خبراء: التلاعب لإخفاء فشل إطلاق الصاروخ الإيراني الرابع

TT

أثار عدد من الخبراء العسكريين شكوكاً حول احدى الصور التي نشرتها ايران لتجارب اطلاق ناجحة لصواريخ «ارض ـ ارض» من طراز «شهاب ـ 3»، قائلين انه من الممكن انه تم تعديلها والتلاعب بها لإضافة الصاروخ الرابع. وتظهر الصورة التي نشرها الحرس الثوري الايراني اربعة صواريخ تطلق من موقع غير محدد في الصحراء الايرانية، وتخلف خطوطاً من الدخان على الارض. وترمي هذه الصورة التي انتشرت في الصحف والمواقع حول العالم، الى تصوير إطلاق الحرس الثوري، تسعة صواريخ، بينها صاروخ «شهاب ـ 3» القادر على الوصول إلى مواقع استراتيجية بعيدة. واعرب عدة اختصاصيين في التصوير عن شكوكهم الكبيرة في أحد الصواريخ الاربعة في الصورة، الثاني من اليمين. وقال خبير في قضايا منع انتشار الاسلحة النووية والسياسة الخارجية من معهد «كاتو» الاميركي، جاستين لوغان: «هناك شكوك جدية من احتمال تعديل الصورة». واضاف لـ«الشرق الاوسط»: «علينا ألا نبنيَّ تحليلنا حول تجربة الصواريخ على الصور فقط، بل انتظار التدقيق التقني». واوضح انه من المتوقع ان ينتهي المسؤولون الاميركيون من دراسة التجربة الايرانية خلال ايام، وحينها يمكن التأكد من نجاح التجربة أو فشلها. ولكنه اردف قائلاً: «قد تختار الادارة الاميركية التحفظ في الوهلة الاولى على استنتاجها لأسباب امنية وسياسية ولكنها ستكشفها قريباً». وذكر لوغان بحادثة تجربة الصواريخ التي قامت بها كوريا الشمالية عام 2006، والتي نشرت وسائل الاعلام صورها وتصريحات حول نجاحها، ليكشف لاحقاً فشل التجربة بعد دراسة عسكرية دقيقة لها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير في «المؤسسة الدولية للدراسات الاستراتيجية» مارك فيتزباتريك، قوله ان احد الصواريخ الاربعة في الصورة «يبدو» وكأنه اضيف عبر نسخ عناصر من الصواريخ الاخرى، كخطوط الدخان والغبار. وقال فيتزباتريك، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية: «يظن المرء فعلا ان ايران تلاعبت بالصورة لإخفاء ما يبدو انطلاقا فاشلا لأحد الصواريخ». وأضاف: «كان الهدف من التجربة توجيه رسالة، وبالتالي عمدت ايران الى تضخيم قدرة الصاروخ في تصريحاتها، وكذلك على ما يبدو، الى التلاعب بالصور». ولفت لوغان الى ان «الشكوك حول تعديل الصورة لا تغير من السؤال الاوسع حول البرنامج الصاروخي الايراني». واضاف: «علينا التذكر بأن التقنية الايرانية ليست تقنية مناسبة للقرن الواحد والعشرين، فهي مبنية على تقنية كوريا الشمالية، ولكنها اشارة لمحاولة ايران، وهي دولة ضعيفة، إظهار قوتها». واكد جيرار ايسير، التقني في معالجة الصور في مختبرات غرانون، لوكالة الصحافة الفرنسية «انها صورة مركبة. نستطيع ان نرى على الفور ان الصاروخ منسوخ». واضاف ايسير الذي يشارك في «لقاءات آرل للتصوير» (جنوب فرنسا) «انها مركبة من عدة اجزاء». ونشرت صحيفة «جام ـ أي ـ جام» الايرانية على موقعها على الانترنت صورة مطابقة للصورة المثيرة للجدل، مع فارق واحد: تبدو فيها ثلاثة صواريخ منطلقة، لا اربعة، فيما لزم الرابع منصته المتحركة، على الارض.

وقال المصور غريغوار كورغانوف الذي عمل في صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية من 1993 الى 2002 انه «واثق من التلاعب بالصورة». اما المصور تييري كوهين الذي عمل لمجلة «لوموند 2» الفرنسية فقال «انها مزيفة.. قد تحتوي اطلاق صاروخ، ربما اثنين، ولكن ليس اربعة».