تراجع التحفظات على «الاتحاد من أجل المتوسط»... وأردوغان يحضر القمة

تأكيد بريطاني على أن العملية ليست بديلاً لعضوية الاتحاد الأوروبي

TT

استطاع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تخطي اكبر التحفظات الاوروبية على «الاتحاد من اجل المتوسط»، بعد اقراره بأن الاتحاد الجديد يشمل كل الدول الاوروبية ويعتمد على الاليات الاوروبية، بالاضافة الى الاعتراف بمسار «برشلونة» وما انجز منذ انشائه عام 1995. وعلى الرغم من التحفظ الاوروبي الاولي حول موضوع «الاتحاد من اجل المتوسط» بسبب انطباع عام بأن ساركوزي سيفرض سيطرة فرنسية عليها، إلا ان هذا التحفظ قد قل لأسباب عدة، على رأسها تأكيد ساركوزي بأن الاتحاد بين اوروبا ودول الضفة الجنوبية للبحر المتوسط وليس فقط بين الدول على ضفتي المتوسط. وأكد مكتب منسق العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لـ «الشرق الاوسط» ان سولانا سيحضر قمة باريس، وينظر اليها بـ«ايجابية». ويتحفظ المسؤولون على التصريح حول الاتحاد قبل القمة، اذ مازالت المشاورات مستمرة لتحديد هوية الاتحاد الجديد الذي يهدف الى تعزيز التعاون بين دول جنوب اوروبا ودول حوض المتوسط مثل المغرب وسورية واسرائيل وتركيا. واكد مصدر دبلوماسي اوروبي لـ «الشرق الأوسط» ان «الشركاء الاوروبيين ناقشوا هذا الاتحاد بتفاصيل كثيرة وقامت فرنسا باستشارة كل الاطراف والتأكيد على انها لن تعمل بمفردها».

وكانت المانيا من اكثر معارضي الاتحاد، خشية من ان فرنسا قد تعزل الدول الاوروبية غير المطلة على المتوسط. الا ان مصادر اوروبية افادت لـ «الشرق الاوسط» بأن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل استطاعت اقناع ساركوزي بتوسيع الاتحاد ليشمل كل الدول الاوروبية. ومن جهته، اعرب وزير الخارجية الاسبانية ميغل انخل موراتينوس في مقال اخير في صحيفة «إل باي» موقف بلاده المساند لفكرة الاتحاد، قائلاً: «الوقت حان... لبناء فضاء جيو-سياسي حقيقي من خلال تأسيس اتحاد المتوسط». وشدد مصدر دبلوماسي على ان تصريح موراتينوس يتماشى مع موقف اسبانيا الداعم دوماً لتوثيق العلاقات بين ضفتي البحر المتوسط، خاصة بعد التوصل الى اتفاق على اعتبار الاتحاد الجديد امتداداً لمسار برشلونة وليس استبداله. واكدت مصادر اوروبية على ان «الهدف من اتحاد المتوسط تنشيط مسار الاورو-متوسط وتفعيله وليس استبداله».

ويرى البعض في هذا الاتحاد وسيلة للرئيس الفرنسي لابقاء تركيا خارج الاتحاد الاوروبي. علما بان ساركوزي يعارض دخول تركيا الاتحاد الاوروبي ويدعو بدلا عن ذلك الى اقامة «شراكة مميزة» معها وهي فكرة رفضتها انقرة بشكل قاطع وطالبت بالانضمام الى الاتحاد كعضو كامل. وتشدد دول مثل اسبانيا وبريطانيا على ان الاتحاد يجب الا يعتبر «بديلاً» للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، في اشارة واضحة لدعم طموح تركيا في الانضمام الى الاتحاد. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية: «بالتأكيد نحن ندعم انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي ونؤكد على ان هذا الاتحاد الجديد ليس بديلاً». وستكرر بريطانيا وتركيا هذا الموقف اثناء اجتماعات تحضيرية للقمة. واعلن الناطق باسم رئيس الوزراء التركي امس ان رجب طيب اردوغان سيشارك في قمة باريس. وقال محمد عاكف باكي «ان اردوغان دعي الى القمة من قبل الرئيس الفرنسي الذي اتصل به هاتفياً» امس. واوضح المتحدث ان رئيس الوزراء التركي اجاب انه سيتوجه الى باريس لحضور القمة «الا في حال حصول حدث طارئ يمنعه من ذلك». وتعتبر المشاركة المصرية في رئاسة قمة باريس ضرورية لتفادي انشقاقات عربية اثناء القمة. وقد اعلنت وزارة الخارجية المصرية امس في بيان ان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط «سيعقد اجتماعا تنسيقيا لوزراء الخارجية العرب المشاركين في الاتحاد في 12 الجاري بمقر السفارة المصرية في باريس وذلك في اطار تنسيق الموقف العربي والاتفاق على عناصره».