نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأفريقية: مستعدون لحوار مع العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية

محمد رضا باقري لـ«الشرق الأوسط» : لماذا ينسى العرب إسرائيل.. ولا أحد يتكلم عن إبادتها للشعب الفلسطيني

TT

اتهم نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأفريقية، محمد رضا باقري، الولايات المتحدة الأميركية باستخدام خطوات شيطانية للوقيعة بين العرب وإيران، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» بالقاهرة على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت في شرم الشيخ أخيراً إن مرحلة جديدة بدأت في تاريخ العلاقات العربية الإيرانية، بعد انتهاء حكم صدام حسين، الذي قال إنه كان سببا للمشاكل في المنطقة. وأعرب «باقري» عن استعداد إيران لحوار مع العرب تحت مظلة جامعة الدول العربية ونفى أي نوايا لطهران لتقاسم النفوذ مع أميركا في العراق مؤكدا دعم بلاده لاستقرار العراق وأمنه وسيادته، كما تحدث عن التعاون الأفريقي الإيراني في كل المجالات وبخاصة الزراعية والصناعية والصحية والتعليمية.

وهنا نص الحوار:

* ما هي أسباب مشاركتكم في قمة الاتحاد الأفريقي التي عقدت في شرم الشيخ مؤخرا؟

ـ إيران عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وتشارك في كل اجتماعاته التي تعقد في العواصم الأفريقية المختلفة.. والتعاون دائم وممتد في كل المجالات السياسية والاقتصادية، وكذلك في الأمم المتحدة للتنسيق في كل القضايا التي تخدم مصالحنا.

* هل أطلعت إيران قمة الاتحاد الأفريقي، خلال مشاركتها بها، على آخر التطورات الخاصة بصدامها مع أميركا؟ ـ كل دول العالم تتابع ذلك ولا حاجه لإبلاغهم به. والموضوع النووي وما يتردد حول إيران في كل الملفات، وبالتالي كانت مشاركتي فرصة لتنشيط التعاون الإيراني الأفريقي في موضوع المياه والغذاء ولدينا خبراء يعملون في الدول الأفريقية لمساعدتها في هذا الشأن، ومؤخرا شارك الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في قمة منظمة الأغذية العالمية التي انعقدت في روما واقترح ضرورة إنهاء هذه الأزمة من خلال برامج عمل محددة.

* ما هي مجالات التعاون الأفريقي ـ الإيراني؟ ـ العلاقات الإيرانية الأفريقية جيدة جدا وعلى مدار ثلاثين عاما عملنا سويا يوماً بيوم وقد أسفر حجم التعاون عن ازدهار في كل المجالات، وبخاصة التعليم والصحة والزراعة والصناعة، وعلى سبيل المثال لدينا في السنغال مصنع لإنتاج السيارات، ونقوم حاليا ببناء مصانع مماثلة في بعض دول جوار إيران وفي أوغندا ولدينا خبراء في بعض الدول الأفريقية يعملون في مجال الزراعة. وأعتقد أن لدينا مجالاً أوسع للتعاون في شؤون الزراعة والتعليم والصحة.

* ومتى يمتد مثل هذا التعاون إلى الدول العربية؟ ـ لا توجد مشاكل بيننا وبين العرب.. كانت المشكلة في العراق بسبب صدام حسين وليس مع العراق، واليوم العلاقات العربية الإيرانية أفضل بكثير من ذي قبل، بدليل أن الرئيس أحمدي نجاد زار كل الدول العربية في منطقة الخليج.. شارك في اجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي وأوفد الرئيس ممثله الشخصي، وزير الخارجية منوشهر متقي، لتمثيله في القمة العربية التي انعقدت في الرياض. وهذا لم يحدث منذ سنوات، وعلى مدار الثلاثين عاما الماضية، أو حتى خلال الخمسة عشر عاما الماضية، حيث لم يكن لدينا أي فرصة لأن نشارك العرب في شيء.. كما زار الرئيس أحمدي نجاد دول شمال أفريقيا واليمن.. وهذا دليل على تحسن طرأ في العلاقات العربية ـ الإيرانية.

* لا أقصد الزيارات المتبادلة؛ وإنما «ملفات الخلاف»، فعلى سبيل المثال: انتم متهمون باحتلال العراق حاليا، لهذا لا توجد مشكلة بالنسبة لكم مع العراق؟ ـ هذه هي مؤامرات أميركية للوقيعة بين العرب وإيران مرة أخرى.. نحن نعتبر أن ما تقوم به أميركا في العراق وما تقوله عنا، خطوات شيطانية مبنية على أساس سياسة «فرق تسد».

* كيف ترون ما يتردد حاليا من أن المرحلة تشهد صراعا أميركيا إيرانيا على النفوذ داخل العراق؟ ـ هذا غير صحيح والحقيقة أن أميركا والغرب لديهما الأجندة لالتهام ثروات العراق وكامل ترابه، ولهذا تحاول أميركا القيام بخطوات شيطانية حتى لا نفهم نوايا الولايات المتحدة الأميركية حيال العراق ودول المنطقة، ومن أجل هذا إيران تقول يجب على الأخ المسلم ألا يعمل ضد أخيه المسلم لتنفيذ أجندة الشيطان الأعظم الولايات المتحدة الأميركية. والجميع يعرف مدى مساعدتنا لإخواننا العراقيين.

* لماذا لا تحدد إيران تصورها لحوار عربي إيراني ينهي سوء الفهم حول العديد من الملفات الشائكة في المنطقة؟ ـ لماذا ينسى العرب إسرائيل.. ولا أحد يتكلم عن إبادتها للشعب الفلسطيني، واستمرارها في احتلال أراضي الدول العربية، ولذلك نرى أن إسرائيل تعزف على نفس الوتر الأميركي في الأعمال الشيطانية، حتى ينشغل العالم بإيران، ويكون اهتمام كل المسلمين عليها، ونحن نؤكد أنه لا خلاف لإيران مع العرب، فنحن أمة إسلامية واحدة، ولن يتمكن الشيطان الأميركي والإسرائيلي من اختراقنا، ويكفي أن أشير إلى أن دستورنا اعتمد اللغة العربية كلغة ثانية وليس الانجليزية أو غيرها.

* ما هي نوعية الحوار المفترض أن يكون بين العرب وإيران في تصوركم؟ ـ خلال الشهر الماضي شارك السيد هاشمي رفسنجاني في حوار انعقد في السعودية في مكة المكرمة، ولمدة طويلة كان هناك حوار بين الوفدين الإيراني والسعودي، وكذلك امتد الحوار إلى المجالس الإسلامية والعربية ومع البرلمانات الإسلامية التي تعقد كل ستة أشهر، ومع ذلك مستعدون للحوار تحت مظلة الجامعة العربية.. وقد طرحت إيران على الجامعة موضوع الحوار ولم نتلق رداً حتى الآن.