مباحثات حماس في القاهرة تكشف عن احتمالات قوية لحلحلة ملف شليط

أبومرزوق يرحب بقوات عربية لتحرير الضفة ويرى أن أبومازن غير جاد في مبادرته للحوار

TT

كشفت مباحثات وفد حركة حماس، في القاهرة، مع الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية ومساعديه عن احتمالات قوية لحلحلة ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط، والأسرى الفلسطينيين. وبينما بدا أن القاهرة قطعت شوطاً مهماً في هذا الشأن، تحدثت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن اجتماع قريب تستضيفه القاهرة يضم وفدا من الفصائل الآسرة لشليط ومسؤولين إسرائيليين.

وعقب محادثات مكثفة في اليومين الماضيين، في فندق جي دبليو ماريوت ـ القطامية، بين وفد حماس من جانب، رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ومساعديه من جانب آخر، قالت المصادر «إن المباحثات المرتقبة بين الفصائل الآسرة لشليط، والمسؤولين الإسرائيليين، ستجري في سرية تامة وبعيداً عن وسائل الإعلام لحل هذا الملف الذي يتوقف عليه فتح معبر رفح وفك الحصار النهائي على قطاع غزة».

وقال الدكتور موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس لـ«الشرق الأوسط» عقب المباحثات التي بدأت مساء أول من أمس وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس أن وفد حماس الذي يزور القاهرة حاليا بحث مع الوزير سليمان ملف تبادل الأسرى.

وأمسك أبومرزوق عن إعطاء مزيد من التفاصيل حول هذا الملف قائلاً «نظرا لمشاعر الأسرى وذويهم نحن قررنا عدم الحديث عن هذا الموضوع نهائياً وعندما يتم التوصل إلى اتفاق مشرف سيعلن فوراً».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر فلسطينية مطلعة أن سليمان طلب من حماس عدم الحديث عن أية تفاصيل بخصوص هذا الملف والاستفادة من تجربة حزب الله مع إسرائيل فى التفاوض بشأن الأسرى التي تتم في سرية عالية وتصل في النهاية إلى حل مرض».

وردا على سؤال حول معبر رفح قال أبومرزوق «إن ما يعرقل افتتاح المعبر هو أن كل طرف من الموقعين على اتفاق المعابر 2005 (إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأوروبيين) له أجندته الخاصة، فإذا ما وضعت إسرائيل الجندي الأسير شليط كشرط، والسلطة الفلسطينية وضعت عودتها إلى غزة كشرط ، والأوروبيون وضعوا عودتهم للمراقبة في المعبر كشرط، فهذا يعقد كل الأمور بشكل كبير ويمثل عبئا كبيرا على عاتق الجانب المصري الذي وعد ببذل كل جهد ممكن من أجل الخروج من هذه المعادلة المعقدة وفتح معبر رفح».

وأضاف أبومرزوق موضحاً «أن مصر ستبذل جهداً خلال الأيام المقبلة بهذا الشأن مع أطراف اتفاق المعابر، لأننا نعتقد أن معبر رفح يمثل عنق الزجاجة في ما يتعلق بفك الحصار. فالحالات الإنسانية على جانبي المعبر لا يمكن على الإطلاق أن تظل بهذه الصورة المأساوية».

وحول قضية الحوار الوطني قال «نعتقد أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، لم يكن جاداً في إطلاق مبادرته وتصرفاته عكس مصلحته، فهو ممنوع من الحوار في هذه المرحلة رغم أن الحوار يشكل مصلحة مطلقة له حيث أنه يدعم موقفه التفاوضي فلا يمكن الوصول إلى أي اتفاق في ظل انقسام فلسطيني.. سيذكر التاريخ إنه حدث في عهد أبومازن مما يلقي عليه مسؤوليات إضافية لإنهاء هذه الحالة، وإذا ما أضفت إلى ذلك أن كل الشرعيات التي يستمد أبومازن منها قوته هي موضع تساؤل الآن تكتشف أن الوحدة الوطنية شرط للخروج من هذا التساؤل».

وأضاف «أن الجميع ينتظر من أبومازن حوار داخلي جدي، لكن نلاحظ على الأرض أن تصرفاته عكس مصلحته وعكس ما هو مطلوب منه وطنياً، فعندما زار دمشق أصر على عدم لقاء قيادات حركة حماس وعندما أرسل وفداً فتحاوياً إلى قطاع غزة للقاء قيادات حماس والفصائل في القطاع وبعد ترتيب اللقاء أصدر له قراراً بوقفه مما يعزز الرأي القائل بأن هناك فيتو أميركيا على الحوار الداخلي».

وحول اقتراح رئيس الوزراء سلام فياض حول مرابطة قوات عربية في غزة قال ابو مرزوق «إن كنا في حاجة إلى قوات عربية فنحن نحتاجها إلى إخراج القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية.. وإذا فعل ذلك فياض سيكون أمرا جيدا، أما غزة فلا تحتاج إلى قوات عربية بل تحتاج إلى تفاهمات ومصالحة وليس لمثل هذه المشاريع».

وكان وفد حماس الذي يضم أبومرزوق ومحمد نصر من الخارج والدكتور محمود الزهار وسعيد صيام وجمال أبوهاشم من الداخل قد وصلوا إلى القاهرة مساء يوم الثلاثاء الماضي، وعقد الوفد اجتماعا مساء اول من أمس مع الوزير سليمان، كما استكملوا بعض التفاصيل مع مساعديه.