اقتربت البشرية خطوة جديدة من تحقيق حلم الربط بين العقل والآلة حينما تمكن العلماء الألمان من جعل الإنسان قادرا على تحريك سيارة بواسطة الأفكار. ونجح علماء جامعة براونشفايغ التقنية(غرب) في تحقيق هذه الصلة من خلال خوذة صغيرة تعين الإنسان على نقل إيعازات الدماغ إلى السيارة لاسلكيا. ويتولى الكومبيوتر هنا بالطبع تكبير الإيعاز الى «الشحنة الكهربائية» لتمكينها من تحريك أي جزء معدني.
وتحتوي الخوذة على أقطاب مصغرة تمسح العقل البشري، تميز الإيعازات الصادرة عنه، وترسلها إلى كومبيوتر يترجم الإيعازات إلى أفعال حركية في الآلة ـ السيارة. ولا حاجة هنا لعوامل مساعدة على نقل الشحنات الكهربائية من الدماغ إلى الخوذة، مثل المواد اللزجة، كما يحدث في قراءة تخطيط الدماغ.
وأجرى العلماء تجاربهم على متطوعين تمكنوا، باستخدام الخوذة، من تحريك سيارة صغيرة في شوارع مدينة مصغرة. وقال البروفيسور كلاوس روبرت مولر، من معهد فراونهوفر الذي ساهم في المشروع، إن السائقين استطاعوا توجيه السيارة الصغيرة إلى اليمين وإلى اليسار حسب إشارات المرور وباستخدام قوة أفكارهم فقط. وتم التركيز في التجربة على الإيعازات الصادرة عن الدماغ في المنطقة الخاصة بالنظر، وتمكن المتطوعون من تحريك السيارة بالاتجاهات التي يركزون أفكارهم فيها.
ولا يفكر العلماء في تخصيص نظام القيادة البشري ـ الآلي للمشلولين والمقعدين فقط، لأنهم يجدون فيه فرصة جديدة لتثوير إمكانيات رواد الفضاء ولإنتاج جيل جديد من ألعاب الكومبيوتر. ويمكن استخدام التقنية لتحريك الأعضاء الاصطناعية المزروعة، مثل القدمين واليدين، كما يمكن على أساسه تطوير أجهزة جديدة لاختبار الدماغ والكشف المبكر عن أمراضه.