مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: 15 يوليو هو السقف الزمني لمبادرة أبو مازن

أكد أن مقترحات مشعل لا يختلف عليها فلسطينيان.. لكن لا حوار في ظل حكومتين

TT

قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» أمس إن 15 يوليو (تموز) الجاري هو السقف الزمني لمبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) كما طرحها في خطاب ألقاه عشية الذكرى الحادية والأربعين لحرب 5 يونيو (حزيران) 1967. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان المبادرة لن تظل مفتوحة الى ابد الآبدين. واذا لم يحصل اي تقدم ما بعد المشاورات التي أجراها الرئيس ابو مازن في القاهرة وعمان واليمن وغيرها من العواصم العربية، فانه سيشير بإصبع الاتهام الى الطرف المسؤول عن عدم تحقيق المصالحة.

واعتبر مصدر آخر، طلب عدم ذكر اسمه ايضا، أن مبادرة وئدت في مهدها من قبل وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، وحماس نفسها التي لم تقبل بالمبادرة. وحسب المصدر فان رايس هي التي تبرعت بالقول إن أبو ما زال على موقفه من حماس، مباشرة بعد طرحه المبادرة، ولم تدع المجال لأي مسؤول فلسطيني لأن يقول شيئا في هذا الصدد. وأضاف ان رايس هي أيضا التي تبرعت بالرد على الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، في مؤتمر برلين لدعم الأجهزة الأمنية الفلسطينية نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بالقول انه لن تكون هناك مصالحة ورفعا للحظر عن حماس الا بعد قبولها بشروط اللجنة الرباعية وهي الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة والتخلي عن الإرهاب. وأضاف المصدر «وهكذا بإمكاني القول بدون تردد إن هناك قرارا دوليا بعد إنجاح الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني».

وحول الافكار التي وردت في الورقة التي قدمها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس الماضي، قال المصدر المطلع إنها أفكار لا يختلف عليها فلسطينيان «لكن المشكلة تكمن في انه لا يمكن بدء أي حوار في ظل وجود سلطتين وحكومتين، فمن يقبل بحوار في ظل مثل هذا الوضع فانه لا يريد انهاء حالة الانشقاق». وتابع المصدر القول ان «على حماس اولا ان تتراجع عن انقلابها واعادة الامور الى ما كانت عليه قبل 14 يونيو (حزيران) 2007» (تاريخ سيطرة حماس عسكرية على قطاع غزة). من جانبه قال نمر حماد، المستشار السياسي لأبو مازن «إن الرئاسة الفلسطينية ما زالت تدرس مقترحات مشعل». وأضاف «إن المبادرة قيد البحث، ولو توصلت حماس إلى قناعة بالعودة إلى ما قبل الانقلاب في غزة وإعادة المقار الأمنية والرئاسية الفلسطينية إلى الرئيس عباس وإعادة بناء الأجهزة الأمنية وإجراء انتخابات مبكرة، فإن ذلك سيفتح الطريق أمام حوار ناجح». وأكد أن المبادرة « تبدأ بالتراجع عن الانقلاب، ولو وصلت إلى قناعة بأن ما جرى في قطاع غزة أمر مأساوي فإن الحوار سينجح بكل تأكيد وهذه هي الخطوة الأولى». ويواصل ابو مازن زيارته لدمشق التي تنتهي اليوم. والتقى مساء أول من أمس مع قادة الفصائل الفلسطينية المختفلة بما فيها حركة الجهاد الاسلامي، باستثناء قادة حماس.وكان اكثر من مسؤول في السلطة قد صرح بأن أبو مازن لن يلتقي قادة حماس، الا بعد الإعلان عن استعدادهم لإعادة الأوضاع في غزة الى ما كانت عليه قبل 14 يوينو 2007.

وأرجع ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان رفض أبو مازن لقاء مشعل الى الموقفين الأميركي والإسرائيلي الرافضين لأي محاولة لتوحيد الصف الفلسطيني.

والتقى ابو مازن الليلة قبل الماضية بنايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية، وكذلك مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج، الدكتور ماهر الطاهر. وقال الطاهر إنه ناقش مع أبو مازن النقاط السياسية حول موضوع الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام التي تضرب البيت الفلسطيني الداخلي. وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية «بحثنا بكل صراحة وشفافية مع الرئيس أبو مازن الوضع الفلسطيني حيث يشعر الشعب الفلسطيني بكل الاستياء والإحباط، وأكدنا له أن حالة الانقسام لا تستفيد منها إلا إسرائيل، وأبدينا رؤيتنا حول الوضع الفلسطيني الذي مهما كانت فيه الخلافات عميقة فليس أمام الشعب الفلسطيني أي خيار إلا استعادة الوحدة الوطنية».

والتقى ابو مازن أمس مع الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي، رمضان عبد الله شلح، ووفد من حركته، ووفد من القيادة العامة برئاسة طلال ناجي، ووفد من منظمة الصاعقة. كما التقى وفدا من رجال الدين.