سليمان يريد بيانا وزاريا يستلهم بيان الوزراء العرب واتفاق الطائف وخطاب القسم

«القوات» تلوِّح بعدم المشاركة والحص يرى في الحكومة المقبلة «عقما»

TT

تجمع الفاعليات اللبنانية، رسمية وسياسية، على ان الحكومة الاولى للعهد الجديد ستبصر النور خلال الايام المقبلة على أبعد تقدير. وفيما تستمر المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة انتقد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي الزيارات التي يقوم بها السنيورة للمرجعيات. ودعاه الى الاجتماع فورا برئيس الجمهورية «للخروج بتشكيلة حكومية ترضي ضميريهما وآمال اللبنانيين». هذا، ولوح احد نواب «القوات اللبنانية» بأنها قد تسهّل تشكيل الحكومة بعدم المشاركة فيها اذا لم تتمثل بحجمها الفعلي.

وقد شدد الرئيس سليمان على ضرورة الا تنعكس الخلافات السياسية في الرأي على المسار التنفيذي. واكد ان على الحكومة العتيدة «ان تعمل وفق ما يعزز الوحدة الوطنية، لا أن يعمد البعض الى الدخول اليها باسم الوحدة، وهناك يعمل للتفرقة». ورأى «ان البيان الوزاري يجب ان يستلهم ما يجمع عليه اللبنانيون اضافة الى ما ورد في بيان وزراء الخارجية العرب وروحية اتفاق الدوحة وخطاب القسم».

مواقف رئيس الجمهورية جاءت خلال لقائه وفد «منبر الوحدة الوطنية ـ القوة الثالثة» برئاسة الرئيس الحص الذي زار القصر الجمهوري امس، حيث جرى عرض للجهود المبذولة لتشكيل الحكومة والتحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني. وقال: «ان الصراعات تؤدي الى اضاعة الفرص والعودة بالوطن الى الوراء. ولكن لا مفر من العودة الى اللقاء والاتفاق بين الجميع. ومن الضروري الا تنعكس الخلافات السياسية في الرأي على التنفيذ. بمعنى انه يمكن ان يكون هناك خلاف على قضية معينة، لكن المهم الا نصل الى مرحلة كل ينفذ وفق رأيه فحسب. هذا ما يجب ان نتفاداه، مهما كان حجم اختلافاتنا». وأضاف: «نأمل ان يعمل الجميع، عند تأليف الحكومة، وفق المصلحة العامة. فعلى حكومة الوحدة الوطنية ان تعمل وفق ما يعزز الوحدة، وليس ان يعمد البعض الى دخولها، باسم الوحدة، وهناك يعمل للتفرقة. ان دخول حكومة الوحدة الوطنية يتطلب تضحية وإصرارا ومتابعة وان الآلية موجودة. وعلى الجميع ان يقتنع بذلك. فالمسألة في النهاية، تتوقف على معرفة ما اذا كنا نريد وطنا مزدهرا للجميع ام لا».

وعما اذا كان الحوار الوطني سيحصل قبل البيان الوزاري ام بعده، قال الرئيس سليمان: «ما دام الامر يتم بالحوار، فهو محكوم بإرادة الافرقاء. وان كل ما يخدم المصلحة العامة للبنانيين سنقوم به. نحن نتابع الاجواء السياسية والاعلامية التي تتناول هذا الشأن، بحيث نصل الى ما يمكن ان يرضي الجميع، خصوصا ان كل ما سيصدر عن الحوار سيكون بإرادة مشتركة من مختلف الافرقاء، الذين يعود اليهم طوعا أمر تحسين النظام السياسي».

وبعد اللقاء تحدث الرئيس الحص الى الصحافيين فقال: «نحن متفائلون جداً بمستقبل لبنان في المدى الطويل. ولكن لا نستطيع قول هذا الشيء بالنسبة الى الحكومة بالذات. فنحن لا نأمل كثيرا من هذه الحكومة. ونعتبر أنها ستكون حكومة تتميز بالعقم الى حد بعيد».

وزار الرئيس ميقاتي مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. وقال عقب الزيارة: «في الموضوع الحكومي يهمني ان اسجل بعض الملاحظات... انني اعتقد بأن الزيارات التي يقوم بها الرئيس المكلف على المرجعيات ليست في مكانها الصحيح، وعلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف أن يجتمعا ويتوافقا على الأسماء المقترحة للحكومة الجديدة».

موقف «حزب الله» من الموضوع الحكومي عبر عنه نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم امس اذ قال: «ان المعارضة ابلغت الرئيس السنيورة موقفها التفصيلي بالنسبة الى الحكومة. وان الكرة الآن في ملعب الموالاة التي عليها ان تحسم مسائلها الداخلية». وأشار الى ان الحكومة «ستبصر النور خلال ايام». هذا، واكد عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل ابو فاعور ان «لا خلافات داخل قوى 14 آذار على الاطلاق. بل ان ما يحصل هو مشاورات لاستكمال الصورة الحكومية بعدما حصلت تغييرات نتيجة الاسماء التي اقترحت من قبل قوى الثامن من آذار التي لم تستكمل بعد تقديم الاسماء، وطرحت معطيات جديدة اعلامية». من جهته، قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا: «ان الكتائب والقوات وبقية الأفرقاء في قرنة شهوان يجب ان يتمثلوا في هذه الحكومة، والكلام عن ان القوات اللبنانية تطالب بوزيرين مارونيين ليس دقيقا».