حماس: المنظمة جسم ميت.. وإعادة بنائه ضمن المصالحة

ترفض تمثيل منظمة التحرير في الحوار الوطني * عبد ربه: الحوار بعد إنهاء الإنقلاب

شاحنات فلسطينية تنتظر دورها لتحميل البضائع عند معبر صوفا شرق قطاع غزة أمس (أ. ب)
TT

رفضت حركة حماس بشدة أن تمثل منظمة التحرير الفلسطينية في أي حوار وطني يهدف الى وضع حدٍّ للانقسام الفلسطيني. وقال الدكتور يحيى موسى، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحماس في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» إن منظمة التحرير «جسم ميت عفى عنه الزمن، واعادة بنائه على أسس جديدة مادة رئيسية للحوار، وبالتالي لا يمكن أن نقبل أن يمثل هذا الجسم في الحوار». وكان ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قد صرح صباح امس أن القيادة الفلسطينية اقترحت على مصر أن تمثل منظمة التحرير حركة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين في أي حوار مقابل حركة حماس. وقال موسى إن قطبي الخلاف في الساحة الفلسطينية هما فتح وحماس «ولا نقبل أن تختفي فتح خلف يافطات (لافتات) حركات أخرى». وحول تأكيد عبد ربه أنه لا توجد أيّ مساعٍ لإجراء حوار بين فتح حماس قبل تراجع الأخيرة عن «انقلابها»، واتهامه لها بأنها تحاول إقامة «مملكة للاخوان المسلمين»، اضاف موسى «ياسر عبد ربه لا وزنَ له في ميزان الديمقراطية الفلسطينية، فهو موجود في موقعه الوهمي هذا بفعل الاستقواء بالإدارة الأميركية وبحكم الفساد المستشري في هذا الجسد الميت، فهو يطلق مثل هذه التصريحات على أمل أن يُسمعَ صداها لدى اسياده في واشنطن». وأضاف أن الإرادة «الوطنية الحرة» في الحوار «ستتغلب في النهاية لأن عبد ربه ومن يمثل هم جزء من الماضي، وبالتالي فهو من خلال مواقفه المتشنجة من الحوار يتشبث بالماضي».

من ناحيته، قال صالح زيدان، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إنه لم يسمع عن اقتراح القيادة الفلسطينية بأن تمثل الجبهة الى جانب كل من فتح و«الشعبية» في الحوار في مواجهة حماس. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» اتهم زيدان البعض بمحاولة إثقال الحوار بالعديد من الاشتراطات التي تؤثر على فرص انطلاقه ونجاحه. وقال «لأول وهلة هناك كل المقومات التي تكفل نجاح الحوار، على اعتبار أن هناك وثائق متفق عليها من قبل فتح وحماس مثل مبادرة الحوار الوطني وإعلان القاهرة، وهذه وثائق تصلح أساساً للشروع في حوار». واتهم زيدان حماس بالتسويف انتظاراً لتحسين مكانتها في الحوار، في حين قال إن ابو مازن وقيادة فتح تتعرض لضغوط اميركية اسرائيلية لثنيها عن الشروع في الحوار. واكد زيدان أن الجهود التي تبذل لدفع الحوار الوطني قدماً لن يُكتبَ لها النجاحُ إلا في حال قناعة الرئيس ابو مازن بعقم الرهان على المفاوضات مع اسرائيل التي مثلت غطاءً لتعاظم المشاريع الاستيطانية، وقناعة قيادة حركة حماس بأن الاتفاقات الامنية ممثلة في اتفاق التهدئة مع اسرائيل الذي لا يشمل الضفة الغربية، لا يمكن ان يمثل انجازاً للشعب الفلسطيني. وصرح عبد ربه بأن القيادة الفلسطينية تشترط الربط بين موافقتها على الحوار الوطني وإنهاء حماس لمظاهر «الانقلاب» في غزة. وقال «يجب إنهاء انقلاب حماس في قطاع غزة قبل أيِّ حوار، لأن القيادة الفلسطينية لن تقبل في الحاضر ولا في المستقبل أن يكون سيف الانقلاب العسكري لحماس مسلطا على رقبة الشعب الفلسطيني في كل وقت».

وأشار عبد ربه الى رسالة وجهها رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، إلى الرؤساء والملوك العرب والجامعة العربية، بعد دعوة ابو مازن مباشرة للحوار الشامل، يقول فيها إن الأخير دعا للحوار للتغطية على هجوم إسرائيلي على قطاع غزة. واضاف «هذا يعني أن مشعل يعتبر أن عباس متواطئٌ مع الاحتلال. ومضمون الرسالة يرقى إلى مستوى الإسفاف السياسي الذي لا حدود له ولا مثيل له على الإطلاق». في سياق آخر، نفت وزارة الداخلية الفلسطينية في الحكومة المقالة وجود أي معتقل سياسي من فتح أو غيرها من الفصائل لديها، مؤكدة أن المعتقلين من المحسوبين على فتح موقوفون على خلفيات جنائية وأمنية بحتة. وذكرت الوزارة في كشف تفصيلي بأسماء كافة المعتقلين تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه، أن ثمانية من بين المعتقلين الذين تضمنهم كشف لحركة فتح قالت إنهم معتقلون في القطاع، كان قد أفرج عنهم في وقت سابق.