مسؤول خليجي لـ«الشرق الأوسط»: هناك مظلة دفاعية جوية في الخليج لكنها تنحصر في المناطق العسكرية والنفطية

قال إن أميركا لن تبلغ المنطقة بموعد أي عمل عسكري محتمل ضد طهران

صورة بثها تلفزيون «العالم» لتجربة أحد الصواريخ الإيرانية (رويترز)
TT

استبعد مسؤول خليجي، تحدث لـ «الشرق الأوسط» شريطة عدم الكشف عن هويته، أن تبلغ الولايات المتحدة دول مجلس التعاون الخليجي بتفاصيل أي ضربة عسكرية محتملة لإيران. وسط توترات إقليمية بلغت ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية بين الولايات المتحدة وغريمتها إيران، على خلفية البرنامج النووي الإيراني.

وقال المسؤول الخليجي، إن الأميركيين لم يعتادوا إبلاغ دول الخليج بأي تفاصيل لهجماتهم العسكرية بالمنطقة، مضيفا «تاريخيا.. جربناهم مرتين، الأولى في حرب تحرير الكويت، والثانية في الغزو الأميركي عام 2003، لم يتم إخبارنا إلا والطائرات تستعد للإقلاع من قواعدها العسكرية.. حتى سفراء دول مجلس التعاون في الولايات المتحدة لم يعلموا إلا في نفس يوم الهجوم».

غير أن المسؤول الخليجي قال، إنه لا توجد بوادر حرب تلوح بالمنطقة، مشيرا في ذلك إلى أن الاستعداد اللوجستي الأميركي في المنطقة «لايزال في درجاته العادية ولم يبلغ حدوده القصوى «مشيرا الى أن البوارج العسكرية التي كانت بالمنطقة قبل عدة اشهر كانت أكثر منها حاليا. وردا على سؤال حول المناورات العسكرية الأميركية في الخليج، أجاب المسؤول الخليجي بأنها مناورات تقام من عشرات السنين «وهي مبرمجة سابقا ولا أتصور أنها تأتي كرغبة للتصعيد العسكري».

وفي شأن المنظومة الخليجية للتصدي لأي هجوم مرتقب، كشف المسؤول الخليجي أن هناك تنسيقا بين الدول الخليجية وبين الولايات المتحدة في وضع الصواريخ المضادة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن كل دولة خليجية لديها منظومة فردية، وأنه لا توجد حتى الآن منظومة خليجية موحدة مضادة للصواريخ، مضيفا «إذا لم تكن لديك منظومة موحدة متكاملة فلابد أن هناك ثغرات تظهر في حالة الهجوم».

ووفقا للمسؤول الخليجي فإن البطارية الواحدة لصواريخ الباتريوت تبلغ قيمتها نحو نصف مليار دولار أميركي، مضيفا «نعم هناك مظلة دفاعية جوية لكنها تنحصر في المناطق العسكرية والمناطق النفطية، بينما يفترض أن تكون هناك منظومة تشمل جميع المناطق العسكرية والمدنية»، معترفا بأن كلفتها العالية تصعب من مهمة زيادة أعدادها لتشمل كافة المناطق في دول مجلس التعاون.

ووفقا للمعلومات المتوافرة فإن الولايات المتحدة تغطي قواعدها العسكرية في المنطقة بشبكة متكاملة من الحماية الدفاعية عبر صواريخ الباتريوت، كما أن بعض دول الخليج قامت بتأمين مناطقه الحساسة من هذه الصواريخ الدفاعية. وطالب المسؤول الخليجي بأن يكون هناك تعاون أكثر جدية خلال الفترة المقبلة، مضيفا «أي ثغرة مفتوحة على أي جهة في دول الخليج العربي، يمكن أن تؤثر على بقية المناطق الخليجية».

واعترف المسؤول الخليجي بأن الأميركيين يأتون بمنظومتهم الدفاعية بحسب الظروف التي تتطلبها المنطقة «بينما يجب أن تكون هذه المنظومة مبنية بشكل دائم دون الانتظار إلى ما تقدمه الولايات المتحدة».

وفي شأن خليجي آخر، أكد المسؤول الخليجي أن دول مجلس التعاون لا تعرف كل تفاصيل حزمة الحوافز التي رصدتها الولايات المتحدة والدول الغربية لإيران، في سبيل كف إيران عن تخصيب اليورانيوم. وقال «لا نعرف ما الذي يجري على الساحة الدولية بين إيران والدول الغربية الكبرى».