شارع المطار.. من أخطر شارع في بغداد إلى طريق معبد بالزهور والفنادق

أحد السكان: كنا نعيش في جحيم واليوم لا نتذكر متى سمعنا آخر مرة صوت انفجار

TT

اذا انجز رئيس بلدية بغداد صابر العيساوي ما يريد، فإن الزوار الخارجين بالسيارات من مطار المدينة الدولي لن تقع اعينهم على مجرد حوائط خرسانية مضادة للتفجيرات واسلاك شائكة ونقاط تفتيش.

ويريد العيساوي ان يغير شكل الطريق السريع متعدد الحارات وان يزوده بالاضواء ويزرع به الاشجار لتجميل طريق جرت العادة ان يكون احد اخطر شوارع العراق. ومع تراجع العنف لادنى مستوياته في اربعة اعوام فان رئيس بلدية بغداد يرى ان الوقت حان للبدء.

وقال للصحافيين في احتفال اقيم أول من أمس لتدشين مشروع بقيمة 40 مليون دولار لاعادة بناء طريق المطار، انه سيتم احداث اختلاف كبير في وقت قصير. واضاف ان الشيء الاهم هو استعادة المناطق الخضراء وانارة الشارع بما يعطي الاشخاص القادمين احساسا بأن المدينة تتحسن.

ونقلت وكالة رويترز عن العيساوي قوله، ان هناك خططا لبناء فنادق على جانبي الطريق الذي يبلغ طوله 20 كيلومترا، وضخ المياه من نهر دجلة القريب لري مساحات الحشائش والورود.

وحتى وقت قريب كان مثل هذا الحديث مثارا للضحك والسخرية. وعلى مدى سنوات ظل الطريق السريع في حي الرشيد في جنوب بغداد ساحة معارك.

وكثيرا ما كانت تنفجر القنابل المزروعة على جانب الطريق، التي تستهدف القوافل العسكرية او المتعاقدين الامنيين المدججين بالسلاح، الذين ينقلون الزوار الى المطار. وكان مسلحون معهم قاذفات صاروخية وبنادق آلية يطلقون النار عشوائيا على السيارات المارة.

وقال مقيمون انهم غالبا ما يضطرون الى المرور وسط الحفر التي خلفتها الانفجارات في الشارع. واضافوا انه بعد انفجار بعض القنابل تمطر القوات الاميركية او العراقية المنازل الواقعة على جانبي الطريق بوابل من الرصاص.

وقال سعد القبيصي (38 عاما) وهو موظف يقع منزله على الطريق، ان السكان كانوا يعيشون في جحيم. واوضح ان خمس او ست قنابل كانت تنفجر يوميا، وان الرصاص كان يتطاير. لكنه قال ان الوضع اصبح افضل كثيرا الان وانه يكاد لا يتذكر آخر مرة سمع فيها انفجارا في هذا الشارع.

وقال الكولونيل تيد مارتن قائد القوات الاميركية في حي الرشيد، ان كثيرا من النازحين العراقيين عادوا بالفعل الى المنطقة، في اشارة على تحسن الوضع الأمني.

واضاف في الاحتفال، «الحياة تعود الى طبيعتها في هذه المنطقة.. نشهد تدفقا مستمرا للعائلات العائدة». ويريد الجيش الاميركي الاستفادة من هذه المكاسب بمساعدة الحكومة على البدء في مشروعات اعادة الاعمار وتحسين الخدمات، مما يعطي للمواطنين العاديين سببا لوضع ثقتهم في قادة العراق وليس في الميليشيات المسلحة.

وقال مارتن: «هذا هو الوقت الذي نحول فيه جهودنا في ساحة القتال من العمليات المدمرة الى اعادة البناء. ففي يوم ما تقودون دوريات مقاتلة.. وفي اليوم التالي تعملون مع المجالس البلدية في مشروعات الكهرباء والصرف الصحي».

ويقول مسؤولون اميركيون وعراقيون ان هذه الاستراتيجية ستنجح وانهم على ثقة من ان الأمن تحسن بما يكفي لبدء اشغال كبيرة على الطريق واصلاح مواسير المياه والصرف الصحي تحته.

وقال الميجور جنرال جيفري هاموند قائد القوات الاميركية في بغداد: «كل يوم يكون افضل قليلا من سابقه».