خيبة أمل تصيب الفلسطينيين من التهدئة.. لكنهم يطالبون بإعطائها فرصة

بعد مرور 3 أسابيع على سريانها

TT

ازدادت حدة العتاب بين اسامة خزاعة، 46 عاماً، وصديقه وجاره خليل الشاعر، 51 عاما، عندما علم أسامة أن خليل، نجح في تعبئة سبع اسطوانات غاز معد للطهو له ولشقيقه عبر توظيف علاقاته الخاصة مع صاحب إحدى محطات تعبئة الغاز في المنطقة. كان أسامة الذي يقطن في حي بركة الوز، غرب معسكر المغازي، وسط قطاع غزة، يأمل لو أن خليل حرص على تعبئة واحدة من اسطوانات الغاز التي يملكها. وابلغ أسامة «الشرق الاوسط» أن أسرته المكونة من عشرة افراد تعيش منذ أسبوع بدون غاز. وجراء ذلك، فان الأسرة تعتمد في غذائها على المعلبات. وأضاف «ليس بإمكاني أن اقضي ساعات في الطابور أمام محطة تعبئة الغاز، كما أنني أخشى أن أرسل أولادي الى هناك، فيتشاجرون مع غيرهم بسبب الخلاف على مكان فيه، لذلك أفضل أن أبقى بدون غاز على المزاحمة». ولا يخفي اسامة تبرمه من حقيقة أن مظاهر الحصار على قطاع غزة لا زلت على حالها رغم مرور حوالي ثلاثة اسابيع على الشروع في تطبيق اتفاق التهدئة بين حركة حماس واسرائيل، لكنه في الوقت ذاته يريد أن يمنح فرصة لهذا الاتفاق. فقال «قضينا أكثر من عام في ظل حصار خانق، ويجب أن تمنح فرصة لإنجاح هذا الاتفاق رغم كل ما يعتري تطبيقه من صعوبات».

يمكن القول ان الفلسطينيين في قطاع غزة لا يزالون يشعرون بكل مظاهر الضائقة الناجمة عن استمرار الحصار رغم التهدئة. واضطر نبيل أبو سمحة، 29 عاما، الممرض الذي يعمل في مستشفى «شهداء الأقصى» المتاخم لمدينة دير البلح، وسط القطاع أول من امس، لقضاء أكثر من ساعة في شارع صلاح الدين الذي يصل شمال القطاع بجنوبه، على أمل أن يعثر على سيارة أجرة لنقله الى غزة المدينة لتسلم راتبه الشهري، وذلك بسبب الوقود. وقال نبيل لـ«الشرق الاوسط» إنه يريد أن يظهر جميع الفرقاء في الساحة الفلسطينية التزاماً بالتهدئة حتى تنزع المسوغات التي تستند اليها اسرائيل في اغلاق المعابر التجارية، أو فتحها بشكل محدود للغاية. لكن نبيل في نفس الوقت يرى أن الحكومة المصرية التي توسطت من اجل التوصل لاتفاق التهدئة مطالبة بإبداء دور اكثر فاعلية من اجل الزام إسرائيل بتطبيق ما جاء في الاتفاق من استحقاقات، وتحديداً اعادة فتح المعابر التجارية. وأضاف «رغم قيام بعض الحركات الفلسطينية بخرق التهدئة، فإن كل ما اطلق من صواريخ على اسرائيل خلال ثلاثة اسابيع لا يتجاوز سبعة منها، في حين كان يطلق هذا العدد في اقل من نصف ساعة». من جانبه، قال سالم عواد، 43 عاما، صاحب ورشة حدادة في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، وأحد الذين استبشروا خيراً بالتهدئة، لـ«الشرق الاوسط» إنه كان يأمل في أن يسمح اتفاق التهدئة له بفتح المجال مجدداً لاستئناف قطاع البناء أعماله مع العلم أن النشاط في هذا القطاع يؤول للصفر. وأضاف «تهاوت آمالي ولا زلت أنا وجيراني من أصحاب الورش نقضي أوقاتنا في قراءة الصحف وتجاذب أطراف الحديث». أما ابراهيم ابو شامية، 34 عاماً، فني بناء يعمل في مجال البناء فقد فرح كثيراً عندما سمحت إسرائيل قبل أسبوع ولأول مرة بدخول الاسمنت لقطاع غزة. وقال لـ«الشرق الاوسط» إن الامل ساوره، بأن يرجع مجدداً للعمل، لكنه صدم عندما اوقفت اسرائيل السماح بدخول الاسمنت.