الإمارات تطوي صفحة الديون العراقية بإلغاء 7 مليارات دولار.. وتسمي سفيرها في بغداد

الشيخ خليفة يدعو العراقيين إلى الالتفاف حول حكومتهم «الشرعية» والانخراط في العملية السياسية

الشيخ خليفة بن زايد خلال استقباله أمس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي («الشرق الأوسط»)
TT

طوت الإمارات العربية المتحدة أمس، رسميا، صفحة الديون المستحقة على العراق، وقررت إلغاء جميع هذه الديون، والبالغة نحو سبعة مليارات دولار أميركي، تتضمن الديون التي تم تقديمها في أوقات مختلفة وتبلغ أربعة مليارات دولار، بالإضافة إلى الفوائد المترتبة عليها والتي تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار، كما أعلنت عن تسمية سفيرها في بغداد.

وجاء الإعلان الإماراتي خلال استقبال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الامارات العربية المتحدة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بحضور نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ووصف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قرار بلاده بإلغاء ديونها المترتبة على العراق بأنه «تعبير عن أواصر الأخوة والتضامن بين البلدين ومساعدة للحكومة العراقية لتنفيذ خطط ومشروعات إعادة الأعمار وتأهيل المؤسسات والمرافق المختلفة في العراق».

وأعرب الرئيس الإماراتي عن أمله في أن يسهم القرار في التخفيف من الأعباء الاقتصادية التي يواجهها الشعب العراقي ، مؤكدا أن الإمارات لن تتأخر في تقديم كل أشكال العون المادي والمعنوي للعراق.

من جانبه أعرب رئيس الوزراء العراقي عن شكره وتقديره لمبادرة دولة الإمارات، مشيرا الى أنها تجسد علاقات الأخوة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وأن قرار شطب الديون الإماراتية سيساهم في تحسين الوضع الائتماني للاقتصاد العراقي ودعم عملية استعادة الأمن والاستقرار في العراق من خلال فتح الأفق أمام العراق للتخلص من الأعباء التي تثقل اقتصاده ومؤسساته.

إلى ذلك، سمى مجلس الوزراء الأماراتي سفيرا جديدا بغداد، وتم تعيين عبد الله ابراهيم الشحي، السفير الإماراتي السابق في الهند، ليكون سفيرا لها في العراق، وذلك تزامنا مع بداية زيارة رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي الى الامارات.

وكان الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قد زار بغداد الشهر الماضي، في أول زيارة لوزير خارجية خليجي، منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003، وأعلن الوزير الإماراتي حينها عن افتتاح سفارة لبلاده في العراق.

وتعليقا على قرار بلاده إلغاء الديون العراقية، صرح الشيخ عبد الله بن زايد بأن قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بإلغاء الديون الإماراتية المترتبة على العراق بمختلف أنواعها مع فوائدها، «يأتي تأكيدا على حرص دولة الإمارات على توطيد العلاقات مع العراق الشقيق والدفع بها الى آفاق أرحب من التعاون في مختلف الميادين». وقال الشيخ عبد الله إن هذا القرار يتزامن مع عدة مبادرات إماراتية مهمة لدعم العراق كان من بينها قرار مجلس الوزراء بتعيين سفير جديد للدولة في بغداد. وأضاف وزير الخارجية أن دولة الإمارات على ثقة كبيرة بأن هذه الخطوات ستسهم في ترسيخ العلاقات مع العراق وتوسيعها لتشمل مختلف أوجه التعاون.

ومن المقرر أن يعقد نوري المالكي ظهر اليوم مؤتمرا صحافيا، يلقي الضوء على تفاصيل أكثر عن اللقاء الإماراتي العراقي، كما سيكشف خلال لقائه بالصحافيين ابرز ملامح العلاقات العراقية العربية، من خلال الجولة العربية التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي حاليا.

وبالرغم من أن الإمارات قد أعلنت أمس رسميا إلغاء كافة الديون العراقية على الأمارات، إلا أن الخطوة الإماراتية هذه لم تكن جديدة بالكامل، فقد سبق وأن أعلنت الأمارات، خلال زيارة مبعوث الرئيس الأميركي لمعالجة الديون الخارجية العراقية جيمس بيكر الى أبوظبي في شهر يناير (كانون الثاني) 2004، أنها ستلغي معظم ديونها المستحقة على العراق، وقالت إنها على استعداد لبدء مفاوضات حول ذلك، غير أن الإمارات ربطت إتمام قرارها بان تكون نتائجها مقبولة من قبل حكومة عراقية منتخبة.

وخلال المباحثات الرسمية الإماراتية العراقية، استعرض الرئيس الإماراتي مع رئيس الوزراء العراقي الأوضاع على الساحة العراقية والجهود التي تبذلها السلطات العراقية في استعادة الأمن والاستقرار لكافة المناطق «في إطار سيادة الدولة والتصدي لكل المحاولات التي تهدف للمساس بوحدة العراق أرضا وشعبا»، بالإضافة إلى استعرض الأوضاع الإقليمية المختلفة.

وأكد الشيخ خليفة بن زايد في هذا الشأن أن استعادة الأمن في العراق يمثل حجر الزاوية في جهود العراق لإعادة تأهيل مؤسساته واستعادة دوره الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية.

وشدد الرئيس الاماراتي على ضرورة المبادرة الى مساعدة العراق بكافة السبل لتحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أن دولة الإمارات وانطلاقا من شعورها بأهمية تواصل العراق بمحيطه العربي بادرت للإعلان عن قرار إعادة فتح سفارة الدولة في بغداد. وأشار الى التحسن النسبي في المناخ الأمني في العراق، معتبرا هذا التحسن عاملا مشجعا يساعد في نجاح العملية السياسية في العراق.

ودعا الشيخ خليفة كافة فئات الشعب العراقي وتياراته السياسية المختلفة الى الالتفاف حول الحكومة الشرعية ونبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي والانخراط في العملية السياسية وصولا الى استعادة العراق لعافيته واستقراره الأمني ودوره السياسي.

وكان الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق اول الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة في مقدمة مستقبلي رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته الرسمية للإمارات التي بدأت أمس وتستمر لمدة يومين.