السلطة الفلسطينية تؤكد استئناف المفاوضات في واشنطن .. وإسرائيل تنفي

TT

أعادت السلطة الفلسطينية التأكيد ان اجتماعات بين مفاوضي السلام الفلسطينيين والإسرائيليين ستعقد في واشنطن في غضون 10 أيام بحضور ممثلي الإدارة الاميركية، الا ان اسرائيل نفت وقالت ان لا لقاءات في واشنطن.

وكان احمد قريع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض قد اعلن الاسبوع الماضي ان المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ستستأنف في واشنطن بواقع 3 اجتماعات خلال 3 شهور قادمة. واكد نبيل أبوردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية حدوث هذه الاجتماعات قائلا انها تهدف إلى إعطاء قوة دفع أقوى لمحادثات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وفي رام الله تعتقد السلطة الفلسطينية انه يمكن من خلال المفاوضات في واشنطن الضغط على اسرائيل من اجل التوصل الى اتفاق قبل نهاية العام. وتعرف القيادة الفلسطينية ان وقتا قصيرا تبقى لديها لانجاز هذه المهمة، لكن مراقبين وسياسيين يبدون قلقهم من ان تنجح إسرائيل والولايات المتحدة اذا ما عقدت مثل هذه الاجتماعات على حمل السلطة الفلسطينية على توقيع اتفاق لا يلبي الطموحات الفلسطينية. ومن جهتها نفت إسرائيل صحة هذه المعلومات، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية اري ميكيل «هذا التقرير عار من الصحة». وعلمت «الشرق الأوسط» ان الولايات المتحدة طلبت عقد مثل هذه اللقاءات الا ان وزيرة الخارجية الإسرائيلية رفضت بينما قبل الفلسطينيون. ولم يعلن الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي عن الوصول لاي اتفاق، وما زالت السلطة الفلسطينية تقول ان المفاوضات متعثرة، حول قضايا رئيسية مثل القدس واللاجئين والحدود، الا ان مصادر اسرائيلية تقول ان تقدما احرز في بعض القضايا وتحديدا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت.

وألقى أبو ردينة على عاتق إسرائيل المسؤولية عن التأخير، قائلا ان الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية يعيق المحادثات نظرا لان الفلسطينيين يعتبرون هاتين المنطقتين جزءا من دولتهم المستقبلية. وتريد الولايات المتحدة التوصل الى اي اتفاق قبل نهاية العام ولو كان اعلان مبادئ. وكانت اسرائيل قد رفضت التوقيع على تعهد بما توصل اليه الجانبان من اتفاقات، وعلى شكل الدولة الفلسطينية المرجوة. وكانت مصادر فلسطينية قد قالت لـ«الشرق الأوسط» انه لا يمكن التنبؤ بحدوث اتفاق او لا لان اكثر من خط مفاوضات يعمل ويمكن لاحداها التوصل الى اتفاق مفاجئ. وكان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض قد تحدث غير مرة عما اسماه «فلتانا تفاوضيا».

من جهتها، اعتبرت حركة حماس تصريحات الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس حول مفاوضات التسوية الجارية مع السلطة الفلسطينية بمثابة «لطمة» للمفاوضين الفلسطينيين. وكانت صحيفة إسرائيلية قد نقلت عن بيريس قوله إنه «لا أمل في التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، متذرعا بحالة الانقسام لديهم، وضعف الرئيس محمود عباس وأنه لا يحظى بشرعية لدى شعبه».

وقالت حماس في بيان صحافي إن «الاحتلال يتفاوض مع الجانب الفلسطيني (فريق أوسلو) بمنطق القوة والاستعلاء، وأنه لا يحترم شريكا ولا يبحث عنه من أجل تحقيق سلام». وأضافت تقول: «إن تصريحات بيريس الذي وصف خلالها عباس بأنه فاقد للشرعية بين أبناء شعبه وعاجز عن الوفاء بأي اتفاق أمني، تدلل أن قادة الاحتلال لا يعتبرون أن هناك زعيما فلسطينيا قويا إلا إذا كان قادرا على تنفيذ اتفاقياتهم الأمنية وتلبية رغباتهم في الوقوف في وجه شعبه وملاحقة مقاوميه». وقالت: «تصريحات بيريس هي رسالة لمن ينفردون بخيار التفاوض والاجتماع بالاحتلال بعيدا عن إرادة ورغبة شعبهم، وأنه ليس لهم إلا الانحياز الكامل لشعبهم، ففيه فقط مصدر قوتهم ومصداقية موقفهم». وشددت الحركة على أن «الاحتلال الإسرائيلي لا يحترم إلا القوي، وأن المقاومة في غزة فرضت شروطها من منطلق معادلة البنادق والخنادق، وقد رضخ العدو لشروطها بناء على تقييمه الحقيقي لمصالحه وأمن مستوطنيه وجنوده، وبغير هذه اللغة لا يفهم عدونا لغة ولا يحترم اتفاقا، فما الذي سيجعله يستجيب للمفاوض الفلسطيني الذليل».