تسريبات عراقية أجلت زيارة العاهل الأردني إلى بغداد في اللحظة الأخيرة

عمان تحدثت عن «أسباب أمنية» .. والحكومة العراقية عن «التزامات»

TT

أعلن أمس تأجيل زيارة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى العراق، الذي كان من المتوقع ان يقوم بها اليوم أو غداً. وجاء الاعلان في الساعات الاخيرة من الاستعدادات لاستقبال اول زعيم عربي يزور العراق منذ حرب عام 2003. ويشكل هذا التأجيل احراجاً للحكومة العراقية، إذ جاء نتيجة لتسريبات عراقية حول موعد الزيارة، التي كان من المتوقع ان تبقى تفاصيلها سرية ضمن الاجراءات الامنية المتبعة في العراق لحماية المسؤولين الرفيعي المستوى. وأعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ارجاء هذه الزيارة، ليؤكد مصدر دبلوماسي اردني لوكالة الصحافة الفرنسية أن العاهل الاردني قرر أمس ارجاء زيارته المرتقبة الى العراق حتى اشعار آخر «لاسباب امنية». وأوضح المصدر ان «ارجأ زيارته المرتقبة الى العراق (جاء) لاسباب محض امنية بعد ان اعلنت السلطات العراقية انها ستحصل الاسبوع الحالي».

وكانت مصادر عراقية، لم تكشف عنها وكالات الانباء والصحف، قد اشارت الى ان العاهل الاردني سيزور العراق «خلال 48 ساعة»، ليعود ويحدد رئيس ديوان الرئاسة العراقية نصير العاني الموعد بأنه اليوم الاربعاء في تصريح لوكالة «رويترز». وبعد ساعات من هذا التصريح، تضاربت المعلومات حول الزيارة، قبل ان يؤكد الدباغ تأجيلها. وعاد نصير العاني ليصرح لـ«الشرق الاوسط» ان موضوع التأجيل لم يتم التأكد منه قائلا: «ان تأجيل زيارة ملك الاردن ما زالت قائمة ولم يتم التأكد لحد الآن من تأجيلها حتى اشعار آخر». وأفاد مسؤول عراقي طلب من «الشرق الاوسط» عدم ذكر هويته بأن قرار ارجاء الزيارة جاء في اللحظة الاخيرة لأسباب امنية. وعلى الرغم من ان مسؤولين عراقيين اكدوا أنه كان من المتوقع ان يزور العاهل الاردني العراق خلال هذا الاسبوع، حاولت الحكومة العراقية التقليل من حرج تأجيل الزيارة بشكل مفاجئ. وقال علي الدباغ المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية «انه وبناءا على ارتباطات والتزامات تخص ملك الاردن قرر ارجاء زيارته للعراق الى اشعار اخر يحدد في وقت قريب». وأشار الدباغ في تصريح لـ«الشرق الاوسط» امس الى ان «جلالة الملك عبد الله مرحب به في بلده الثاني العراق في الوقت الذي يحدده» مؤكدا ان زيارة الملك للعراق كانت لاسباب تتعلق بتوثيق العلاقات بالمستوى الذي يليق بالبلدين الشقيقين «وان الحكومة العراقية ترحب بالملك دائما في بلده العراق». واكدت مصادر اردنية ان التزامات العاهل الاردني تعني ان هذا التأجيل سيطول لاسابيع عدة. وكانت مصادر مطلعة في عمان قد افادت بأنه كان من المتوقع ان ترتكز المباحثات الأردنية ـ العراقية حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والنفطية. وكان من المقرر أن يصطحب العاهل الأردني معه السفير الأردني المعين في العراق نايف الزيدان لمباشرة مهامه في بغداد ولم يتضح حتى يوم أمس اذا كان السفير سيذهب الى العراق بمفرده.

وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الاردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي امس على أهمية زيارة الملك عبد الله الثاني الى العراق، وقال ان الزيارة تهدف الى دعم العملية السياسية بالعراق، وتحقيق الامن والاستقرار والسلم الاهلي هناك. وقال انه من المقرر ان يتم خلال الزيارة التأكيد على دعم الاردن للعراق فى تحقيق المصالح الوطنية، بجانب التباحث في كافة الملفات بين البلدين، والعلاقات الاقتصادية. واشار الى زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للاردن الشهر الماضي، وصفها بـ«الناجحة والمثمرة». وأضاف انه تم خلال وجود المالكي بحث زيارة العاهل الاردني للعراق، وان الترتيبات تجري على قدم وساق لهذه الزيارة، واضاف انه سيتم الاعلان عن موعد الزيارة في حينها.

وقد اثمرت زيارة المالكي للأردن منتصف يونيو (حزيران) الماضي الاعلان عن تمديد اتفاق سابق لتوريد النفط لثلاث سنوات قادمة للاردن، ذلك الاتفاق، الذي أبرم منتصف أغسطس (آب) 2006 لمدة عامين، ولم ينفذ لأسباب أمنية داخل الأراضي العراقية.