براون أمام امتحان حرج في غلاسكو.. ونواب في حزب العمال قد يدعون إلى استقالته

الحزب الحاكم في بريطانيا قد يخسر مقعداً برلمانياً جديداً بأهم معاقله في الانتخابات الفرعية

TT

يتحضر رئيس الحكومة البريطاني غوردن براون لمواجهة امتحان حرج في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، قد يهدد بقاءَهُ في مركزه كرئيس لحزب العمال ورئيس للحكومة البريطانية. ويستعد حزب العمال لخوض معركة جديدة للحفاظ على مقعد له في البرلمان شغر بعد استقالة نائبه في غلاسكو، عاصمة اسكوتلندا، ديفيد مارشال بسبب قضايا متعلقة بصحته. وعلى الرغم من ان غلاسكو تعتبر من أهم معاقل حزب العمال، إلا ان شعبيته بدأت تنخفض هناك على حساب ارتفاع شعبية الحزب الوطني الاسكوتلندي، وهو حزب قومي ينادي باستقلال اسكوتلندا التام عن بريطانيا. وكتبت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية في عددها الصادر أمس، ان وزيراً كبيراً في حكومة براون قال إن حزب العمال سيتخذ خطوات لاستبدال زعيمه، في حال خسر الحزب مقعده في الانتخابات الفرعية في غلاسكو. واعتبرت الصحيفة أن مصير براون قد يكون معلقاً على نتائج انتخابات غلاسكو التي من المحتمل ان يخسر فيها حزب العمال لصالح الحزب الوطني الاسكوتلندي، وهو مقعد كان قد ربحه بفارق مريح في الانتخابات الاخيرة. وأضاف الوزير الذي لم تسمه الصحيفة: «على غوردن ان يتخذ قراره بنفسه، ولكن الناس سيشجعونه اذا لم تنقلب الامور. وسيكون الحسم في وقت أقرب مما يعتقد البعض». وقالت الصحيفة أيضا ان نوابا في حزب العمال بدأوا حملة جمع تواقيع لنحو سبعين نائباً من الحزب للمطالبة بانتخاب رئيس للحزب خلال المؤتمر العام للحزب الذي يجري أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل. وأَضافت ان مسؤولا قديماً في الحزب قال ان لجنة قد تكلف بإقناع براون بالاستقالة لصالح الحزب، مشيرا إلى ان الانتخابات الفرعية قد تقرر هذا الامر. وقال أيان غيبسون، (نائب آخر من حزب العمال): «الانتخابات الفرعية في غلاسكو حاسمة. اذا لم يتمكن من الفوز في معقله، فهذا يعني ان التحرك مطلوب فورا. أعتقد أنه قد يقرر الاستقالة لوحده». وهناك حديث أن ثلاثة أشخاص بامكانهم التأثير على براون وإقناعه بالاستقالة، وهم: زوجته سارة، وحليفه المقرب جدا منه ايد بالز، ووزير العدل جاك سترو. وفي غلاسكو، أطلق الحزب الوطني الاسكوتلندي حملته الانتخابية، وانضم زعيم الحزب اليكس سالموند امس الى مرشح الحزب جون ماسون لبدء الحملة قبل نحو أسبوعين على الانتخابات. وقال ماسون ان التصويت سيكون فرصة للناخبين لاختيار شخص مقرب منهم وعلى اتصال بهم، على عكس ما كان عليه حزب العمال. وقال ماسون، وهو عضو في البرلمان الاسكوتلندي، في حفل اطلاق حملته: «أنا أعرف ما تتحمله العائلات من معاناة بسبب غلاء الوقود والطاقة وأسعار الغذاء. هذه الانتخابات الفرعية هي فرصة لسكان غلاسكو لاختيار نائب هو الى جانبهم، وليس بعيداً عنهم كحزب العمال. وانتخاب نائب من الحزب الوطني الاسكوتلندي سيعيد وضع غلاسكو على الخريطة ويجبر براون على اتخاذ خطوات». وأضاف: «الناس في غلاسكو واسكوتلندا عامة يعانون من فواتير مواد الطاقة وارتفاع الاسعار. وعلى الرغم من ذلك، فان حزب العمال لا يزال لا يحرك ساكناً، ففي وقت من أكثر الاوقات حارجة، بقيَّ الحزب مشتتاً». أما بالنسبة الى المرشحين الآخرين، فقد رشح حزب المحافظين دافينا رانكن، وهي تعمل في جامعة. أما الحزب الليبرالي الديمقراطي فقد رشح ايان روبرتسون، وهو أستاذ رياضيات، اضافة إلى مرشحين آخرين ينتمون الى أحزاب صغيرة. وكان من المنتظر ان يعلن حزب العمال اسم مرشحه ليل أمس، ومن المتوقع ان يرشح مارغاريت كوران، وهي عضو في البرلمان الاسكوتلندي. وفي انتخابات عام 2005، فاز حزب العمال في الانتخابات في غلاسكو فيما حل الحزب الوطني الاسكوتلندي في المرتبة الثانية، وأتى بعده الحزب الديمقراطي الليبرالي، وحل حزب المحافظين رابعاً.