اليونسكو: «القدس التراثية» تثير جدلا في كندا بين الأردن وإسرائيل

ترقب عالمي لزف مدائن صالح السعودية عروساً بعد سامراء

TT

يتوقع أن يطغى موضوع مدينة القدس على حيز كبير من مناقشات اجتماعات هيئة التراث العالمي، التي تنعقد حاليا في مدينة كيبيك الكندية ويحضرها أكثر من 1200 مشارك ما بين وزراء ثقافة وتراث وسياحة، وسفراء دول العالم لدى منظمة اليونسكو، وخبراء آثار وتراث ومستشارين دبلوماسيين وقانونيين، التي تشهد مناقشة اجندة تشمل 200 مشروع قرار حول العديد من الموضوعات والقضايا المهتمة بالحفاظ على الاثار والتراث العالمي في كافة ارجاء العالم.

ولعل من ابرز الموضوعات التي يتوقع ان يثور حولها جدل كبير ومفاوضات متوالية هو موضوع مدينة القدس، حيث تسعى اسرائيل الى ادراج القدس على لائحة التراث العالمي من طرفها، بينما هي مدرجة اصلا في قائمة الاردن، وذلك لعدم وجود دولة فلسطينية كاملة العضوية في الهيئة الدولية حتى اليوم، كما تناقش وفي ملف القدس ايضا قضية الحفريات التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية في باب المغاربة بالمسجد الاقصى، التي تشوه الوجه التراثي للقدس وتعبث بالهوية الروحية للمسجد الاقصى.

يشار الى ان السعودية، بالاضافة الى الاردن ومصر والمغرب وفلسطين، هي حاليا اعضاء لجنة القدس بمنظمة اليونسكو. ومن المتوقع ان يتم في الاجتماع، الذي يستمر حتى العاشر من الشهر الجاري، ادراج موقع اثار الحجر (مدائن صالح) في السعودية على لائحة التراث العالمي، بعد اعتماد مدينة سامراء العراقية على هذه اللائحة في اجتماعات العام الماضي.

ولعل من الملامح البارزة لاجتماع هذا العام لهيئة التراث العالمي هو توفير اللغة العربية ضمن لغات الاجتماع جنبا الى جنب مع اللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية، حيث قامت المندوبية الدائمة للسعودية لدى اليونسكو بالتنسيق مع اللجان المنظمة في مركز التراث العالمي باليونسكو بتمويل حضور اللغة العربية في الاجتماع من ـ برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم اللغة العربية بمنظمة (اليونسكو).

وقد أثنت رئاسة الاجتماع وعدد من الوفود المشاركة من على المنبر بالمبادرة النبيلة من لدن الأمير سلطان بن عبد العزيز والجهود السعودية المتوالية لدعم التنوع الثقافي واللغوي في العالم.

ويناقش المشاركون في هذا التجمع العالمي موضوعات متعددة، من اهمها النظر في الطلبات المقدمة من الدول الاعضاء لادراج مواقع اثارية جديدة في لائحة التراث العالمي، ويلتفت العرب المشاركون في هذا الاجتماع باهتمام بالغ الى واحد من أكبر وأهم المواقع العالمية المعروضة للدراسة والتقييم في هذه الدورة، وهو موقع اثار الحجر (مدائن صالح) بالسعودية. وقد عقدت المجموعة العربية اجتماعا استثنائيا لها عقب نهاية اعمال يوم امس السبت، تناول الاجتماع كيفية حشد التأييد والدعم من لدن الدول الصديقة الاعضاء في الهيئة لموضوع اشكالات القدس وباب المغاربة، والموضوع الآخر السعي لدعم قبول ادراج موقع مدائن صالح على لائحة التراث العالمي. وكانت دورة العام الماضي لهيئة التراث العالمي، التي عقدت في نيوزيلندا في يوليو (تموز) 2007 قد اعتمدت ادراج مدينة سامراء بالعراق على لائحة التراث العالمي مما يطرح تساؤلا: هل تصبح مدائن صالح هي العروس العربية لهذه الدورة؟

وخلال هذه الدورة ستتقدم 41 دولة من الدول الاعضاء في اتفاقية التراث العالمي بطلبات تسجيل مواقع وممتلكات اثرية على لائحة التراث العالمي بعد أن تم منذ انشاء اللائحة عام 1972 وحتى اليوم ضم وتسجيل 851 موقعا وممتلكات ثقافية وطبيعية الى اللائحة تتوزع بين 141 دولة من الدول الاعضاء.

يشار الى ان هيئة التراث العالمي مسؤولة عن تطبيق اتفاقية عام 1972، وهي تضم في مجلسها التنفيذي 21 دولة عضوا يتم انتخابها من بين الدول الاعضاء الـ 185 في اتفاقية التراث العالمي، وفي كل عام يتم ادراج مواقع جديدة على اللائحة، حيث يتم ترشيح هذه المواقع من قبل الدول الاعضاء، ثم تدرس الطلبات من قبل هيئتين استشاريتين: المواقع الثقافية من قبل مجلس دولي للاثار والمواقع (ايكوموس)، والمواقع الطبيعية من قبل الجمعية العالمية للحفاظ على الطبيعة (يوسن)، التي تبلغ اللجنة توصياتها، وأخيرا يقدم المركز العالمي لدراسة المحافظة على التراث العالمي (ايكروم) استشارة الخبراء حول المحافظة والتدريب على تقنيات الترميم، بعد ان تقرر الهيئة في اجتماعها الدوري قبول ادراج الموقع على لائحة التراث العالمي او رفض ذلك اما لاسباب قيمية او فنية او تشغيلية.

ويمثل السعودية في الاجتماعات الدكتور زياد الدريس المندوب الدائم للسعودية لدى منظمة اليونسكو والدكتور علي الغبان مستشار أمين عام الهيئة العامة للسياحة والاثار.