إيران تهدد بحرق الأسطول الأميركي .. ومناورات للحرس الثوري بالصواريخ .. وسولانا يزور طهران

المتحدث باسم الأسطول الخامس لـ«الشرق الأوسط» : مناورتنا لحماية أمن الخليج من التهديدات.. ولا نعرف شيئا عن المناورات الإيرانية

بائع إيراني يعرض في محله منتجات اميركية الصنع في طهران أمس وسط تزايد الصادرات الاميركية لإيران (أ.ب)
TT

في أقوى تحذير إيراني، ورد مباشرة من الحرس الثوري الإيراني، ومكتب المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، قالت إيران إنها ستهاجم وتحرق الأسطول الأميركي في الخليج وتل أبيب والمصالح الحيوية لأميركا في العالم، إذا أقدمت واشنطن على مهاجمة إيران بضغط من إسرائيل. وجاء التحذير الإيراني مع اعلان طهران أمس، بدء تدريبات عسكرية في الخليج، تستخدم فيها صواريخ بالستية ووحدات بحرية من الحرس الثوري. وتتزامن التدريبات الإيرانية مع انتهاء تدريبات عسكرية اجراها الاسطول الخامس الاميركي، بهدف حماية منشآت النفط والغاز في الخليج، كما جاء التحذير الإيراني وسط أنباء عن زيارة لخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الى طهران، في وقت لم يحدد بعد، وأعلن عنها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشكل مفاجئ، خلال مشاركته في قمة الثماني في اليابان أمس. وفيما أكد مسؤول في الاتحاد الاوروبي لـ«الشرق الأوسط» أمس، ان سولانا قد يتوجه الى طهران بعد يوم 14 يوليو (تموز) الحالي، بعد ان يشارك في الاجتماع المتوسطي، ويحضر احتفالات احياء ذكرى الثورة الفرنسية في باريس، أوضح المسؤول ان زيارة سولانا ليست دليلا على تفاؤل «إزاء نجاح الجهود الدبلوماسية»، بل هي «زيارة واقعية»، هدفها أن تظل قنوات الحوار مفتوحة، للوقوف على طبيعة رد طهران من المسؤولين الإيرانيين أنفسهم. يأتي ذلك فيما رأى دبلوماسيون غربيون، أن زيارة سولانا لطهران، التي لم يحدد لها موعد نهائي بعد، هي بمثابة «مهمة أخيرة» للدبلوماسية الأوروبية، قبل اعلان موقفهم النهائي من الرد الإيراني، وذلك وسط اعتقاد ان مواصلة طهران تخصيب اليورانيوم باستخدام آلات الطرد المركزي «بي 2» قد يمهد الطريق لعمل عسكري ضدها. وبعد يوم من اعلان دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» ان دول «5 + 1»، تنظر في عقوبات جديدة ضد طهران، أعلنت أمس الخزانة الاميركية فرض عقوبات على 4 شركات إيرانية بسبب صلتها بالبرنامج النووي والصاروخي الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية، عن حجة الاسلام علي شيرازي ممثل المرشد الأعلى لإيران في قوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني قوله أمس، ان ايران ستحرق تل ابيب والأسطول الأميركي في الخليج الفارسي، وستهاجم المصالح الاميركية في العالم، اذا تعرضت لهجوم بسبب خلاف على أنشطتها النووية. وأضاف شيرازي «النظام الصهيوني يضغط على المسؤولين في البيت الأبيض لمهاجمة ايران. واذا ارتكبوا هذه الحماقة، ستكون تل أبيب والسفن الاميركية في الخليج أول ما تستهدفه ايران وتحرقه.. الأمة الايرانية لن تقبل الاستئساد. الأمة الايرانية أمة مؤمنين تؤمن بالجهاد والشهادة. ولا يوجد جيش في العالم يمكنه مواجهتها». يأتي ذلك فيما قالت وكالة «فارس» للأنباء، إن الحرس الثوري الايراني يجري مناورات بحرية في الخليج. وأوضحت الوكالة أمس، نقلا عن بيان للحرس الثوري «تجرى الآن مناورات «الرسول الأعظم 3» التي تشارك فيها وحدات صواريخ بالستية جوية، ووحدات بحرية من الحرس الثوري». والهدف من هذه المناورات هو تحسين «القدرات القتالية للوحدات البالستية والبحرية» للحرس الثوري على ما اضافت الوكالة، التي لم تحدد متى بدأت هذه المناورات ولا أين بالضبط تجري. من ناحيته، قال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي لـ«الشرق الأوسط» إن التدريبات التي اجرتها قوات الائتلاف، اميركا وبريطانيا والبحرين، في الخليج انتهت أمس، موضحا أنها لم تكن ردا على التصعيد بين إيران