مساع لتأليف الحكومة اللبنانية خلال 24 ساعة.. والأكثرية تقترح إبدال قانصو بـ«قومي آخر»

الحريري ينجح في «ترميم» علاقة جنبلاط و«القوات»

TT

لم ييأس بعد رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري من امكانية تجاوز العقبات التي تحول دون اصدار التشكيلة الحكومية قبل مغادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى فرنسا غداً السبت. وهو أمل لا يزال يتمسك به ايضاً رئيس الجمهورية الذي يريد اطلاق العهد الجديد فعلياً. اذ يشعر انه «مكبل اليدين» منذ انتخابه في 25 مايو (ايار) الماضي بسبب عدم تأليف الحكومة.وبدا امس ان تحرك الحريري بدأ يؤتى ثماره على محورين: الاول داخل صف فريق «14 آذار» الذي اهتز اول من امس جراء المواقف التي اطلقها النائب وليد جنبلاط من القصر الجمهوري وتحدث فيها عن «نسب التمثيل» مع «القوات اللبنانية»، اذ صدر موقفان عن جنبلاط و«القوات» شكلا تراجعاً عن نبرة التصعيد، وسط معلومات عن اتجاه الى «حلحلة» في توزيع الحصص داخل اطراف «14 آذار» تعتمد اعطاء الفريق المسيحي المتمثل بـ «القوات» و«الكتائب» و«قرنة شهوان» 5 مقاعد من اصل سبعة، بهدف تعزيز حضوره في الساحة المسيحية في مواجهة تيار النائب ميشال عون.

أما المحور الآخر فيتعلق بتوزير الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو الذي ترفضه الاكثرية باعتباره أحد «القادة الميدانيين لاجتياح بيروت» في مايو (ايار) الماضي. وعلمت «الشرق الاوسط» ان اقتراحاً قدم من الاكثرية الى المعارضة بتسمية شخص آخر من الحزب القومي لدخول الحكومة بدلاً من قانصو.

وسجلت امس زيارتان لافتتان لمستشار السنيورة، السفير محمد شطح الى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع والرئيس السابق امين الجميل خصصتا للبحث في الوضع الحكومي. وصدر امس عن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بيان جاء فيه: «تنوعت وتعددت الروايات والتحليلات حول تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط موضحة انه «سعى من خلاله الى الاستمرار في النهج الذي اعتمده سابقاً لناحية تسهيل تأليف الحكومة الجديدة لتواكب العهد الرئاسي في انطلاقته وتتصدى لجملة من الملفات والقضايا التي تهم اللبنانيين جميعاً». وقالت المفوضية: «ان المقصود من الكلام كان يتصل بضرورة توضيح آلية تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب فاذا اعتمدت النسبية في التوزيع لكل الكتل النيابية فلماذا يتم استثناء كتلة اللقاء الديمقراطي التي تضم 17 نائبا يمثلون اتجاهات سياسية ومناطقية وطائفية متنوعة من هذه القاعدة؟ ولماذا لا يتم كذلك تمثيل مسيحيي «اللقاء الديمقراطي» الذين هم ايضا من مسيحيي 14 آذار، وإشراكهم يغني التمثيل المسيحي داخل الحكومة وليس العكس؟». وشددت على ان «التحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية كان ويبقى من ركائز ثورة الارز».

وفي المقابل، اكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا «ان قوى 14 آذار متضامنة ومتماسكة. وستسعى بكل قواها للدفاع عن سيادة واستقلال لبنان في وجه كل من تسول له نفسه التطاول على امن لبنان وامن المسيحيين فيه». وقال: «اذا كانت القوات اللبنانية تتفاوض مع حلفائها على ان تتمثل، كما الآخرين، في الحكومة بما يجسد فعاليتها وتمثيلها الشعبي، فتمثيلها ليس منة من احد عليها بل هو حق لها».

وتمنى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون «تأليف الحكومة العتيدة اليوم قبل الغد لعدد من الأسباب أهمها إعادة فتح الحوار الوطني، والاهتمام بالملفات الاقتصادية ـ الاجتماعية المتروكة». ورأى «ان الولادة المستعصية للحكومة والتجاذبات التي حصلت لا تبشر بالخير. وبدل ان تسير الديمقراطية على أساس أكثرية وأقلية معارضة وان تتم المحاسبة في الانتخابات، كنا في حاجة إلى حكومة وحدة وطنية. وفي الحقيقة الأقرب الى الوصف ان هذه الحكومة هي على طريق ان تكون حكومة الخلاف الوطني لا حكومة الوحدة الوطنية». وتوقع النائب ميشال المر تأليف الحكومة خلال 24 ساعة «الا اذا كان هناك سبب خارجي يقضي بانتظار اربعة ايام مقبلة كحد اقصى حتى الثلاثاء المقبل».