القذافي يعلن رسمياً رفضه الانضمام إلى اتحاد المتوسط باعتباره «حقل ألغام»

قال إن مشروع فرنسا قد يعتبر «إحياء لخرائط مكروهة استعمارية»

TT

اعلن الزعيم الليبي معمر القذافي مقاطعة بلاده لمشروع «الاتحاد من اجل المتوسط» الذي من المرتقب إطلاقه يوم الاحد المقبل. وحذر القذافي من مخاطر المشروع، معتبرا إياه «حقل ألغام.. ومشروع مخيف سيحرك الجماعات الإسلامية ويكون سببا بأن تعتبره احتواء صليبيا للبلاد الاسلامية وسيتهمون كل من يشارك فيه بالخيانة».

واستهل القذافي مؤتمراً صحافياً عقده في العاصمة الليبية ظهر أمس بحديث عن قمة «الاتحاد من اجل المتوسط»، داعياً الى تعاون ثنائي محدد الملامح مع الغرب، بعيداً عن مشاريع «تفجر المنطقة». واعتبر القذافي ان مثل هذا المشروع سيعتبر «بانه سيجعل الدول العربية تابعة لاوروبا لانه لا توجد ندية في العلاقات (..) فما الندية بين 34 دولة وثماني دول.. لا يوجد توازن». وكرر القذافي القول «لا أنصح شعبي بان يدخل في هذه الطبيخة، هذا سيدخلنا في حقل الغام». وتابع «انا لا يمكن ان اتجه ببلادي وان اجعل من العاصمة بروكسل عاصمتنا لان في ليبيا سيرمونني بالحجارة ان فعلت ذلك»، قبل ان يضيف ان المشروع يشكل برأيه «إحياء لخرائط مكروهة استعمارية». وشدد القذافي على «العلاقات الممتازة» بين بلاده وفرنسا، قائلاً: «لقد استقبلت ساركوزي في ليبيا وذهبت إليه في باريس وطلبت منه إبعاد دول منطقة الشرق الأوسط ذات المشاكل العويصة من الاتحاد وانه من الأفضل أن يضم الاتحاد في مجموعه ستة + ستة، أي بإضافة مصر واليونان.. وطلبت هذا حتى لا يتحول الاتحاد إلى ساحة صراع، خاصة في ظل مشكلة فلسطين ووجود بشر تتحاور بالصواريخ والرصاص».

واعتبر أن «فلسطين وإسرائيل غير مؤهلتين للانضمام إلى الاتحاد، ولبنان على وشك الدخول في حرب أهلية، وأرجو ألا يحدث هذا، وكذلك وجود مشاكل بين حزب الله وحماس، إضافة إلى صراع الأكراد والأتراك» وذكر القذافي أن «الأفضل أن يكون الاتحاد 6 + 6 وان يكون حلقة وصل للتعاون والتفاهم والصداقة، ونحن سكان المتوسط، من مصر إلى موريتانيا، ومن اليونان إلى اسبانيا، لدينا طرف مشترك هو البحر المتوسط ويجب أن يكون بحيرة سلام».

وتطرق الزعيم الليبي إلى معارضة ألمانيا لتقسيم أوروبا والتي تصر على إشراك كامل أوروبا في الاتحاد، قائلاً إنه يعارض في المقابل فكرة تقسيم العرب والأفارقة في هذا الاتحاد. واستند في طرحه في التمسك بوحدة أفريقيا إلى مقررات للقمة الأفريقية اتخذت في الخرطوم عام 2006 وتنص على أن القارة الأفريقية وحدة جغرافية وثقافية وسياسية واحدة لا تقبل التجزئة أو الدمج أو الإلحاق. وقال: «لا يجوز لأي دولة من دول الاتحاد الدخول في مشروع الاتحاد من المتوسط إلا إذا صدر قرار من القمة بإلغاء هذا البند» وأشار إلى أن «ليبيا لن تتجاوز هذا القرار وتتمسك به وهذا أمر قانوني، ومن يلتحق بالاتحاد من أجل المتوسط سوف يتعرض لمساءلة قانونية من الاتحاد الأفريقي». وخاطب أوروبا قائلاً: «إنني حريص على علاقة سليمة صحيحة بين أوروبا وأفريقيا وعبر المتوسط، أما مشروع الاتحاد فهو يدخلنا في حقل ألغام ويفقدنا العلاقات الحالية التي بيننا». وانتقد القذافي تركيبة الاتحاد بالقول: «لا يوجد توازن، فهل يعقل أن تكون 8 دول عربية لا يجمعها اتحاد مقابل 33 دولة أوروبية متحدة، إضافة إلى إسرائيل». واضاف: «يمكن التعاون مع أوروبا في مجال تبادل المنافع وخلق صناعات مشتركة وتجارة وربط كهربائي». ولكنه اردف قائلاً: «من يفرض الشروط، لدينا النفط والغاز، ونشترط عليه قبول القاعدة وحماس وحزب الله إذا اشترطوا علينا قبول إسرائيل». وفي رده على أسئلة الصحافيين أكد القذافي أن بلاده لن تشارك في الاتحاد وتقاطعه، وفي نفس الوقت استبعد أن يؤثر موقفه هذا على العلاقات مع أوروبا، وخاصة فرنسا، وكذلك مع مصر وتونس والجزائر. ويذكر انه كان من المتوقع ان يقاطع القذافي القمة ويرسل وزير خارجيته عبد الرحمن شلقم ليمثل ليبيا، إلا ان القذافي اعلن امس ان بلاده لن تشارك في الاتحاد وستقاطع القمة.

وعلى صعيد آخر، اكد مصدر رسمي قطري امس أن امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيحضر القمة التي تستضيفها باريس الأحد لاطلاق الاتحاد من اجل المتوسط. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر الذي لم تكشف هويته ان امير قطر سيحضر القمة بصفته رئيسا للدورة الحالية في مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان. كما اشار المصدر الى ان الشيخ حمد سيحضر احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو (تموز) الجاري، علما بانه شارك في هذه الاحتفالات كضيف شرف العام الماضي ايضا.