الاستخبارات البريطانية: 20 جهاز استخبارات أجنبيا تعمل ضد مصالحنا داخل البلاد

الاقتصاد وليس الآيديولوجيا وراء نشاطات الأجهزة الاستخباراتية المختلفة

TT

اغتيال المعارض والعميل الروسي سابقا اليكساندر ليتفنينكو، الذي توفي في لندن بجرعة من السم، هي احد المؤشرات القوية على ازدياد النشاطات الاستخباراتية الروسية في لندن. هذا ما عكسه بيان صادر عن الاستخبارات البريطانية (MI5) على موقع الجهاز على شبكة الانترنت، أول من أمس، والذي يعتقد، كما جاء في البيان، «ان هناك على الأقل 20 جهازا استخباراتيا، يعمل ضد المصالح البريطانية. الخدمات الاستخباراتية الروسية والصينية نشطة اكثر من غيرها، وهذه مقلقة اكثر من غيرها لنا في هذا المجال»، مضيفا ان النشاط الروسي وصل الى «الحد الذي كان عليه، عندما كان الاتحاد السوفياتي ما زال قائما»، أي الى ايام الحرب الباردة.

ومنذ قدوم الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين والعلاقات الروسية مع الغرب يشوبها التشنج، اذ برز في عهده الكثير من نقاط الاختلاف، منها العلاقات الغربية مع دول البلطيق، التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي، وكذلك العلاقة مع اوكرانيا وحاليا جورجيا، وكلها كانت جمهوريات تدور في فلك الاتحاد السوفياتي سابقا. وبرز من خلال هذه النقاط الساخنة سياسيا، استعراض العضلات الاقتصادية الروسية من خلال احتياطها من البترول والغاز الطبيعي، الذي استخدمته ضد بعض هذه الدول التي لم تعجب الكرملين سياساتها «المنحازة للغرب». وبدأت بعض دول الاتحاد الأوروبي التي تستورد الغاز الطبيعي الروسي، ايضا تأخذ في الحسبان هذا التوجه الروسي في العلاقة. الجدير بالذكر ان الرئيس الحالي الروسي ديمتري ميدفيديف عمل في السابق رئيسا لشركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم». ومع ان الجهاز البريطاني يتكلم عن 20 جهازا معاديا، الا انه لم يحدد على موقعه سوى روسيا والصين. وكان جونثان ايفانز رئيس الجهاز البريطاني، قد صرح قائلا انه ورغم انتهاء الحرب الباردة، قبل ما يقارب العقدين من الزمن، الا ان جهازه ما زال يخصص جزءا من جهوده ونشاطاته لمحاربة خطر التجسس الروسي والصيني، وآخرى قادمة من جهات اخرى، لم يذكرها بالاسم، ضد بريطانيا. وصرحت بعض مصادر استخباراتية لصحيفة «الغارديان» قائلة، ان هناك 30 عميلا روسيا يعملون من داخل السفارة الروسية، والمراكز التجارية الروسية في لندن. ومع ان الجهاز البريطاني ما زال يأخذ الخطر الارهابي القادم من تنظيمات مثل «القاعدة» او تنظيمات اخرى متطرفة على محمل من الجد، الا انه حول العديد من العملاء للعمل في «عمليات التجسس التقليدية». ويشرح موقع (MI5) الفروقات بين جمع المعلومات الاستخباراتية والتجسس، اذ يقول ان الأولى يتم جمعها من مصادر متاحة في البلد، الأرقام المنشورة والتقارير الاعلامية وغيرها، اما التجسس فيتم بالحصول على معلومات خاصة، يتم جمعها عن طريق العملاء او الوسائل التكنولوجية.