والدول الغربية. وتابع المتحدث في اتصال هاتفي من لندن «هذه التدريبات ليست بأي شكل ردا على التقارير حول التصعيد من إيران. قوات الائتلاف تعمل معا لمساعدة الأمن والاستقرار في الخليج، لقد بدأنا التدريبات يوم الثالث من الشهر الحالي وانتهت امس». وحول التدريبات الإيرانية في الخليج، قال المتحدث باسم الأسطول الخامس الاميركي «لا أعرف، ولا استطيع التعليق على التدريبات الإيرانية. لكن ما أستطيع أن أقوله هو أن البحرية الإيرانية موجودة في الخليج طوال الوقت. ولأنهم موجودون في الخليج طوال الوقت، فإن علاقتنا معهم روتينية احترافية. لكنني لا أستطيع التعليق على طبيعة تدريباتهم او مداها». وحول هل أخذت القوات الاميركية في الخليج أية اجراءات اضافية احترازية، في ضوء التصعيد الأخير بين طهران والمجتمع الدولي، قال «نحن في المنطقة منذ سنوات، وسنكون موجودين لسنوات اخرى مقبلة، وهدفنا هو حماية الأمن والاستقرار في الخليج. 40% من صادرات البترول في العالم تمر عبر مضيق هرمز. هذا ليس مهما فقط لأميركا، بل للعالم كله». يأتي ذلك فيما قال اللفتنانت ناثان كريستنسن المتحدث باسم الاسطول الخامس لرويترز أمس «المتطرفون الذين يلجأون الى العنف، هم من المخاطر الرئيسية، ويمكن للزوارق الصغيرة ان تكون شكلا من اشكال الهجوم. والتفجيرات الانتحارية، يمكن ان تكون شكلا آخر. هناك اناس يريدون المجيء والقيام بأشياء وقوات التحالف هنا لتضمن الا ينجحوا في ذلك. الأمر متعلق بحماية الاقتصاد الاقليمي والاقتصاد العالمي». من جهة أخرى، وحول زيارة سولانا المتوقعة لطهران، قال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي قريب من مكتب سولانا لـ«الشرق الأوسط» إن «سولانا بالتأكيد ليس مسافرا الى طهران اليوم أو غدا، لأن لديه ارتباطات اخرى، هو مسافر الى اسبانيا في زيارة، وخلال الاسبوع سيحضر الاجتماع المتوسطي في باريس. كما أعتقد أنه سيكون في باريس خلال احتفالات فرنسا في 14 يوليو بذكرى الثورة الفرنسية. إذا حتما في الأيام القليلة المقبلة، ليس هناك أية زيارات الى إيران». وشدد المسؤول الاوروبي، على ان سبب زيارة سولانا هي متابعة الحوار مع الإيرانيين، موضحا في اتصال هاتفي من لندن «تحدث سولانا مع جليلي صباح الجمعة الماضية، واتفقا على ان يظلا على اتصال، وأن يلتقيا عند الضرورة، وربما يعقد الاجتماع في نهاية الشهر. حاليا هناك اعداد للاجتماع، لكن لم يتم تحديد أي شيء بعد.. هذه الاجتماعات تحتاج الى ان يتم الاعداد لها، وتحتاج الى موافقة الإيرانيين عليها. فرد الإيرانيين على سلة الحوافز وصلنا مساء الجمعة في بروكسل، وهو حاليا يخضع لتحليل دول 5 + 1. وهذا سيأخذ بعض الوقت». ورفض المسؤول الأوروبي التعليق على ما إذا كان رد دول 5 + 1 سيأتي قبل او بعد زيارة سولانا المتوقعة الى طهران. كما رفض توضيح أسباب تفاؤل البعض حيال النتائج التي يمكن ان تفسر عن لقاء سولانا ـ جليلي، موضحا «كلمة تفاؤل كلمة كبيرة. لكن اذا اردنا ان نواصل الحوار، يجب ان نكون مؤمنين به. المسألة ليست تفاؤلا، بل واقعية للتوصل الى حل عبر الحوار. انها عملية، هذا يأخذ وقتا وجهدا من الجانبين» . من جهة ثانية، وفيما قلل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد من شأن التهديد الاميركي، بشن هجوم على بلاده، واصفا ذلك بأنه بمثابة «انتحار سياسي» للرئيس الاميركي جورج بوش. وان «الشعب الايراني سيقطع أي اصبع يضغط على الزناد ويطلق طلقة», قالت وزارة الخزانة الاميركية امس، انها استهدفت أربع شركات ايرانية، بسبب صلاتها بالبرنامج النووي والبرامج الصاروخية. وهي خطوة تحظر على الشركات الاميركية التعامل معها، وتجمد أية أصول قد تكون موجودة تحت طائلة القانون الاميركي. وقال ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والمخابرات المالية، في تصريحات نقلتها «رويترز»: «ان شركات ايران النووية والصاروخية، تختفي وراء صفوف من العملاء، الذين يبرمون الصفقات التجارية بالنيابة عنها».