اسطنبول: مقتل 6 في هجوم قرب القنصلية الأميركية

عملية بحث واسعة عن سائق سيارة المهاجمين

ضابط شرطة تركي يقف امام سيارة اسعاف في موقع الهجوم قرب القنصلية الأميركية باسطنبول أمس (أ.ب)
TT

قتل ثلاثة مسلحين مجهولين وثلاثة من رجال الشرطة الاتراك في اطلاق نار قرب القنصلية الاميركية في اسطنبول امس، حسب ما افاد محافظ اسطنبول معمر غولر. وصرح الحاكم للصحافيين بأن المسلحين قتلوا في الموقع، مضيفا انهم استهدفوا «مباشرة» مركزا للشرطة امام القنصلية الاميركية التي يحيط بها جدار مرتفع. وقتل شرطي في الموقع فيما توفي آخران في المستشفى متأثرين بجروحهما. واضاف غولر ان شرطيا آخر وسائقا مدنيا اصيبا بجروح. واشار الى ان خبراء في قضايا الارهاب بدأوا التحقيق في الحادث، مضيفا انه تمت مصادرة بنادق ومسدسات في الموقع. وعرض التلفزيون صورا لجثة ملقاة في الشارع تغطيها الدماء وقد وضعت فوقها صفحات جرائد. وصرحت كاثي شوالو المتحدثة باسم السفارة الاميركية في انقرة لوكالة الصحافة الفرنسية انه لم يصب اي من موظفي القنصلية في الحادث. وقال شاهد عيان لتلفزيون «ان اي في» ان ثلاثة مسلحين قفزوا من سيارة بيضاء وفتحوا النار على مركز الشرطة قرابة الساعة 11.00 صباحا بالتوقيت المحلي (08.00 بتوقيت غرينتش).

وردت الشرطة على النار مما ادى الى مقتل ثلاثة مسلحين. واستمر اطلاق النار حوالى ثماني دقائق، حسب شهود عيان. وغادرت السيارة التي كان يقودها شخص رابع مكان الحادث بعد الهجوم وبدأت الشرطة على الفور عملية بحث واسعة عنها. وكانت نقطة الشرطة خارج بوابة مخصصة لطالبي التأشيرات تقود الى درج مرتفع يؤدي الى مبنى القنصلية المحصن.

وقال المدعي العام في اسطنبول، أيكوت جنجيز إنجين، الذي قام بجولة في موقع الحادث إن منفذي الهجوم الذين كانوا مسلحين بالمسدسات والبنادق الآلية تراوحت أعمارهم بين 25 و30 عاما وأن المحققين يسعون إلى التأكد من وجود علاقة تربط المسلحين بأي منظمة إرهابية معروفة. وأضاف «نتعامل مع الامر على انه هجوم إرهابي».

الى ذلك نقلت محطة «سي إن إن» التركية نقلا عن مصادر الشرطة ان اثنين من المهاجمين كانا يحملان جوازي سفر سورييين، إلا ان الشرطة التركية لم تؤكد ان كان جوازا السفر السوريان أصليين أم مزيفين. وربطت مصادر الشرطة التركية بين الهجوم على القنصلية الاميركية في اسطنبول امس بالهجوم غير المسبوق على السفارة الاميركية في حي ابو رمانة بالعاصمة دمشق سبتمبر (ايلول) عام 2006، والذي ادى الى مقتل 3 من «مجموعة إرهابية تكفيرية»، كانوا يحملون قنابل يدوية وأسلحة رشاشة ويرددون هتافات دينية. واضافت المصادر التركية ان طريقة التنفيذ بين العمليتين شبه متطابقة. وكان قد تم نقل القنصلية الاميركية في اسطنبول الى موقعها الحالي المحاط بحراسة مشددة في عام 2003 مع تعزيز البعثات الاجنبية حول العالم إجراءاتها الامنية عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك.

ووقع آخر هجوم على بعثة اجنبية في تركيا في 2003 عندما فجر مسلحو «القاعدة» سيارة مفخخة وهاجموا بنك «إتش إس بي سي» البريطاني في الوقت ذاته.

وفي انقرة قال السفير الاميركي، روس ويلسون، ان الهجوم على موقع للشرطة التركية امام القنصلية الاميركية في اسطنبول امس هو «عمل ارهابي واضح» وأضاف «كان هجوما على المؤسسة الدبلوماسية الاميركية. والذين فقدوا حياتهم هم مواطنون اتراك، ونحن نشعر بالحزن البالغ لذلك».

وأضاف أن السفارة لم تتلق تهديدات خلال الايام الاخيرة وأن مسؤولي الامن الاميركيين يتعاونون مع الشرطة التركية لحل لغز الهجوم الذي وصفه بانه «عمل غادر وجبان». وقال ويلسون: «من غير الملائم الآن التكهن بالجهة المسؤولة عن الهجوم أو السبب وراءه. إنه عمل إرهابي واضح.. سيقف البلدان الى جانب بعضهما البعض لمواجهة هذا الامر كما واجهنا مشاكل مماثلة في الماضي». وقال إنه طلب تعزيز الاجراءات الامنية حول القنصلية الاميركية في اسطنبول وكذلك السفارة الاميركية في أنقرة.