إسلاميو لندن: أبو قتادة ممنوع من الاتصال بـ 20 شخصا في أوروبا

مسموح له بالخروج من منزله لمدة ساعتين فقط

TT

علمت «الشرق الاوسط» ان الاسلامي الأردني أبو قتادة، الذي يعرف بعمر محمود عثمان ابو عمر الذي اطلق من سجن لونج لارتن شمال انجلترا منتصف الشهر الماضي، ممنوع من الاتصال بنحو 20 اسلاميا في اوروبا، معظمهم محتجزون داخل السجون البريطانية وآخر في فرنسا وآخر في تشيكيا، وبعضهم ممن تعرف عليهم ابو قتادة اثناء فترة احتجازه في سجن لونج لارتن بشمال انجلترا، واغلبهم مجموعة من الاسلاميين الجزائريين.

وقالت مصادر موثوقة للاسلاميين في لندن ان الداخلية البريطانية وضعت شروطا صعبة للغاية على ابي قتادة قبل الافراج عنه، ومنعته لسخرية القدر من الاتصال باصوليين اغلبهم محتجزون في السجون البريطانية مثل ابي حمزة المصري الذي يقضي عقوبة الحبس في سجن بيل مارش شديد الحراسة، والذي خسر طعنا منذ ايام لترحيله الى الولايات المتحدة ليواجه اتهامات تعود الى عام 2000، وأبو حمزة بريطاني من أصل مصري، يقضي حاليا عقوبة بالسجن سبع سنوات في سجن بيل مارش بجنوب غربي لندن، وقد حكم عليه في فبراير (شباط) 2006 بعد إدانته بتهمة التحريض على القتل والكراهية والعنصرية.

وتتهم الولايات المتحدة ابي حمزة بأنه شارك في خطف سياح أجانب في اليمن وسهل إقامة معسكر تدريبي إرهابي في الولايات المتحدة وساعد في تمويل أشخاص يرغبون في التوجه إلى منطقة الشرق الأوسط للحصول على تدريب على أعمال ارهابية. ومنع ابو قتادة ايضا من الاتصال بأبي ريدة الاسلامي الفلسطيني محمود ابو ريدة، الذي يعرف باسم «ابو رسمي» الحامل لهوية ثبوتية مصرية رسمية، وكانت شرطة اسكوتلنديارد اعتقلته في اوائل اكتوبر (تشرين الاول) 2007، ووجهت اليه اكثر من 20 اتهاما بزعم انتهاك قوانين الاقامة الجبرية. وابو رسمي محتجز الآن في سجن بيل مارش في زنزانة انفرادية، في نفس الجناح الذي يحتجز فيه ابو حمزة المصري، وهو يعاني من متاعب نفسية وصحية منذ فترة طويلة». ويمنع ابو قتادة الذي تزعم الداخلية البريطانية انه الزعيم الروحي للقاعدة في اوروبا، من الاتصال ايضا برشيد رمضة الاسلامي الجزائري الذي احتجز في لندن لعدة سنوات، قبل ان ترحله الى فرنسا، ورمضة متهم بالتواطؤ في ثلاثة اعتداءات ارهابية، ويواجه تهمة السجن المؤبد في فرنسا لتمويله ثلاث هجمات إسلامية في مترو باريس 1995.

الى ذلك شاهدت «الشرق الاوسط» امس بمحض الصدفة البحتة وعلى غير سابق ميعاد ابي قتادة في نزهته اليومية، ما بين الساعة الثانية والثالثة ظهرا بغرب لندن، وكانت اللحظة مفاجأة لمصور «الشرق الاوسط» الذي فوجئ بالشيخ امامه، فسارع الى التقاط عدة صور له، وهو الاكثر شهرة بين الاسلاميين في اجهزة الاعلام الغربي. وفسحة ابي قتادة لمدة ساعتين يوميا يخرج فيها يستنشق هواء العاصمة البريطانية، بموجب قيود الاقامة الجبرية الصارمة. ولاحظت عدسة «الشرق الاوسط» ان ابي قتادة خسر كثيرا من وزنه، وتلون جزء صغير من شعيرات لحيته بالبياض وبات اكثر خفة وقدرة على الحركة، وكان يحمل اكياس الشوبنج من متجر قريب من منزله. يذكر ان الداخلية البريطانية وضعت عشرين شرطا للافراج عنه بموجب قيود الاقامة الجبرية. وضمن الشروط للافراج عن ابو قتادة عدم الاتصال باسامة بن لادن او نائبه ايمن الظواهري. ووصف اسلاميون في لندن تلك الشروط بانها «تعجيزية» وقال آخرون انها «غير منطقية».

ويمنع ابو قتادة من الخروج لحديقة منزله أو لخارج المنزل إلا لفترة ساعتين في اليوم والى اماكن محدودة وخط سير معلوم من قبل الشرطة مقدما، ويمنع وجود اكثر من محام في منزله في نفس الوقت، ويمنع من نشر اي كتاب او مقال إلا بموافقة الداخلية البريطانية، ولا مجال لـ«أبو قتادة» ان يعترض على هذه الشروط».

كما يحظر على أبو قتادة المدان في الاردن بارتكاب اعمال ارهابية، التوجه الى «اي مسجد» والامامة في اي مسجد او تقديم المحاضرات فيها او «تقديم الارشاد الديني» وإصدار الفتوى، لأي شخص باستثناء زوجته وأولاده. كما يحظر على أبو قتادة اي نوع من انواع الاتصال باشخاص معينين من بينهم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وذراعه اليمنى ايمن الظواهري، وأنكر «أبو قتادة» تأييده للإرهاب وزعم أنه لن يتلقى محاكمة عادلة إذا عاد للأردن.

واشترطت الداخلية البريطانية ايضا منع الانترنت والجوال عن منزل ابوقتادة في لندن قبل اطلاق سراحه، وكذلك منع نشر أي كتاب له او مقال الا باذن، ويمنع من القاء الخطب والمحاضرات والندوات، ويمنع من الاجابة على أي سؤال او فتوى. ويمنع أبو قتادة من زيارة أي شخص عمره اكثر من عشر سنوات الى منزله، ومسموح له بالخروج ساعتين فقط، واحدة في الصباح وأخرى في المساء. ورفضت متحدثة باسم الداخلية البريطانية في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» التعليق على شروط الافراج عن أبو قتادة، وقالت ان الداخلية لا تعلق على حالات فردية.