مقتل نائب بقندهار.. وجدل حول ضربة أميركية أوقعت 22 مدنيا قتيلا

العثور على مدى وقنابل بنزين في سجن أفغاني

TT

افادت مصادر رسمية ان مسلحين قتلوا نائبا افغانيا ليلة امس في ولاية قندهار احد معاقل حركة طالبان في جنوب افغانستان. وقال نياز محمد سرهادي حاكم اقليم زهاري بولاية قندهار حيث وقع الاغتيال، ان «مسلحين مجهولين قتلوا حبيب الله جان عندما كان عائدا الى منزله». واوضحت وزارة الداخلية في بيان ان المسلحين اطلقوا النار على النائب عندما كان في سيارته في الساعة 00 .22 (30. 17 بتوقيت غرينتش). ولم تتبن اية جهة مسؤولية الاغتيال. وأدان الرئيس حميد كرزاي بشدة العملية مؤكدا في بيان ان «اعداء الشعب الافغاني قتلوا احد ابناء امتنا في محاولة لاسكاتها، لكن عليهم ان يفهموا ان مثل تلك الاعمال المنافية للاسلام لن تمنعنا من تحقيق السلام في البلاد».

وتشير عبارة «اعداء الشعب الافغاني» الى طالبان التي نفت ان تكون ضالعة في الاغتيال في تصريح ادلى به الناطق باسمها يوسف احمدي في مكالمة هاتفية مع وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان حبيب الله جان (50 سنة) قائدا لمجموعة من المجاهدين خلال مقاومة الاحتلال السوفياتي (1979ـ 1989) وزعيم عشيرة اليزاي الباشتون جنوب قندهار.

وقندهار هي مهد حركة طالبان واحد مراكز نفوذها. وشهدت تلك المدينة في 13 يونيو (حزيران) احدى اكبر عمليات المتمردين عندما اقتحمت مجموعة سجن ساربوسا وافرجت عن نحو الف سجين بينهم نحو 400 من عناصر طالبان. وحبيب الله جان هو عاشر نائب افغاني يتعرض للاغتيال منذ الانتخابات التشريعية في 2005. وقتل ستة نواب في عملية انتحارية لم يعلن اي طرف مسؤوليته عنها اسفرت عن مقتل 79 شخصا في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 في ولاية بغلان في شمال البلاد. وقتل اخر في هجوم استهدف الرئيس الافغاني حميد كرزاي في 27 ابريل (نيسان) 2008 خلال عرض عسكري في كابل تبنته حركة طالبان. وتشن حركة طالبان تمردا منذ اطاح بنظامها في افغانستان في نهاية 2001 تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. وتضاعفت اعمال العنف منذ قرابة سنتين رغم انتشار سبعين الف جندي في قوتين متعددتي الجنسيات، احداهما تابعة للحلف الاطلسي والاخرى بقيادة اميركية.

من جهة اخرى في اسد اباد قال مسؤول ان 22 مدنيا بينهم نساء واطفال قتلوا في ضربة جوية شنتها قوات بقيادة الولايات المتحدة اول من امس في اقليم نورستان بشرق افغانستان.

وقال ضياء الرحمن رئيس مجلس منطقة وانت باقليم نورستان للصحافيين ان الهجوم شن على طريق في المنطقة كان المدنيون يسافرون عليه في مركبتين. وقال: «كان المدنيون يغادرون المنطقة بناء على طلب قوات بقيادة الولايات المتحدة لانها تريد شن عملية ضد طالبان».

واضاف كان المدنيون في مركبتين عندما قتلوا في الغارة الجوية، فيما اكد الجيش الاميركي العملية، لكنه قال انه لم ترد أنباء بشأن اصابات في صفوف المدنيين. وقال ان الضربة جاءت ردا على هجوم شنه متشددون على جنود قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي.

وأضاف في بيان أن موقعا تابعا للقوة في اقليم نورستان تعرض اليوم لنيران غير مباشرة من متشددين، تمت الاستعانة بدعم من طائرة هليكوبتر تابعة للتحالف لتحديد موقع المتشددين. وكان المتشددون يتنقلون في مركبتين عندما استخدمت طائرات هليكوبتر هجومية تابعة للتحالف لتدميرهما وقتل المقاتلين. ولم ترد تقارير بشأن اصابات بين غير المقاتلين. ويأتي الحادث وسط تصاعد في أعمال العنف في افغانستان خلال العامين الماضيين وهما أكثر الفترات دموية منذ الاطاحة بحكومة حركة طالبان في عام 2001. ومقتل مدنيين على يد قوات أجنبية قضية حساسة في أفغانستان اذ أنه يقوض الدعم الشعبي لوجود نحو 71 ألف جندي أجنبي في البلاد ولحكومة الرئيس حميد كرزاي. وخلال الشهور الستة الاولى من العام الحالي قتل 698 مدنيا بينهم 255 سقطوا على يد قوات الحكومة الافغانية والقوات الاجنبية. وخلال الفترة نفسها من العام الماضي قتل 430 مدنيا اجمالا حسبما قالت الامم المتحدة الاسبوع الماضي.

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الافغانية امس ان قوات الامن الافغانية عثرت على اكثر من 100 مدية وسيف وقنبلة حارقة وعشرات من الهواتف المحمولة خلال تفتيش لسجن كابل الرئيسي، وبدأت عملية التفتيش بعد قيام مقاتلي طالبان بأكبر عملية اقتحام لسجن في التاريخ الشهر الماضي عندما صطدموا شاحنة ملغومة ببوابة سجن قندهار في الجنوب فحرروا 400 من زملائهم و 700 مجرم اخرين.

وقالت الوزارة: «البرنامج المشترك لقوات الامن الافغانية ووزارة العدل يهدف الى فصل وتفتيش النزلاء والاشراف عليهم في سجن بول ـ اي ـ تشارجي المركزي وسيحسن امن السجن. واقتحام سجن قندهار فوز دعائي كبير لطالبان التي عززت من تمردها للاطاحة بالحكومة الافغانية وطرد القوات الاجنبية في الشهور الاخيرة. واكتسب سجن بول ـ اي ـ تشارجي شهرة في ثمانينات القرن الماضي عندما اعدمت السلطات السوفياتية والحكومة الافغانية الشيوعية الالاف هناك.