طهران تهدد مجددا بإغلاق هرمز.. والأسطول الخامس يؤكد التزامه بإبقائه مفتوحا للجميع

القائد الجديد للأسطول الخامس قاد بحرية حرب العراق: تعييني ليس رسالة لإيران وأهم تحدياتنا تفادي الحسابات الخاطئة

نائب الادميرال وليام غورنتي (يسار) مع سلفه كيفن كوسيغريف والسفير الأميركي في البحرين جوزيف ادم ايرلي خلال حفل تسليم قيادة الاسطول الخامس الاميركي في البحرين أمس (رويترز)
TT

رفض القائد الجديد للاسطول الخامس الاميركي في منطقة الخليج نائب الادميرال وليام غورتني، ربط تعيينه في هذا المنصب بالتطورات الإقليمية في المنطقة، أو أنه يمثل رسالة إلى طهران، مؤكدا في الوقت ذاته أن حرية المرور في الخليج العربي يجب أن تكون متاحة للجميع.

وقال غورتني في تصريحات بعد قليل من تسلمه أمس قيادة الاسطول الخامس في احتفال اقيم في مقر قيادة هذا الاسطول في قاعدة الجفير (شرق المنامة) «لا اعتقد ان تعييني يمثل رسالة من اي نوع، قيادة عمليات الاسطول قامت بتعييني هنا بالنظر الى خبرتي بالمنطقة التي تعود الى العام 1999، هذا هو السبب وليس ارسال رسالة من اي نوع».

وتعهد غورتي بمواصلة القوات الاميركية وقوات التحالف للعمل الذي تقوم به فى المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته على أن عمليات الأسطول الخامس تركز على طمأنة شركاء الولايات المتحدة بالمنطقة، والتزام بلاده بأمن المنطقة، «وهو ما يعزز الاستقرار والازدهار العالمي».

وقال غورتني «اعتقد ان اهم تحد مطروح امامنا هو تفادي الحسابات الخاطئة .. نحن نريد ضمان الاستقرار في هذه المنطقة والأمن هو الذي يجلب الاستقرار، على هذا لا نريد ان نقع في حسابات خاطئة تجاه اي طرف ولا ان يقع اي طرف في حسابات خاطئة تجاهنا». واشار غورتني الى ان الحوادث التي وقعت في مضيق هرمز «مثال على الحسابات الخاطئة»، مضيفا «من يريد شيئا مثل هذا ان يقع؟ ولماذا؟». وتابع موضحا «نريد ان نكون قادرين على اعطاء رسالة واضحة عن نوايانا، سنبقى في المياه الدولية وللجميع حرية المرور، رسالتنا واضحة نحن هنا لضمان الامن والازدهار في المنطقة».

وتسلم غورتني قيادة الاسطول من نائب الاميرال كيفن كوسيغريف الذي اشار في كلمة له في احتفال تسليم القيادة الى ان «القوات الاميركية موجودة هنا منذ 60 عاما وستبقى لعقود قادمة».

وكان كوسيغريف قد اعلن الأسبوع الماضي، ولمرتين في ظرف يومين، ان بلاده «لن تسمح لايران باغلاق مضيق هرمز». مشيرا في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة الاسطول الخامس في المنامة ان الايرانيين «لن يتمكنوا من اغلاق مضيق هرمز، لن نسمح لهم باغلاقه»، فيما أكد في تصريحات صحافية في ابوظبي أن أي عمل عسكري إيراني لإغلاق المضيق البحري يمثل «إهانة دولية للعالم». ويأتي الرد الأميركي في أعقاب تصريحات أدلى بها قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري، الذي هدد باغلاق مضيق هرمز في حال تعرضت بلاده لهجوم عسكري.

وقاد كوسغريف الأسطول الأميركي الخامس، الذي يضم أكثر من 25 ألفا من جنود القوات الأميركية، لمدة 17 شهرا. غير أنه تقاعد من القوات البحرية الأميركية بعد اكثر من 37 سنة من الخدمة .

وكان لافتا في كلمته الوداعية التي ألقاها للجنود الأميركيين خلال حفل تنصيب الرئيس الجديد للأسطول، قول كوسغريف «نحن نكافح يوميا ضد التطرف العنيف وغيره من الانشطة الخبيثة في المنطقة، وإجراءاتنا الخاصة في ذلك توفير الأمن البحري والمساعدة في الحفاظ على البحار مفتوحة للتجارة له أثر بالغ الأهمية على أمن المنطقة». ويشرف الأسطول الخامس على العمليات الأميركية الاقليمية في مساحة تبلغ نحو 6.5 مليون ميل مربع في منطقة العمليات، التي تشمل الخليج العربي وخليج عمان، شمال بحر العرب، واجزاء من المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الاحمر ومنطقة بحر قزوين. وفي طهران حذر الجنرال حسن فيروز ابادي رئيس هيئة اركان الجيش الايراني أمس، من ان بلاده ستغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي تعبره 40% تقريبا من شحنات النفط العالمي، في حال تعرضت مصالحها للخطر، بحسب وكالة انباء فارس.

واعلن بحسب الوكالة، «على كل الدول ان تعلم انه في حال تجاهل مصالح ايران في المنطقة، فمن الطبيعي ان لا نسمح للاخرين باستخدام» الطريق البحرية. لكنه شدد على ان اولوية الجمهورية الاسلامية هي «ابقاء مضيق هرمز مفتوحا». من جهته، هدد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري السبت الاعداء «بضربات فتاكة» في الخليج. ونقلت وكالة فارس عن جعفري قوله ان «الحرس مجهزون باكثر الصواريخ تطورا والتي تستطيع توجيه ضربات قاضية لسفن الاعداء وتجهيزاتهم البحرية».

واضاف انه في حال تعرضت ايران لهجوم «فلن تترك تكتيكات الحرب الخاطفة التي ستعتمدها زوارق الحرس الثوري اي فرصة امام الاعداء للفرار». واضاف «هذا لا يعني ان بوادر الحرب برزت، لكن هذه هي الاستراتيجيات التي اعدتها قواتنا المسلحة».

وكان الجنرال جعفري قد لمح اخيرا الى ان الجمهورية الاسلامية قد تغلق مضيق هرمز انتقاما من اي هجوم على منشآتها النووية.