قمة الثماني: بوش يصف ميدفيديف بـ«الذكي».. والرئيسان يتفقان على إيران وكوريا الشمالية

الرئيس الأميركي ينتقد نظام موغابي وزيمبابوي تطلب من «الأجانب» عدم التدخل في شؤونها

TT

وصف الرئيس الاميركي جورج بوش نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف بـ«الرجل الذكي» الذي يمكن الوثوق به، وذلك في أول لقاء بين الرجلين بعد انتخاب الرئيس الروسي الجديد جمعهما قبل بدء أعمال قمة مجموعة الثماني في جزيرة هوكايدو اليابانية. وقال بوش بعد لقائه ميدفيديف: «على الرغم من وجود بعض نقاط الخلاف، إلا أن هناك نقاطا أعرف أن بإمكاننا التعاون فيها من أجل الصالح العام». وأضاف: «وجدته رجلا ذكيا يفهم القضايا بعمق».

وأكد الزعيمان أنهما اتفقا على الحاجة لوقف البرامج النووية الايرانية والكورية الشمالية، ومع ذلك فإن ثمة نقاط خلاف قوية مثل خطط الولايات المتحدة إقامة درع دفاع صاروخي في شرق اوروبا. كما أشار ميدفيديف إلى أن قضية كوسوفو تعد نقطة خلاف أخرى.

وأضاف الرئيس الروسي: «هناك قضايا موضوعة على أجندتنا اتفقنا عليها وهي الامور المتعلقة بإيران وكوريا الشمالية. إلا أن هناك بالتأكيد موضوعات أخرى تتعلق بالشئون الاوروبية والدفاع الصاروخي ما زلنا مختلفين حولها». وأكد ميدفيديف عزمه تكثيف الحوار مع الولايات المتحدة خلال الاشهر الستة المتبقية من عمر إدارة بوش. الى ذلك، قال بوش انه يشعر «بخيبة امل كبيرة» ازاء الانتخابات «المزورة» في زيمبابوي. اضاف الرئيس الاميركي الذي كان يرافقه رئيس تنزانيا جاكايا كيكويتي الذي يرأس الاتحاد الافريقي: «اشعر بقلق عميق على شعب زيمبابوي وبخيبة امل كبيرة من الانتخابات التي اعتبرها مزورة». ولم تستبعد المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل من جهتها، إمكانية فرض المزيد من الاجراءات العقابية ضد موغابي. وقالت ميركل على هامش القمة إن جلسة العمل التي شاركت فيها شخصيات سياسية بارزة من سبع دول أفريقية شهدت توجيه الكثير من النقد لموغابي. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون قد دعا قبل القمة إلى الاتفاق على إعلان جماعي بشأن الاوضاع في زيمبابوي. وفي هيراري، دعا نظام زيمبابوي الغرب الى وقف التدخل في شؤون بلاده، وقال وزير العدل باتريك شيناماسا، في تصريحات نقلتها صحيفة «ذي هيرالد» الرسمية امس: «ندعو الاجانب والقوى الخارجية الى ترك الزيمبابويين يتولون ادارة الوضع في زيمبابوي». واضاف «على بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ان يتوقفوا عن التدخل في شؤوننا»، متهما هذه الاطراف بـ«تعقيد الحوار» مع المعارضة. وتابع «اذا تركونا لانفسنا، نحن الزيمبابويين، سنجد حلا قريبا».

من جهة أخرى، وقع صدام بين الولايات المتحدة وفرنسا أمس حول خطط ضم الهند والصين والاقتصاديات النامية الاخرى لمجموعة الثماني للدول الصناعية وذلك وفقا لما جاء فى تصريحات من كلا الجانبين في تقارير إعلامية يابانية. وكان قد تقدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باقتراح لتوسيع مجموعة الثماني لتضم خمس دول ناشئة لتعزيز الحوار معها. وأعرب ساركوزي في حديث لصحيفة «يوميوري شيمبون» اليابانية اليومية نشرته في عددها الصادر أمس، عن دعمه لتوسيع عضوية المجموعة لتضم الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا. وقال إن ضمهم في الاجتماعات المنتظمة سيستهدف تطوير الحوار مع الدول الناشئة. وأضاف أن مجموعة الثماني في حاجة للتكيف مع القرن الحادى والعشرين. غير أن الولايات المتحدة رفضت الاقتراح، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون غوندرو: «نحن لا نؤيد توسيع المجموعة». وكانت اليابان قد أوضحت صراحة أن التشكيل الحالي لمجموعة الثماني يجب ان يظل كما هو بدون تغيير. يذكر أن مجموعة الثماني تضم في عضويتها بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وروسيا وكندا واليابان والولايات المتحدة.

وفي اليوم الاول لقمة دول الثماني، تعرض قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى لضغوط كبيرة من جانب البلدان الافريقية لاحترام وعودهم بالمساعدة التي تعتبر حيوية لمواجهة ارتفاع اسعار المواد الاولية والازمة الغذائية.

وقد التقى رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني مع قادة الدول الافريقية المدعوة (جنوب افريقيا، الجزائر، اثيوبيا، غانا، نيجيريا، السنغال، تنزانيا اضافة الى الاتحاد الافريقي) الى مأدبة غداء تبعتها جلسة عمل في فندق فخم منعزل في الجبال بشمال اليابان. وتتوخى الدول الافريقية خصوصا من مجموعة الثماني ان تؤكد التعهد الذي قطعته اثناء قمة غلين ايغلز باسكتلندا في 2005 والذي يقضي بمضاعفة مساعدتها السنوية لافريقيا في 2010 قياسا الى نسبتها في 2004 (25 مليار دولار). وبحسب هذه الدول، فان اقل من ربع الـ25 مليار دولار الاضافية من المساعدات الموعودة في غلين ايغلز للعام 2010 قد حركت فعلا.

وخلال الاجتماع طلب القادة الافارقة من الدول الصناعية «تنفيذ وعودهم» لانهم يخشون من ان تصبح اهدافهم التنموية «اكثر صعوبة للتحقيق ان واصلت اسعار المواد الاساسية ارتفاعها» على ما قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وشدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على ان الدول الغنية «يتوجب عليها القبول بتنفيذ وعودها القائمة»، واعتبر «ان لا داعي لاي وعد جديد» قبل تحقيق ذلك. واعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الموجود ايضا في توياكو انه سيقترح على دول الاتحاد الاوروبي انشاء صندوق بمليار يورو لدعم القطاع الزراعي في البلدان النامية. وقال في مؤتمر صحافي ان هذا الصندوق الممول من فوائض ميزانيات الاتحاد الاوروبي «سيخصص لتدابير من اجل تحسين الانتاج الزراعي بما في ذلك الاسمدة والبذار، على الارجح عبر تسليفات».

ولم تشوش اي تظاهرة على اليوم الاول لاعمال قادة مجموعة الثماني. فقد منع نحو مئة عنصر من شرطة مكافحة الشغب نحو خمسين ناشطا مناهضا للعولمة من القيام بمسيرة حتى الفندق الذي تعقد فيه القمة في توياكو، وتفرقوا بعد حصول توتر. وتعب الرحلة الطويلة الى اليابان أثر على رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الغابوني جان بينغ (65 عاما) الذي نقل الى المستشفى بعد اصابته بتوعك صحي بسبب «الارهاق».

ويركز قادة مجموعة الثماني اليوم على المشكلات الاقتصادية والسياسية العالمية. وفي اليوم الثالث، سيبحث موضوع الاحتباس الحراري مع قادة الدول السبع الاخرى المدعوة وبينها الصين والهند.