قمة مجموعة الثماني تودع جورج بوش وتستقبل الرئيس الروسي الجديد

الملفان النوويان الكوري والايراني يتصدران البحث وإدانة محتملة لموغابي

صحافيون يتابعون مؤتمرا صحافيا مشتركا لجورج بوش، ورئيس الوزراء الياباني، بعد محادثات ثنائية (رويترز)
TT

كان الرئيس الاميركي جورج بوش ونظيره الروسي ديميتري مدفيديف في طليعة قادة دول مجموعة الثماني الذين وصلوا امس الى اليابان للمشاركة في قمة المجموعة التي تطغى عليها الازمة الاقتصادية وارتفاع اسعار المواد الاولية ومكافحة الاحتباس الحراري وتعقد في فندق فخم على ضفاف بحيرة تويا في جزيرة هواكيدو في شمال اليابان.

وسوف تكون القمة مناسبة لمشاركة اخيرة لبوش في قمة مجموعة الثماني الذي سيلتقي نظيره الروسي للمرة الاولى منذ تولي هذا الاخير مهامه في الكرملين في مايو الماضي. وعلى الصعيد الدبلوماسي، سيبحث الرئيس الاميركي خصوصا الملفين الايراني والكوري الشمالي النوويين اللذين يشكلان اولوية في جهود منع الانتشار النووي. وسيثير بوش ايضا مسالة زيمبابوي حيث تعارض واشنطن بقوة بقاء الرئيس روبرت موغابي في السلطة.

وكان دنيس وايلدر احد مستشاري الرئيس الاميركي قال من على متن الطائرة الرئاسية ان قادة مجموعة الثماني «سيطرحون بجدية مسالة شرعية حكومة» موغابي. كذلك، قال انه سيتعين على زعماء الولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين والكوريتين وهم اعضاء المجموعة السداسية تقرير كيفية القيام بعملية التحقق من الاعلان الذي قدمته كوريا الشمالية بهدف المضي قدما في نزع برنامجها للاسلحة النووية.

وقال مسؤول البيت الابيض دينيس ويلدر ان من المرجح ان يناقش بوش وفوكودا سبل التحقق من ان كل قضبان الوقود ازيلت من منشاة يونغبيون النووية والتي يعتقد انها تنتج بلوتونيوم يدخل في صناعة الاسلحة.

واضاف ان من المرجح ايضا ان يناقشا كيفية الانتقال من «تعطيل هذه المنشأة الى تفكيكها» والمكان الاخير الذي ستوضع فيه المواد النووية التي انتجت بالفعل. ونقل عن ويلدر قوله ان كريستوفر هيل كبير المفاوضين الاميركيين قد يبدأ مشاورات بشأن هذه القضايا مع نظرائه في المحادثات التي تجري في بكين في 11 او 12 يوليو. كذلك، يحتفل بوش الذي ترافقه زوجته لورا بعيد ميلاده الثاني والستين.

وستتيح القمة للرئيس الروسي مدفيديف ان يدخل نادي الكبار من بوابته العريضة. والى جانب لقائه مع بوش، سوف يتعرف الرئيس الروسي الجديد الى نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون. ومن المتوقع ان يسعى سيد الكرملين الجديد (42 عاما)، المعروف بانفتاحه ووده، الى فرض نفسه امام نظرائه المعتادين على الطبع الاكثر حدة الذي ميز سلفه فلاديمير بوتين.

واذا كان اسلوبه مغايرا فان مدفيديف متمسك بالسياسة الخارجية التي ارسى قواعدها سلفه بوتين والهادفة الى استعادة قوة روسيا في العالم التي خسرتها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

ويبدو الرئيس الروسي الجديد صلبا ايضا، كسلفه، في ما يتعلق بالقضايا المثيرة للتوتر بين بلاده والغرب وفي طليعتها مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا وتوسع حلف شمال الاطلسي حتى ابواب روسيا.

