فضل الله: الظروف ليست مقفلة حول استراتيجية المقاومة

TT

دعا المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله إلى «الإسراع في فتح أبواب الحوار الداخلي» وإذ شدد على أنه «من المعيب أن يتم وضع المقاومة في خانة الاتهام أو ينظر إليها كعبء أو كقيد يكبل لبنان»، اعتبر «أن الأبواب ليست مقفلة حول استراتيجية المقاومة»، وقال «أجد أن الظروف التي نطل عليها، ومن نافذة عملية التبادل وإطلاق سراح أسرانا وغيرها، تسمح بإعادة الحوار الداخلي وتزخيمه لرسم آفاق الحلول الداخلية وصوغ استراتيجية سياسية وأمنية تحمي لبنان من أعدائه وتقطع الطريق على أي تحالفات من شأنها أن تدمر الاستقلال اللبناني الذي نريده تاما وناجزا».

واعتبر فضل الله أمس «ان الإقرار الإسرائيلي بالشروط الأساسية للمقاومة في عملية التبادل يمثل إنجازا في دلالاته السياسية والعملية. وان هذا الرضوخ لشروط المقاومة... يؤكد بأن المرحلة التي كانت تفرض فيها إسرائيل شروطها على العالم العربي والإسلامي فيرضخ لها رضوخ العاجز أمام القوي قد ذهبت وولت، لتطل مرحلة جديدة يعترف بها العدو ـ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ بأن التوازن في حركة القوة بين ما هي إمكانات المقاومة وما هي إمكاناته، قد خلقت واقعا جديدا لا يمكن تجاوزه أو القفز من فوقه بالتهديدات والتهاويل وحتى بشن الحروب التي أثبتت تجاربها الأخيرة، وخصوصا في العدوان الأخير على لبنان، بأن كيان العدو لم يعد في الموقع الذي يستطيع من خلاله أن يشن حربا سريعة وحاسمة أو أن يضرب في العمق اللبناني أو العربي أو الإسلامي من دون أن يضرب أو من دون أن ينزف داخليا ويدفع الأثمان مضاعفة من حساب هيبته وقوته وعناصره». وقال: «إن هذا الإنجاز بكل مفاعيله السياسية والأمنية وغيرها يشير إلى الأهمية التي ينطوي عليها فعل القوة العادلة في مواجهة العدو، وإلى أهمية أن يكون لبنان قويا، فيصنع العزة الذاتية لنفسه ويصوغ نموذجا من أروع نماذج الحرية والكرامة في مواجهة العدو. ولذلك، فإننا نعتقد أن من المعيب أن يتم وضع المقاومة في خانة الاتهام أو أن ينظر إلى سلاحها وكأنه عبء وقيد يكبل لبنان.