دمشق تتحدث عن «فوضى في سجن صيدنايا» وتوجيه بتدخل مباشر من وحدة حفظ النظام

المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد استمرار «العصيان»

TT

بعد أربع وعشرين ساعة على تناقل وسائل الإعلام نبأ عن حصول اشتباكات عنيفة داخل سجن صيدنايا القريب من العاصمة السورية دمشق، نشرت ظهر أمس وكالة الأنباء السورية (سانا) بيانا قالت فيع إن «عددا من المساجين المحكومين بجرائم التطرف والإرهاب» أقدموا «على إثارة الفوضى والإخلال بالنظام العام في سجن صيدنايا واعتدوا على زملائهم وذلك في الساعة السابعة من صباح يوم السبت في 5ـ7ـ2008 أثناء قيام إدارة السجن بالجولة التفقدية على السجناء». وأضاف البيان أن «الأمر استدعى التدخل المباشر من وحدة حفظ النظام لمعالجة الحالة وإعادة الهدوء للسجن وتنظيم ضبوط بحالات الاعتداء على الغير وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن أصدر بيانا صباح أول من أمس قال فيه «إن اشتباكات نشبت بين حراس أحد السجون السورية والنزلاء وأسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص».

وقد عاد أمس «المرصد السورى لحقوق الانسان» الى التأكيد بأن العصيان الذي نفذه معتقلون إسلاميون داخل سجن صيدنايا مازال مستمرا. وذكرت وكالة الانباء الالمانية، نقلا عن بيان «للمرصد» السوري تلقته أمس إنه علم من مصدر داخل السجن تمكن «المرصد» من الاتصال به إن «العصيان داخل سجن صيدنايا لا يزال مستمرا».

وكانت الانباء قد تضاربت حيال أحداث السجن فيما ذكر «المرصد»، نقلا عن معتقل سياسي داخل السجن ان العصيان الذي وقع صباح أول من امس أوقع عددا من القتلى وان السجناء صعدوا إلى سطح السجن خوفا من القتل.

وتابع البيان نقلا عن «شاهد عيان» من أهالي المعتقلين الإسلاميين في سجن صيدنايا للمرصد، انه «تمكن من اختراق الطوق الأمني المفروض على السجن منذ أمس وشاهد عددا من السجناء مازالوا على سطح مبنى السجن ولكن بعدد اقل من الذي شوهد (أول ) من أمس». وأضاف البيان أنه «خلافا لبعض التسريبات عن انتهاء العصيان والسماح لأهالي المعتقلين بزيارة أبنائهم قال الأهالي للمرصد ان عناصر الأمن السورية منعتهم من الاقتراب من السجن الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لديهم على مصير أبنائهم وسط مخاوف من ارتفاع كبير في عدد الضحايا بعد التعتيم والصمت الرسمي السوري على الأحداث التي وقعت في السجن».

وذكر البيان ان شقيقة معتقل في سجن صيدنايا تقيم بالقرب من «مستشفى تشرين» العسكري أبلغت «المرصد» مساء أول من أمس أنها شاهدت سيارات الإسعاف تنقل قتلى وجرحى السجن إلى المستشفى وعندما حاولت الدخول إلى المستشفى لمعرفة مصير شقيقها قالوا لها «ممنوع الدخول لأي شخص بأمر من الأجهزة الأمنية» وقال لها احدهم إن المستشفى «مكتظ بالقتلى والجرحى الذين جيء بهم من سجن صيدنايا».

وقد طالب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» السلطات السورية بالكشف عن تفاصيل ما وصفها بـ«مجزرة السبت الأسود» في سجن صيدنايا وكشف اعداد الضحايا لطمأنة أهالي المعتقلين على مصير أبنائهم وتشكيل لجنة تحقيق من شخصيات حقوقية وقضائية مستقلة معروفة بنزاهتها ومحاكمة كل من أطلق الرصاص الحي على السجناء وتسبب بمقتل سجين.

ويقع سجن صيدنايا (20 كم شمال غربي دمشق)، على رأس تلة مرتفعة، وله ثلاثة أجنحة ويمتد على مساحات واسعة من الأراضي تحرسه آليات عسكرية واضحة للعيان الذاهبين والعائدين من ناحية صيدنايا، وباقي المناطق المحيطة بالسجن.