كوشنير يتسلم غدا «الكتاب الأبيض» حول أولويات الدبلوماسية الفرنسية

TT

يتسلم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير غدا «الكتاب الأبيض» حول سياسة فرنسا الخارجية الذي أعدته لجنة عالية المستوى برئاسة ثنائية عادت لوزير الخارجية ورئيس الوزراء الأسبق ألان جوبيه ولويس شوايتزر، رئيس شركة رينو السابق ورئيس السطة العليا لمحاربة التمميز ومن أجل المساواة. وأنشئت اللجنة الخريف الماضي بناء على رسالة تكليف من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بموازاة اللجنة التي تشكلت لإعداد «كتاب أبيض» عن السياسة الدفاعية لفرنسا الذي أنجز الشهر الماضي وسلم لرئيس الجمهورية. وقالت مصادر فرنسية عالية المستوى في لقاء مع مجموعة صحافية من أجل عرض منهج عمل اللجنة والخلاصات التي توصلت اليها، ان الكتاب الأبيض يتضمن تحليلا للوضع الدولي المعولم وتحديدا لما يجب أن تكون الأولويات الفرنسية الخارجية والدبلوماسية الطموحة، وأخيرا تقويما لوسيلة الآداء الخارجي الفرنسي ومجموعة من «التوصيات» لإصلاح عمل وزارة الخارجية الفرنسية والانتشار الدبلوماسي والقنصلي عبر العالم ونشر اللغة الفرنسية وأداء الوسائل الإعلامية الفرنسية الموجهة الى الخارج.

وتستجيب هذه النتائج لكتاب التكليف المرسل من ساركوزي ومن رئيس الحكومة فرنسوا فيون الى وزير الخارجية، وفيه طلب بإعادة النظر في بنى ووسائل العمل الخارجي الفرنسي بحيث «تسمح بتحقيق الطموحات الفرنسية وتعطي فرنسا المكان الذي يعود اليها في العالم وأوروبا».

وينشر الكتاب الأبيض الأخير مباشرة بعد ترؤس فرنسا للاتحاد الأوروبي وقبل يومين من القمة اليورو ـ متوسطية وهما بنيتان يراهن ساركوزي عليهما من أجل إعادة باريس الى قلب المسرح السياسي والدبلوماسي العالمي.

وقالت مصادر اللجنة، إن الكتاب الأبيض المؤلف من مائة صفحة تقريبا ومن مجموعة من الملاحق، هو خلاصة عمل دام ستة أشهر وبمعدل اجتماع في الأسبوع. وركزت اللجنة عملها على «رسم بانوراما للعالم ولتحولاته حتى العام 2020» وعلى إعادة تحديد الأولويات الفرنسية وتصور التحولات والتغييرات الضرورية من أجل بناء أداة دبلوماسية أكثر فاعلية. ويحدد الكتاب الأبيض خمس أولويات لا تتضمن تغييرات جذرية عما عرفناه من الأهداف الدبلوماسية والسياسية الفرنسية. وعلى رأس هذه الأولويات، «ضمان أمن الفرنسيين والدفاع عن المصالح الفرنسية عبر العالم». ويأتي في المقام الثاني العمل على إقامة «أوروبا قوية وديموقراطية» إذ أنه «لا بديل عن أوروبا». وينطلق الكتاب الأبيض من اعتبار ان عملية التوسيع سوف «تستقر» في حلول العام 2020 مع دول البلقان التي ستكون الاستمرار الطبيعي لتوسع الاتحاد الأوروبي الذي يضم في الوقت الحاضر 27 دولة. ويشدد الكتاب على ضرورة التقدم الأوروبي على درب بناء سياسة خارجية ودفاعية أوروبية موحدة مع الإبقاء على العلاقات القوية مع الحلف الأطلسي.

ويجعل العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم والدفاع عن حقوق الإنسان الأولوية الثالثة فيما تقوم الرابعة على إعادة تنظيم العولمة، وأخيرا جعل التأثير الثقافي الفرنسي في العالم هدفا استراتيجيا خامسا.