أعلن علماء بريطانيون عما وصفوه بأنه «أول اكتشاف في نوعه» للتأثير الضار المباشر لمرض السكري على الخصوبة الجنسية للمصابين به وعلى الحيوانات المنوية لديهم. واضافوا أن ازدياد حالات انخفاض الخصوبة الجنسية لدى الرجال مع انتشار الاصابات بالسكري بين الشباب حول العالم، ليس مصادفة.
وقال باحثون بجامعة كوينز في بلفاست بآيرلندا الشمالية أمام المؤتمر السنوي الرابع والعشرين للجمعية الاوروبية للتناسل البشري وعلوم الأجنة في برشلونة أمس، إنه ورغم الاعتقاد الشائع بأن السكري يؤثر قليلا على وظائف الأعضاء التناسلية، فإن بحثهم أظهر ان المرض يؤثر على الحمض النووي «دي إن ايه»، أي المادة الجينية للحيوانات المنوية. وقال الدكتور كون ماليديس، الذي أشرف على البحث، إن النتائج «أثبتت لأول مرة أن للسكري تأثيراً ضاراً على المستوى الجزيئي». ودرس العلماء عيّنات من الحيوانات المنوية من رجال مصابين بالسكري كانوا يتناولون علاجاً بالأنسولين. وأضاف أن الفحصَ المجهريَّ الأولي للعينات أظهرَ أنها كانت عادية، عدا عن انحسار قليل في حجمها. «إلا ان التدقيق في الأضرار الحاصلة على الحمض النووي (دي إن ايه) أظهر لوحة مختلفة تماماً»، رغم أن هذا التدقيق لا يجري في العادة.
وأشار الباحث البريطاني الى أن فريقه عثر على موادٍ متراكمةٍ بالجهاز التناسلي لا تتراكم إلا عند الشيخوخة، وانها قادت لدى المصابين بالسكري الى إحداثِ أضرارٍ بالمادة الجينية للحيوانات المنوية. ويقود تدهور جودة المادة الجينية للحيوانات المنوية الى تدهور نوعية الأجنة، وصعوبة زرعها في الرحم، وازدياد عمليات إسقاطها، وظهور أمراض خطيرة بعد الولادة، مثل سرطانات الأطفال.