ورش «حزب الله» في جنوب لبنان تكثف العمل لاستقبال الأسرى

صور الخميني وخامنئي على مداخل القرى

TT

على مسافة ايام معدودة من تنفيذ صفقة تبادل الاسرى بين «حزب الله» واسرائيل، وضع الحزب طواقمه وفرقه الدعائية والاعلامية في حال تأهب لمواكبة الحدث الذي يفاخر به كواحد من اهم انجازات المقاومة وما افضت اليه نتائج حرب تموز 2006 التي تحل قريباً ذكراها السنوية الثانية. وبمعزل عن النتائج السياسية والاقتصادية لهذه الحرب، فإن «حزب الله» يصر على اعتبارها انجازاً يضاف الى سجل المقاومة.

اينما تجول المرء في قرى وبلدات الجنوب اللبناني، ولاسيما القرى المعنية مباشرة بعملية التبادل سواء عبر اسرى من ابنائها سيتم اطلاقهم ـ كما هي حال قرى عيتا الشعب (بلدة الاسير محمد سرور) وياطر (ماهر كوراني) والمروانية (خضر زيدان) ـ او القرى التي سيرجع ابناؤها رفات وجثامين، تشاهد ورش «حزب الله» تعمل بوتيرة سريعة. اقواس نصر عملاقة تشير الى صدق «الوعد الصادق» الذي اطلقه «حزب الله» على عملية اسر الجنديين الاسرائيليين، ولافتات تتحدث عن المقاومة التي انتصرت وتدعو الى الاقتداء بها. وفي اماكن اخرى تقام المنابر والمنصات لاستقبال العائدين.

اعلام صفراء صغيرة ورايات الحزب يتم توزيعها على ابناء القرى لرفعها على الشرفات وحملها خلال الاستقبال. فيما تتولى لجان تنظيم عملية تدوين الاسماء لنقل جمهور الحزب الى مكان الاحتفال المركزي المخصص لاستقبال الاسرى. وهو مكان لم يتم تحديده حتى الآن. لكن اللجان التي تعمل بدقة متناهية تسعى الى توفير اوسع مشاركة شعبية. وهي تحرص على توفير كل امكاناتها للوصول الى هدفها، على ان تعهد الى جماهير الحزب في القرى تنظيم استقبالات للجثامين خلال عبور مواكبها في القرى.

ووفقاً للمعلومات المتوافرة فان العملية التي ستمتد لأكثر من يوم نظراً الى التفاصيل الدقيقة والعدد الكبير لجثامين الشهداء جعلت «حزب الله» يضع جمهوره في «حال استعداد» لمواكبة الاستقبالات طوال فترة تنفيذ العملية دونما ملل او كلل.

صور الخميني وخامنئي ترتفع على مداخل القرى جنباً الى جنب مع صور قادة الحزب. وبدت كأنها تنتظر استقبال المواكب العائدة. شعارات خمينية خطت على لافتات صفراء تتضمن كلمات للامام الخميني يتحدث فيها عن «اسرائيل تلك الغدة السرطانية التي وجب العمل على ازالتها». اعلام ايرانية ترفرف في بعض القرى يقول عنها مسؤولون في الحزب انها قديمة وتعود الى اشهر. وانها عربون شكر للدور الايراني وما قدمه من دعم لاعادة الاعمار. حلوى ومرطبات ستكون بمثابة الدعم اللوجستي للمناصرين الذين اجرى بعضهم ما يشبه «البروفات» على وقع موسيقى كشافة المهدي (كشافة الحزب)»من انتم؟» يصدح احدهم، فيرد الحشد «حزب الله» ثم يصيح المنادي مجدداً «نحن جند الحسين، نحن جند الخميني، الله واحد خميني قائد، خامنئي قائد». «حزب الله» في الميدان، شبابه وكوادره التنظيمية الاعلامية والانضباطية التي خاضت اكثر من تجربة تنظيم لاحتفالات مماثلة اتسمت بالنجاح، يحاولون تكرار التجربة. ولا يخفون شعورهم بالانتصار والفخر.

ولوحظ ان الحزب وعبر الحملة الاعلامية التي يعتمدها، تحاشى توجيه شعارات سلبية نحو الداخل اللبناني. بل على العكس يحاول ان يلتزم السقف الذي حدده امينه العام السيد حسن نصر الله عندما تحدث عن «ضرورة جعل اطلاق الاسرى يوماً للوحدة الوطنية والتلاقي». وقد غابت الشعارات الاستفزازية بشكل عام، مع التركيز على المقاومة وجهادها وتحريرها للاسرى.