الخارجية المصرية تتحدث عن استياء الشعب والقيادة.. وإيرانيون يرون أنه موقف «غير مبرر»

«فيلم السادات» نكأ جراح الخلافات بين القاهرة وطهران

TT

تزايدت شقة الخلاف بين القاهرة وطهران بسبب «فيلم السادات»، ما اعتبره إيرانيون قريبون من ملف العلاقات بين البلدين «حجة غير مبررة»، لا تخدم محاولات التقارب بين البلدين في مواجهة الهجمة الأميركية والإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط. وبينما غذت وسائل إعلام مصرية خاصة وشبه رسمية حالة الغضب من «وصف الفيلم للسادات بالخائن»، بدأ محام لأسرة السادات إجراءات لرفع قضية في إيران وأخرى دولية ضد الفيلم. وفي رده على الجدل المصري حول قضية الفيلم قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، في تصريحات له الليلة قبل الماضية: «معلوماتنا أنه لم يعرض في دور العرض ولا في التلفزيون الإيراني ولكن الدولة التي نتحدث عنها (إيران) ليست بالضرورة نموذجاً للشفافية، وبالتالي ما أسهل أن يكون هناك جهة رسمية تقف وراء هذا الفيلم، ثم يوضع عليه اسمٌ خاص أو شركة خاصة، وينسب للقطاع الخاص كستار». وأضاف: «معلوماتنا أن النظام (الإيراني) الموجود في هذه الدولة لا يوحي أبداً أن هناك شفافية أو هناك حرية تسمح بخروج هذا الفيلم دون أن يكون هناك ضوء أخضر (من السلطات الرسمية)»، معرباً عن أمله في أن يعود الإيرانيون عن هذه الأفعال.

وحول سؤال عن إمكانية التهديد بسحب القائم بالأعمال المصري بطهران، قال زكي إن «مسألة سحب السفراء لا يجب أن نتعامل معها باستخفاف.. لا نريد أن نوصل الأمور لمثل هذا المستوى.. سحب السفراء موضوع صعب جداً ويأتي كتعبير سياسي عن استياء بالغ وعميق، وتقدير بأن العلاقة مع هذه الدولة متجهة اتجاهاً سلبياً للغاية لفترة طويلة من الزمن.. لكن نحن لا نريد أن نوصل الأمور إلى هذا الحد». وعلى عكس قول المصادر الإيرانية بأن اللقاء بين وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط،أ ونائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأفريقية، محمد رضا باقري، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في شرم الشيخ الأسبوع الماضي، كان ودياً، قال زكي إن المسؤول الإيراني وُجهت له الدعوة من «الاتحاد الأفريقي»، وأن «المقابلة (بين باقري وأبو الغيط) انحصرت في موضوع الهدف الإيراني من منتدى إيران مع أفريقيا (..) ولم يكن موقفنا مرحباً من هذا الموضوع». وجاء حديث زكي بعد ساعات من إعلان مصدر مسؤول بالخارجية المصرية أن مساعد أبو الغيط للشؤون الآسيوية، تامر خليل، أكد للدبلوماسي الإيراني سيد حسين رجبي أن فيلم السادات «يسيء للعلاقات بين البلدين ويؤثر على أي تطور إيجابي فيها، وأن مثل هذه الأمور لا تصح ولا تدل بأي شكل على أن إيران تتفهم الحساسيات المصرية، وبالتالي فإن هذا الفيلم». من جانبه قال دبلوماسي إيراني لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «الفيلم لن يُعرض في قنوات التلفزيون الإيرانية الرسمية.. لم ولن يذاع في التلفزيون الإيراني الرسمي أو غير الرسمي.. قد يعرضه منتجوه في نواد صغيرة أو غيره.. كما لا يوجد ممثل إيراني معروف في الفيلم.. هو مجرد فيلم تسجيلي.. ورد فعل المصريين شديد جداً ويثير التعجب.. نأسف لوجود أطراف في البلدين ضد عودة العلاقات بين البلدين».

وأضاف الدبلوماسي الإيراني الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «بعض أشخاص (في إيران)، عددهم قليل جداً، وليس لهم تأثير يذكر في قرار دولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معارضون لعودة العلاقات مع مصر، في مقابل رغبة قوية من الدوائر الرسمية الرئيسية الثلاث في البلاد تتحدث بوضوح عن رغبتها في عودة هذه العلاقات.. دائرة المرشد، ودائرة رئيس الجمهورية، ودائرة مجلس الشورى.. وما في اختلاف».

وأنتج فيلم «34 طلقة للفرعون» ما يعتقد أنه قطاع خاص إيراني رافض لأي تقارب بين القاهرة وطهران، ويدور حول اغتيال السادات، ويمجد المتشددين الإسلاميين المصريين الذين قتلوه في حادث المنصة في اكتوبر (تشرين الاول) 1981.