رجال أولمرت: هذه تسريبات هدفها تحطيم رئيس الحكومة وبرامجه

تسريبات من محققي الشرطة تفيد بأنه اعترف بتلقي أموال

TT

عشية التحقيق الثالث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت اليوم، تم تسريب أنباء الى وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول انه خلال جلسة التحقيق الأخيرة قبل أسبوعين اعترف بأنه حصل على مظاريف نقدية. فشن رجال أولمرت هجوما شديد اللهجة على المحققين، اتهموهم فيه بأنهم يريدون تحطيم معنويات رئيس الحكومة وبرامجه السياسية. وردت الشرطة بهجوم مضاد. وبدا أن التحقيق اليوم سيتحول الى حلبة ملاكمة، أكثر مما هو تحقيق بوليسي عادي.

يذكر أن دائرة النصب والاحتيال في الشرطة الإسرائيلية تحقق منذ عدة أشهر مع أولمرت حول شبهة الحصول على أموال من رجل الأعمال اليهودي الأميركي، موريس طالينسكي، بقيمة 150 ألف دولار بشكل غير قانوني عبر 10 سنوات متواصلة (قبل انتخابه لرئاسة الحكومة). وأجرت الشرطة تحقيقين حتى الآن مع أولمرت وستجري اليوم تحقيقا ثالثا. ولكنها تجري تحقيقات أخرى واسعة في اسرائيل نفسها وفي الولايات المتحدة. وكان أول تعليق لأولمرت على هذه التحقيقات انه لم يأخذ لجيبه أي مليم ولم يأخذ في حياته رشوة. ولكن الشرطة تسرب المعلومات باستمرار عن تورطه. وآخر تسريبين نشرا أمس وأول من أمس يقولان ان التحقيقات في الولايات المتحدة دلت على تأكيد للشبهات ضده وأن أولمرت، وعلى عكس تصريحاته العلنية، اعترف في التحقيق بأنه حصل على مظروفين من طالينسكي، يحتوي كل منهما على مئات الدولارات (وليس ألوفا كما تقول شبهات الشرطة).

ونفى رجال أولمرت هذه التسريبات وقالوا إنها محاولات من الشرطة لتوجيه التحقيق الى مسارات غير أخلاقية. وأكدوا أن هذا التسريب الجديد هو تصعيد خطير من الشرطة تحاول من خلاله تحطيم معنويات أولمرت والتخريب على برامجه السياسية (مفاوضاته مع حزب الله وحماس حول صفقتي تبادل الأسرى ومفاوضاته مع السلطة الفلسطينية وسورية). وقال أحد مساعدي أولمرت، أمس، لـ«الشرق الأوسط» إن هناك من يعيش في حالة هستيريا في الشرطة بسبب صمود أولمرت وعدم انهياره أمام المحققين واتهاماتهم المشوهة. فهم خططوا أن ينهار ليحققوا معه وهو رئيس حكومة سابق، ولا يحتملون وجوده رئيس حكومة فعليا. ونحن نفهم هذه الرغبة، فهي أسهل لهم. ولكن في إسرائيل يوجد قانون. الشرطة تحقق فقط، ولا يمكنها أن تكون المحقق والقاضي والجلاد في آن.

ومن خلال تراشق الاتهامات بين الطرفين، اتضح ان الشرطة طلبت من أولمرت أن يخصص لها سبع ساعات للتحقيق، ولكنه وافق على ساعتين فقط (جلستا التحقيق الأوليان استغرقت كل منهما ساعة)، وأثار هذا غضب الشرطة فأعلنت انها ستحتاج الى جلسة تحقيق رابعة. وسربت الى الإعلام ان هذه التحقيقات ما هي إلا مرحلة تمهيدية وانها ستحتاج الى عشرات جلسات التحقيق المعمق. ليس هذا فحسب، بل ان المحققين سربوا انهم «يتمنون من أولمرت أن يعطيهم ساعتين صافيتين وليس كما فعل في الجلسة الماضية، عندنا ألقى خطابا من عشر دقائق، على حساب ساعة التحقيق، راح خلالها يوبخ المحققين ويتهم الشرطة بالتسريب الى الصحف معلومات مشوهة».

يذكر انه حسب تسريبات الشرطة المذكورة فإن أولمرت اعترف بالحصول على مظروفين يحتوي كل منهما على «بضع مئات قليلة من الدولارات»، وانه فسر ذلك التصرف بالقول: «هذه ليست أموال رشوة وليست أموالا غير قانونية ولا تمت بصلة الى معاركي الانتخابية. فقد دعاني طالينسكي الى إلقاء محاضرات، ودفع لي مصاريف الطعام بتلك الطريقة، وهذا شرعي وقانوني جدا».