موسكو تهدد برد عسكري على الاتفاق الأميركي ـ التشيكي لنشر درع صاروخية

البنتاغون يقول إن التهديد لن يفلح في ترهيب الأوروبيين.. ورايس تأسف

TT

حذرت روسيا امس من انها قد تلجأ الى القوة العسكرية للرد على الاتفاقية التي وقعتها الولايات المتحدة وتشيكيا لبناء درع صاروخي أميركي في براغ. ورد البنتاغون على التهديد الروسي وقال انه «يستهدف اثارة قلق شركاء واشنطن الاوروبيين بشأن وجود الدرع الصاروخية في اراضيهم».

وقال السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الاميركية جيف موريل: «يمكنني فقط أن افترض ان العبارات الرنانة لقرع طبول الحرب التي صدرت عن روسيا، تستهدف اثارة قلق الاوروبيين بشأن المشاركة في هذا النظام.. لكن ذلك لن يفلح».

وعلى الرغم من ان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف لم يهدد بالقوة، واكتفى بالقول ان بلاده تفكر في الخطوات التي يمكن ان تتخذها، الا ان الخارجية الروسية كانت أكثر حسما في ردها، اذ حذرت من ان تصديق البرلمان التشيكي على الاتفاقية، وهو أمر ضروري لدخولها حيز التنفيذ، ستكون «مضطرة الى الرد عبر الوسائل العسكرية وليس من خلال البيانات الدبلوماسية».

وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده قبيل مغادرته اليابان، في اعقاب ختام قمة الثماني، قال ان بلاده «لن تتصرف بصورة هستيرية، ولكنها ستدرس اتخاذ اجراءات مضادة». واشار الى انه جرى بحث القضايا المتعلقة بنشر عناصر الدرع الصاروخية خلال اجتماعات القمة وبتفصيل اكثر، خلال لقاء مع نظيره الاميركي جورج بوش. وقال ان بلاده طالما اكدت على ضرورة بحث قضايا ضمان الأمن الاوروبي على نحو مغاير، وذكر ان موسكو طرحت على واشنطن وبلدان الناتو التعاون في عملية الرقابة المشتركة من اجل تحليل الاوضاع المعقدة في العالم، مشيرا الى انها لم تتلق ردا يذكر، في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات على نحو يتسم بالرتابة. وأكد ان موسكو ستتروى في اتخاذ قرارها وستفكر مليا في خطواتها التالية حول هذا الشأن. اما وزارة الخارجية الروسية فقد اصدرت بيانا قالت فيه ان توقيع الاتفاقية جرى على خلفية احتدام التناقضات العميقة داخل المجتمع التشيكي، وهو ما لا يدعم الامن لا في تشيكيا ولا في اوروبا. وكشفت عن نوعية الرد الذي تعتزم روسيا اللجوء اليه لمواجهة هذه المخططات من خلال الاشارة الى ان روسيا في حال التصديق على هذه الاتفاقية في البرلمان التشيكي ستكون مضطرة الى الرد عبر الوسائل العسكرية وليس من خلال البيانات الدبلوماسية. واشار بيان الخارجية الروسية الى ان نشر عناصر الترسانة الاستراتيجية الاميركية على مقربة من اراضي روسيا، يمكن ان يستخدم من اجل اضعاف قدرات الردع الدفاعية ما سوف يضطرها الى اتخاذ الاجراءات المناسبة لمواجهة الاخطار التي تهدد الأمن القومي الروسي. واعربت الخارجية الروسية عن أسف موسكو تجاه سحب المقترحات التي سبق وتقدمت بها واشنطن حول اجراءات الشفافية والرقابة من اجل التخفيف من حدة المخاوف الروسية، وهو ما يعني ضمنا تقويض الاتفاق الذي سبق وتوصل اليه الرئيسان الروسي والاميركي في سوتشي في السادس من ابريل (نيسان) من العام الجاري. واختتمت الخارجية الروسية بيانها بالاشارة الى ان موسكو ستواصل متابعة مجريات الاحداث، في الوقت الذي ستظل فيه منفتحة امام اي حديث بناء ليس فقط حول عناصر الدرع الصاروخية بل وحول مجمل قضايا الاستقرار الاستراتيجي على اساس التكافؤ. من جهته، أكد اندريه كوكوشكين، عضو مجلس الدوما والامين الاسبق لمجلس الامن القومي، أكد ان بمقدور روسيا ابطال مفعول اي منظومة مضادة للصواريخ من خلال التشويش الالكتروني الذي قال إنه يعتبر احد وسائل تعطيل الدرع الصاروخية. وكانت المصادر العسكرية سبق وتحدثت عن ان الترسانة العسكرية الروسية وصواريخ «توبول» الاستراتيجية المزودة بالرؤوس النووية المتعددة كفيلة بالتصدي للمنظومة الاميركية. وتعليقا على الموقف الروسي المتشدد، اعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، التي وقعت الاتفاق مع نظيرها التشيكي، عن خيبة املها من رد الفعل الروسي. وقالت رايس في مؤتمر صحافي: «يؤسفني ان اقول ان ذلك كان متوقعا رغم انه مخيب للامال». وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قد بذل جهودا كبيرة لتهدئة المخاوف الروسية بشأن الدرع الصاروخية.

من جهته، قال المتحدث باسم البيت الابيض الاميركي غوردن جوندرو انه ينبغي معاملة روسيا واوروبا «كشريكين متساويين» في اقامة الدرع الصاروخية الاميركية، مشيرا الى ان واشنطن ستواصل الحوار مع الروس. واضاف: «نحن نسعى الى تعاون استراتيجي لمنع صواريخ الدول المارقة مثل ايران، من تهديد اصدقائنا وحلفائنا». واوضح جوندرو على هامش قمة مجموعة الثماني في توياكو: «نريد ان نقيم نظاما بين الولايات المتحدة وروسيا واوروبا يساهم فيه الجميع كشركاء متساوين».