تقاطع المعلومات حول مصير الطيار الإسرائيلي

رون آراد بقي حياً سنتين بعد أسره واحتمال وفاته وارد

TT

هل تضع عملية تبادل الاسرى بين اسرائيل و«حزب الله» اللبناني حداً لقضية الملاح الاسرائيلي رون آراد الذي اضطر الى القفز بالمظلة من طائرته الـ«اف ـ15» في العام 1986 فوق الجنوب اللبناني مع رفيق له استطاع الجيش الاسرائيلي انقاذه، فيما ألقي القبض على آراد في بلدة الغازية الجنوبية ليبدأ رحلة الغموض بين بيروت وطهران، مروراً بالبقاع اللبناني؟

وفيما لم يتوفر اي تعليق من «حزب الله» حول الموضوع، كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان الحزب بعث برسالة الى اسرائيل عبر مفاوض الامم المتحدة الالماني غيرهارد كونراد، يبلغها فيه ان آراد ليس على قيد الحياة.

وذكرت الصحيفة «ان الرسالة ـ التقرير تتضمن الكثير من التفاصيل حول الجهود التي بذلها حزب الله للتأكد من مصير رون آراد، من بينها استجوابات لعدد من الاشخاص». ولفتت الى ان اسرائيل طلبت من الحزب ـ ودوماً عبر الامم المتحدة ـ أن يشرح لها كيفية توصله الى قناعة بأن آراد لم يعد على قيد الحياة. وهو ما سيفعله الحزب في تقرير نهائي الاسبوع المقبل، من دون ان يعني ذلك ان محتوى التقرير يمكن ان يؤثر على صفقة التبادل بحد ذاتها بعدما تم التوقيع على الاتفاق بشأنها.

وفي حال تأكدت معلومات الحزب حول وفاة آراد تكون هذه القصة «الهيتشكوكية» قد وصلت الى خواتيمها. وتكون تامي زوجة آراد وابنته يوفال قد فقدتا كل امل في رؤيته مع انه وعدهما بلقائهما مجدداً في السنة التالية لالقاء القبض عليه، وفي عيد الغفران اليهودي تحديداً، وفق ما جاء في الرسالة التي بعث بها اليهما في 27 سبتمبر (ايلول) 1987، معبراً عن «شوقه» لرؤيتهما، داعياً الى «بذل قصارى الجهود من اجل قضيتي».

من المعروف ان آراد كان ينفذ مع رفيق له، وفي طائرتهما الحربية، عمليات فوق الارض اللبنانية. واصيبت الطائرة بقذيفة ادت الى سقوطها في بلدة طنبوريت الجنوبية، فاضطر، هو ورفيقه، للقفز من الطائرة. وقد تمكن الجيش الاسرائيلي من انقاذ رفيقه. بينما وقع هو في قبضة مقاتلي حركة «أمل» في محيط بلدة الغازية. وكان ذلك في 16 اكتوبر (تشرين الاول) 1986. وكان آراد في الثامنة والعشرين من عمره ومتزوجاً من تامي ولهما طفلة اسمها يوفال. ولم تتوقف اسرائيل، منذ تلك اللحظة عن بذل الجهود من اجل معرفة مصير آراد من دون جدوى. حتى انها اختطفت المسؤول العسكري في حركة «أمل» في ذلك الحين مصطفى الديراني من منزله في بلدة قصرنبا في منطقة البقاع الغربي، اذ كان يعتقد بأن آراد وضع في عهدته قبل ان ينقل الى ايران على يد فصيل من حركة «أمل» كان يطلق عليه «امل المؤمنة». ولكن حتى عملية الخطف هذه لم تمكن اسرائيل من معرفة كل المعلومات عن الطيار الاسرائيلي. وهذا ما اشارت اليه لجنة شكلتها وزارة الدفاع الاسرائيلية عام 2002 وتوصلت الى استنتاج مفاده ان ليست هناك اي ادلة دامغة وقاطعة تشير الى ان آراد ليس على قيد الحياة. لذلك اوصت اللجنة آنذاك بأن يتم التعامل مع القضية من منطلق الفرضية بأن آراد ما زال حياً ومحتجزاً في مكان ما. وقد عزز هذه الفرضية حصول اسرائيل من ثلاثة دبلوماسيين ايرانيين سابقين ومسؤولين في المخابرات يسكنون حالياً في اوروبا على تقرير يشير الى بقاء آراد على قيد الحياة وانه محتجز في احدى المناطق القريبة من طهران. كما يشير التقرير الى ادخاله المستشفى مرتين بسبب مضاعفات في القلب، واصابته بالشلل على اثر محاولته الهروب من السجن. ولكن منذ نهاية العام 1989 لم يعرف أي شيء عن آراد، لا عبر الصليب الاحمر الدولي ولا عبر الرسائل الخاصة، فهل يكشف تقرير «حزب الله» النهائي عن الحقيقة كاملة مقابل كامل الحقيقة عن الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختطفوا في لبنان ابان الحرب اللبنانية ونقلوا الى إسرائيل؟