السليمانية: معرض لسيوف قطع الرؤوس والأحزمة الناسفة

أقامته قوات الأمن الكردية من الأسلحة التي ضبطتها من عناصر «القاعدة»

رجل أمن يعرض سيفا وعليه آثار دماء استخدمه مسلحو «القاعدة» في ذبح أفراد الامن العراقي (تصوير: كامران نجم)
TT

اقامت قيادة قوات شرطة مناطق كرميان باقليم كردستان العراق معرضا للأسلحة والاعتدة والمتفجرات والسيارات والمعدات الحربية المختلفة التي استولت عليها قوات الشرطة خلال عملياتها التي استهدفت قواعد ومسلحي التنظيمات المرتبطة بـ«القاعدة» في مناطق حمرين منتصف العام الماضي.

وضم المعرض، الذي اقيم على قاعة المتحف الوطني بمدينة السليمانية على مدى ثلاثة ايام، اسلحة رشاشة ومدافع هاون من مختلف العيارات واحزمة ناسفة والعشرات من المسدسات العادية والكاتمة للصوت والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة وأسلاك ربطها وبطاريات تفجيرها والعشرات من الهواتف الخلوية المستخدمة في تفجير العبوات والاحزمة الناسفة، بالاضافة الى اقنعة الوقاية من الاسلحة والغازات السامة واجهزة الحاسوب الالكتروني، فضلا عن العديد من قطع السلاح الابيض في مقدمته المغوار الذي يستخدمه ابناء العشائر العربية في مناطق حمرين على نطاق واسع وخصوصا الرعاة في الدفاع عن انفسهم من هجمات الحيوانات المفترسة او ما شابه ذلك، وهو عبارة عن عصا غليظة تحمل في احد رأسيها كتلة من الاسفلت على شكل كرة صغيرة تغرس فيها الدبابيس إمعانا في الحاق الأذى بالعدو. وكذلك ضم المعرض العديد من السيوف والحراب التي استخدمها المسلحون في ذبح «الاسرى» من افراد الشرطة وقوى الامن او المتعاونين مع السلطة العراقية او حكومة اقليم كردستان، وقد بدت على بعضها آثار دماء الضحايا بوضوح بالرغم من مرور اكثر من ثمانية اشهر على تاريخ الاستيلاء على تلك الاسلحة والمعدات اثر سلسلة من المعارك الطاحنة والدموية التي دارت رحاها بين المسلحين المنتمين الى تنظيم ما يسمى بـ«دولة العراق الاسلامية» ـ وثيق الصلة بتنظيم «القاعدة»، والذين كانوا قد فروا من مدينة بعقوبة اثر العمليات المشتركة للجيش العراقي والقوات الاميركية هناك منتصف العام الماضي، وبين قوات الشرطة الكردية التابعة لحكومة الاقليم. وكانت القوات الاميركية قد قدمت الدعم اللوجستي والغطاء الجوي لتلك القوات في تلك المعارك التي سقط خلالها العشرات من كلا الطرفين قبل ان تبسط الشرطة سيطرتها الكاملة على مناطق جبال حمرين التابعة لمحافظة ديالى والتي تشمل سلسلة من القرى والقصبات التي تقطنها غالبية عربية مثل «آل بو دراج والعوامر ومزري طلب وجاغات وخلاوي وباهزة وآل بو كعيد» وغيرها من القرى المنتشرة في منطقة وعرة ومترامية تسمى التبج .

كما عرض المعرض اكثر من عشرين سيارة من مختلف الموديلات استخدمها المسلحون في تنفيذ عملياتهم المسلحة من بينها السيارة الخاصة بـ«امير» تنظيم «القاعدة» في تلك المناطق، المدعو شهاب احمد حسين، الملقب بـ«حمدان» والذي قتل في احدى تلك المعارك .

وقال العميد جتو صالح قائد قوات الشرطة في مناطق كرميان ان «الغاية من اقامة هذا المعرض الذي ترعاه وزارة الداخلية في الاقليم هي عرض الاسلحة والمعدات الحربية التي استخدمها الارهابيون لترويع المدنيين في تلك المناطق التي تم تطهيرها أخيرا كي يطلع عليها الناس في مدينة السليمانية وضواحيها ويفهموا حقيقة النهج الدموي لتلك الجماعات الارهابية المرتبطة بالقاعدة وبالتالي نقل صوررة واضحة الى عموم شعب كردستان عن الافكار الجهنمية والادوات المروعة التي يستخدمها اولئك المسلحون في إخضاع البسطاء من الناس لسطوتهم وجبروتهم كما كان الوضع عليه في منطقة تبج» .

واوضح العميد صالح الذي قاد جميع تلك المعارك في حديثه لـ«الشرق الاوسط» ان هذه الاسلحة والمواد المتفجرة استولت عليها قواته في مناطق جبال حمرين بعد سلسلة من المعارك الشرسة التي بدأت في شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي واستمرت 94 يوما، مشيرا الى ان السيارات المعروضة كان بعضها مفخخة ومعدة للتفجير بأجهزة التحكم عن بعد (الريموت كونترول» والبعض الآخر استخدمها المسلحون في تنقلاتهم، مؤكدا ان جميعها سيارات مدنية سلبها المسلحون عنوة من المواطنين في تلك المناطق. واضاف العميد صالح ان معظم تلك المعدات ستبقى معروضة في قاعات المتحف الوطني بالسليمانية والمتبقي منها ستتولى أمره وزارة الداخلية في الاقليم .

وعلى هامش المعرض جرى عرض فيلم وثائقي شاهده العشرات من الزوار تضمن مشاهد حية من المعارك بين قوات الشرطة والمسلحين في مناطق حمرين.