر المرصد للرئيس السوري بشار الاسد من اجل التدخل لوقف عملية القتل المستمرة داخل السجن».

وطالب المرصد الرئيس السوري بـ«التدخل الفوري لوقف هذه المجزرة ومحاكمة كل من اطلق الرصاص الحي على السجناء». ويذكر أن معتقلي سجن صيدنايا هم سياسيون إسلاميون وأكراد بشكل أساسي.

من جهته قال الشيخ «ابو انس» علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لاخوان سورية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان هذا الاعتصام ليس الاول في سجن صيدنايا، فقد تكرر من قبل، واوضح ان السجن يعتبر من أكبر وأحدث السجون السورية وفيه نحو 4 آلاف سجين اغلبهم من الاسلاميين والسلفيين واعضاء من المنتمين لاخوان سورية، وتحدث البيانوني عن شكاوى من سوء المعاملة، ومنع أهالي المعتقلين من زيارة ذويهم داخل السجن. وقال إن أحد السجناء الاسلاميين المعتقلين من محافظة ادلب تحدث هاتفيا من داخل السجن مع محطة تليفزيون لبنانية. وقال ان الاحكام العرفية المفروضة منذ تسلم حزب البعث للحكم يوم 8 اذار عام 1963، تفرض حالة من التعتيم على اخبار الاسلاميين في السجون السورية. وتحدث النزيل السوري عن ان عشرات النزلاء قتلوا عندما اقدمت سلطات السجن على قمع تمرد نظمه امس السجناء السياسيون الاسلاميون.

وارسل المراقب العام لاخوان سورية بيانا الى «الشرق الاوسط» موجه الى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، تحت عنوان «أوقفوا مجزرة سجن صيدنايا». وقال تنفذ السلطات السوريّة منذ صباح امس، مجزرةً بحق المعتقلين العزل في سجن (صيدنايا) المخصّص لمعتقلي الرأي والضمير والمعتقلين السياسيين، سقط خلالها حتى الآن عشرات القتلى من المعتقلين. وناشد السلطات الدولية أن تبادر إلى تحمّل مسئولياتها، لكي لا تتكرّر مجزرة سجن تدمر الرهيبة، التي راح ضحيتها قرابة ألف سجين من معتقلي الرأي والضمير. ويعد سجن صيدنايا المدني من أكبر وأحدث السجون السورية أنهت الحكومة بناءه عام 1987، ويقع السجن في قرية صيدنايا الجبلية الواقعة شمال العاصمة السورية دمشق، ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق على شكل ثلاثة أجنحة تلتقي في المركز على شكل إشارة «المرسيدس».

ويتكون كل جناح في كل طابق من عشرين مهجعا جماعيا بقياس 8 أمتار طولا وستة أمتار عرضا، ويحوي الطابق الأول مائة زنزانة. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان في موقعه على شبكة الانترنت عن نزيل سوري قوله ان عشرات من السجناء قتلوا فيما هرب عدد اخر الى اعلى السجن. وقال المرصد السوري ان عائلات النزلاء ناشدت من خلاله الرئيس بشار الاسد التدخل فورا.  وأضاف المرصد أن إطلاق الرصاص الحي على المعتقلين من قبل عناصر الشرطة العسكرية، لايزال مستمرا، موضحا أن المعتقلين صعدوا إلى سطح السجن خوفا من القتل. كما طالب البيان الرئيس السوري بشار الأسد بـ«التدخل الفوري لوقف المجزرة ومحاكمة كل من أطلق الرصاص الحي على المعتقلين».  وفي نفس السياق قال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان مهند الحسني إن إدارة السجن منعت أهالي المعتقلين من زيارتهم، وطلبت منهم العودة مساء.   وناشد المسؤول الحقوقي السلطات عدم اعتماد الحل الأمني والتحلي بأكبر قدر من ضبط النفس واعتماد الحكمة في التعامل مع الموضوع».

وقال عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية «من الصعب معرفة عدد الاشخاص الذين أصيبوا وقتلوا لان السلطات السورية صادرت كل التليفونات المحمولة داخل السجن». ونفى قربي رئيس المنظمة، ومقرها سورية، التقارير الاعلامية التي تكهنت بمقتل 25 شخصا، وقال إن هذا العدد كبير ومن الصعب تأكيده.

الى ذلك تحدثت حركة العدالة والبناء السورية في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس عن قيام عناصر من حراسة سجن صيدنايا بإطلاق النار على مهاجع المعتقلين السياسيين مع الساعات الأولى لصباح فجر امس مما أدى إلى وقوع العشرات بين قتيل وجريح. وزعم البيان ان عناصر من حراسة سجن صيدنايا قامت بإضرام النار نهاية شهر ابريل (نيسان) الماضي ببعض المهاجع المقفلة وما يزال نزلاؤها من المعتقلين فيها، مما أدى إلى وفاة العديد منهم حرقاً، وإصابة آخرين بحروق من الدرجة الثالثة وتركوا في وضع صحي حرج دون عناية طبية، يصارعون الألم ويواجهون الموت.

وقد قامت السلطات الأمنية السورية مؤخراً بتعديل بنية سجن صيدنايا وتقسيماته وبناء زنازين جديدة في قبو تحت الأرض لا يدخلها النور. ويوجد في السجن الآن أكثر من 4000 معتقل رأي معظمهم من الإسلاميين والمتدينين. وفي كل مهجع أكثر من 300 معتقل. والمعاملة التي يعاملها هؤلاء المعتقلون تماثل تلك التي كانت تمارس في سجن تدمر العسكري، من جلسات التعذيب اليومية، والضرب المبرح والتعذيب المتوحش، مما يعيد لأذهان السوريين ذكريات مؤلمة لأحداث طالما حاولوا نسيانها.