دبلوماسيون: الرد الإيراني «التفافي» ولم يتطرق إلى «التجميد مقابل.. التجميد»

رسالة متقي لسولانا اكتفت بطرح الاستعداد لمفاوضات شاملة ومصادر دبلوماسية تعتبرها مخيبة للآمال

TT

قال دبلوماسيون غربيون يعملون في قضية الملف النووي الايراني، ان الرد الرسمي لطهران على عرض الحوافز مقابل وقف الأنشطة النووية الحساسة المقدم من القوى الكبرى، لم يتطرق الى القضايا الرئيسية خاصة وقف تخصيب اليورانيوم، وعكس محاولة للالتفاف عليها.

وحسب هؤلاء الدبلوماسيين، فإن رسالة منوشهر متقي وزير الخارجية الايراني التي تتضمن الرد الرسمي، والتي سلمت أول من أمس في بروكسل الى مكتب خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسات الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي وممثل الدول الست المضطلعة بالملف (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا)، قالت ان ايران مستعدة لدخول مفاوضات شاملة مع سولانا والدول الست، بدون ان تتطرق الى أي من المقترحات المطروحة في سلة الحوافز المعروضة. ونسبت «نيويورك تايمز» الى دبلوماسي مطلع على الملف، طلب عدم ذكر اسمه، ان الرسالة الايرانية قالت ان وقت التفاوض من مركز فوقي وعدم ندية، يجب ان ينتهي، وانتقدت العقوبات التي فرضها مجلس الأمن، معتبرة اياها غير عادلة، كما تحدثت عن الافتقاد للثقة بسبب المعايير المزدوجة لبعض القوى الكبرى في تصرفاتها.

ولم يصدر حتى الآن اعلان بتفاصيل الرد الايراني على العرض، الذي قدم لها الشهر الماضي ويتضمن حوافز اقتصادية وسياسية ومساعدة في برنامج نووي مدني، ويشترط لبدء التفاوض تعليق تخصيب اليورانيوم.

وفي اول بيان علني بعد تسليم الرد، قال غلام رضا الهام المتحدث باسم الحكومة الايرانية أمس، ان ايران ليس لديها نية لبحث حقها في تخصيب اليورانيوم.

واضاف في مؤتمر صحافي، ان موقف ايران لم يتغير بشأن تخصيب اليورانيوم، «ونحن مستعدون لاجراء محادثات في اطار الحفاظ على حقوق ايران النووية». وقال الهام «ترى ايران اليوم ان الموقف الاحادي ومعتقدات بعض الحكومات بشأن خططها النووية غير منطقية». وأبلغ سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين، سولانا اول من أمس، أن طهران أعدت ردها برؤية بناءة ومبدعة. كما طلب اجتماعا مع سولانا في وقت قريب. وقدمت ايران في وقت سابق حزمة مقترحات تهدف لحل الخلاف، وقالت ان النقاط المشتركة بين العرضين المنفصلين شجعتها.

واوضح ان ايران لن ترضخ للضغط الدولي، مضيفا انه يمكن مناقشة النقاط المشتركة للحزمتين، خلال المحادثات النووية مع سولانا. واضاف الهام «اكدنا في ردنا على ان المحادثات ستعقد فقط حول النقاط المشتركة بين الحزمتين». ولم تعلن الدول الست التي تقود مواجهة ايران في قضية ملفها النووي موقفها بعد، واكتفى نائب المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو بالقول، في بيان ان الولايات المتحدة ستدرس الرسالة الإيرانية مع حكومات الدول الخمس الأخرى بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين، قبل اعلان موقف رسمي. واتخذت نفس الموقف بريطانيا وقالت ان لندن تسلمت الرسالة وتتشاور مع الدول الاخرى.

لكن دبلوماسيين منخرطين في عملية التفاوض في هذا الملف، اعربوا عن خيبة املهم من الرد الايراني، وقالوا انه لا يوجد جديد في رد طهران، وانها تريد اطالة التفاوض الدبلوماسي، حتى تتمكن من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم . لكن دبلوماسيا آخر قال حسب «نيويورك تايمز» قد يكون هناك شيء ايجابي لأن الايرانيين ردوا على اية حال بدون ان يرفضوا مباشرة عرض الحوافز.

واظهرت روسيا والصين اهتماما بالتفاوض مع ايران، حتى لو لم تعلق انشطتها، بينما تريد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فرض عقوبات جديدة، اذا لم توقف التخصيب.

وفي العرض الذي قدم، تركت الدول الست لطهران مجالا للمناورة في الوقت، اذ ان المباحثات التمهيدية تبدأ بعد فترة 6 اسابيع من التجميد المشترك، لا يفرض فيها مجلس الأمن عقوبات جديدة، ولا تقوم ايران خلالها بالتوسع في عمليات التخصيب، وهذا يمكن ايران من البدء في التفاوض، وهي على المستوى الحالي من عمليات تخصيب اليورانيوم. ولم يتطرق الرد الايراني الى هذا الأمر، الذي وصف بأنه تجميد مقابل التجميد.