وسبق لمدفيديف ان اعلن انه سيطالب بوش بان يترجم الى افعال الوعود التي اطلقها بخصوص مشروع الدرع الصاروخية "المزعج" على حد تعبيره وتلك المتعلقة بمعاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية التي تنتهي صلاحيتها في 2009 والتي وصف الكرملين الاقتراحات الاميركية الاخيرة بشأنها بانها «فارغة».

كما سيلتقي مدفيديف براون في خضم «الحرب الباردة» الدائرة بين البلدين ولا سيما منذ اغتيال العميل الروسي السابق الذي انقلب على الكرملين الكسندر ليتفيننكو في لندن في 2006.

وتأمل موسكو تحقيق «خطوة الى الامام» على طريق تحسين العلاقات الروسية ـ البريطانية، في حين ان لندن التي تعول على السيد الجديد للكرملين في تبديد التوترات بين البلدين تؤكد على «المصلحة المشتركة للعمل سويا حول جملة من النقاط».

ورافق وصول القادة تظاهرات مناهضي العولمة والتي شهدت اعتقال اربعة اشخاص بينهم مصور صحافي امي في سابورو (شمال) اذ تجمع الاف المتظاهرين في شوارع هذه المدينة الكبرى الواقعة على بعد حوالي 150 كلم من مكان القمة.

وجرت التظاهرات بهدوء لكن رجال الشرطة الذين تمت تعبئة الالاف منهم لهذه المناسبة، اعتقلوا ثلاثة متظاهرين يابانيين ومصورا يابانيا يعمل لوكالة رويترز كما اعلنت الوكالة.

وجرت التظاهرة بهدوء بالمقارنة مع تجمعات الاحتجاج على مجموعة الثماني التي نظمت في السنوات الاخيرة ولا سيما في المانيا العام الماضي حيث جرت مواجهات بين عشرات الآلاف من المتظاهرين وقوات الامن رشقت خلالها حجارة وزجاجات حارقة.

وقد انتشر 21 الف شرطي في جزيرة هوكايدو لتوفير سلامة الشخصيات المدعوة. وارسل نحو عشرين الف شرطي اخر كتعزيزات الى طوكيو حيث تتخوف السلطات اليابانية من احتمال تنفيذ اعتداء كبير في العاصمة خلال انعقاد القمة، كالاعتداءت التي ضربت وسائل النقل في لندن اثناء انعقاد القمة في غلين ايغلز باسكتلندا في العام 2005. ولا يسمح لاي سيارة غير سيارات الشرطة وحافلات الصحافيين من عبور الحواجز العديدة التي تتحكم بشبكة الطرق بضواحي توياكو. كما تواكب مروحية القادة اثناء انتقالهم من مطار سابورو الى الفندق الذي ينزلون فيه. والجدير بالذكر انه من بين رؤساء دول او حكومات البلدان الصناعية الثمانية الكبرى (المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا)، اثنان فقط يمكنهما القول انهما يعيشان حاليا «شهر عسل» مع ناخبيهما، وهما الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني.

اذ ان بوش لا يتمتع بشعبية وتنتهي ولايته خلال ستة اشهر لذلك تطغى مسألة اختيار رئيس خلفا له على اخباره. اما رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا الذي يستضيف القمة فيعاني من تراجع شعبيته الى مستويات كارثية لا تتجاوز العشرين بالمائة ويبدو عمليا عاجزا عن الحكم وشعبية رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ايضا في ادنى المستويات في استطلاعات الرأي بينما تراجعت شعبية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي منذ انتخابه في مايو 2007.

وفي المانيا تواجه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل المحافظة التي تحكم بمساعدة ائتلاف هش مع يسار الوسط، صعوبة في العثور على شريك جديد لما بعد الانتخابات التي ستجري في 2009. وفي كندا، يقود رئيس الوزراء ستيفن هاربر حكومة اقلية وتسري تكهنات حول اجراء انتخابات مبكرة.