باكستانيات يتعهدن بتنشئة أطفالهن على «الجهاد»

عشية ذكرى المداهمات ضد المسجد الأحمر

طفلة تجلس بين باكستانيات تعهدن في مسيرة بذكرى الهجوم على المسجد الأحمر في اسلام اباد بتربية اطفالهن على الجهاد (رويترز)
TT

تجمعت نحو ألفي مسلمة عند المسجد الأحمر بالعاصمة الباكستانية، إسلام أباد، امس وتعهدن بتنشئة أبنائهن على «الجهاد» بعد أيامٍ من هجوم نفذه مهاجم انتحاري، مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا بعد اجتماع حاشد مشابه. واستمعت نساء بعضهن يحملن رضعاً الى كلمات نارية من ابنة إمام المسجد المحتجز، وهن يرددن «الجهاد هو طريقنا» عشية ذكرى الغارة التي شنتها قوات الكوماندوز الباكستانية على المسجد الأحمر. وأسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل. وقالت ابنة إمام المسجد، عبد العزيز، في الاجتماع الحاشد الذي نظم تحت حراسة مشددة: «المجاهدون قدموا أرواحهم من أجل ارساء النظام الاسلامي في باكستان. بقينا نحن لكي نمضي قدماً في تنفيذ مهمتهم». وحضرَ آلافُ الرجالِ اجتماعاً حاشداً يوم الأحد بمناسبة ذكرى الغارة التي شنتها قوات الكوماندوز على المسجد في العاشر من يوليو (تموز)، وأنهت حصاراً استمر لمدة أسبوع كان بدأ عندما اشتبك مسلحون من المسجد مع الشرطة. وبعد وقت قصير من انتهاء الاجتماع الحاشد يوم الأحد، هاجم مهاجم انتحاري الشرطة التي كانت تحرس التجمع، مما أسفرَ عن سقوط 18 قتيلا، كلهم باستثناء ثلاثة من رجال الشرطة. وسلط الهجومَ الضوءَ على الخطر الذي يمثله المتشدِّدون في باكستان التي تتمتع بقدرة نووية حيث أصبح الائتلاف الحاكم الجديد منشغلا بشكل أكبر، بما سيفعله مع الرئيس الباكستاني، برويز مشرف، الذي لا يحظى بشعبية والحليف الوثيق للولايات المتحدة الذي أصبح في عزلة منذ هزيمة حلفائه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فبراير (شباط) الماضي. ولم تظهر أية مؤشرات امس الاربعاء على وقوع اضطرابات في الوقت الذي دعت فيه ابنة إمام المسجد التي لم تذكر اسمها، الحشودَ الى حث عائلاتهم على «الجهاد». وقالت:

«يجب أن نعد أبناءنا ورجالنا للجهاد». وردت الحشود بهتافات «نحن مستعدون»، و«الجهاد». وكان عبد العزيز قد احتجز خلال حصار المسجد الأحمر، العام الماضي، أثناء محاولته التسللَ عبر متاريس، وهو يرتدي زيَّ نساءٍ. وقتل شقيقه عبد الرشيد غازي الذي كان أيضاً من أئمة المسجد عندما اقتحمت قوات الكوماندوز المسجدَ. وقالت أرملة غازي التي عرفت نفسها بأم حسام في الاجتماع الحاشد ان مشرف يجب أن يعاقب لإعطائه الاوامر باقتحام المسجد، مضيفة «هذا الرجل هو العدو.. أود أن يعاقب هذا الرجل بشدة قبل أن أموت». وكان المسجد الاحمر ومدرسة دينية متاخمة للنساء معقلين لأعوام لدعم المتشددين في إسلام أباد. وشن الائمة وأتباعهم حملة تحدٍّ متزايدة لتعزيز حكم حركة طالبان. وسيطروا على مكتبة تابعة للدولة، وخطفوا نساءً اتهموهن بالبغاء وبعض رجال الشرطة واقتحموا متاجر للموسيقى وشرائط الفيديو وصالونات تجميل، مما أثار مخاوف الاغلبية المعتدلة في العاصمة. وجمعوا أسلحة واشتبكوا مع قوات أمنية لأيام ورفضوا مطالب بالاستسلام، قبل أن يعطي مشرف أوامره لقوات الكوماندوس بإنهاء الجمود.

وأطلق الهجوم على المسجد موجة من الهجمات الانتحارية في شتى أنحاء البلاد أسفرت عن مقتل المئات بمن في ذلك رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو. وقالت زوجة عبد العزيز التي عرفت نفسها بأم حسن، ان زوجها لم تكن له أي صلة بالهجمات. وتابعت للصحافيين في الاجتماع الحاشد «نحن لسنا ارهابيين. الاسلام لا يعلمنا الارهاب... أمريكا ومن يعملون لمصلحتها هم الارهابيون»، في اشارة الى الجيش الباكستاني. واستطردت «ننظم هذا الاجتماع الحاشد لكي نقول للعالم نحن أحياء وروحنا المعنوية مرتفعة. لا يمكن القضاء على الاسلام. انه ينتشر أكثر عندما تسيل دماء الشهداء». وهدأت أعمال العنف التي يشنها المتشددون بعد أن تولت حكومة مؤلفة من معارضي مشرف السلطة في مارس (اذار) وتعهدت بالتفاوض من أجل إحلال السلام. ولكن يبدو أن الهدوء انتهى.