أسلحة جديدة بيد الميليشيات تثير قلق الأميركيين

تتسبب في قتل العشرات في المرة الواحدة خلاف زرع القنابل على جانب الطريق أو الهجمات الصاروخية

TT

يستخدم مسلحون يشتبه في أنهم تابعون لميليشيات شيعية في العراق قنابل جديدة يتم إطلاقها باستخدام قاذف صاروخي لمهاجمة مراكز الجيش الأميركي، مما رفع عدد وأنواع االأسلحة التي تستخدم ضد القوات الأميركية في العراق. ويطلق المسؤولون الأميركيون على هذه القنابل الجديدة اسم «ذخيرة مرتجلة بمساعدة قاذف صاروخي»، وهي عبارة عن عبوات غاز البروبان معبأة بمئات الأرطال من المتفجرات يتم إطلاقها باستخدام صواريخ عيار 107 مليمتر. وتسبب هذا السلاح الجديد في مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا، بينهم ثلاثة جنود أميركيين على الأقل، خلال العام الجاري. وكان آخر تقرير عن هجوم باستخدام هذا السلاح الجديد يوم الثلاثاء، حيث تمت مهاجمة نقطة أمن مشتركة، في شمال شرقي بغداد يوجد فيها جنود أميركيون وعراقيون. ويقول مسؤولون بالجيش الأميركي إن الهجمات باستخدام السلاح الجديد يمكن أن تتسبب في مقتل العشرات من الجنود في المرة الواحدة، على عكس القنابل التي يتم زرعها على جانب الطريق أو الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون التقليدية، حيث يتم إطلاق السلاح الجديد في نطاق محدود، على عكس معظم الصواريخ الأخرى، ويتسبب في إحداث تفجيرات أكبر. وقد ظهرت معظم الهجمات باستخدام السلاح الجديد في العاصمة العراقية بغداد. ويعكس استخدام القنابل الصاروخية الدفع قدرة رجال الميليشيات على استخدام المواد المتاحة والأسلحة البسيطة للتحايل على الإجراءات الأمنية التي كلفت الجيش الأميركي مليارات الدولارات. وقد أقامت القوات الأميركية والعراقية العشرات من نقاط التفتيش في كافة أنحاء العاصمة العراقية لمواجهة القنابل التي يتم زرعها على جانب الطريق، والمعروفة باسم أدوات التفجير الارتجالية، كما رفعت من عدد الدوريات واشترت المئات من السيارات المصفحة التي يمكن أن تتحمل مثل تلك الهجمات.

وقد أطلق تقرير نشر في يونيو (حزيران) على موقع «لونغ وور جورنال» على شبكة الإنترنت على هذا السلاح الجديد اسم «أدوات التفجير الارتجالية الطائرة». وظهر هذا السلاح للمرة الأولى كتهديد خلال فصل الخريف الماضي وأصبح مبعثا رئيسا للقلق خلال الأشهر الأخيرة بعد سلسلة من الهجمات المميتة. ويتم تنفيذ معظم هذه الهجمات خلال النهار، وقد تم تصوير بعض تلك الهجمات وبثها على المحطة التلفزيونية، التي يديرها حزب الله اللبناني. وقال مسؤولون أميركيون أنهم قد عثروا على قذائف صاروخية عيار 107 مليمتر إيرانية الصنع في بعض أماكن التفجيرات، كما أفادوا بأن ذلك يوحي بأن الأسلحة أو أجزاء منها قد جلبت من إيران.

وكان أعنف هجوم باستخدام القنابل صاروخية الدفع في الرابع من يونيو (حزيران) في شرق بغداد، حيث سمع الجنود الأميركيون الموجودون في قاعدة صغيرة هناك سلسلة من التفجيرات بعد الساعة الثانية ظهرا بوقت قليل. وأعلن الجيش الأميركي أن التفجيرات قد وقعت عندما انفجرت قذيفة صاروخية على ظهر شاحنة صغيرة، مما تسبب في انفجار أربعة أو خمسة قنابل كانت على الشاحنة. وتسبب هذا الهجوم في مقتل 18 عراقيا وإصابة 29 آخرين وتدمير 15 منزلا. وقال بيان للجيش: «يعتقد أن الأهداف المقصودة هي الجنود الأميركيون في القاعدة القريبة، ولكن في المراحل النهائية من الهجوم، انفجرت قذيفة صاروخية لأسباب غير معروفة وتسببت في تفجير القذائف الباقية».

وعلى الرغم من أن معظم تلك الهجمات قد وقع في شرق بغداد، فقد شهدت نقطة أمنية مشتركة في منطقة الحرية الشمالية التي تقع في غرب بغداد هجوما مماثلا الشهر الماضي. وقد كان ذلك في 24 يونيو (حزيران) في الساعة الثالثة بعد الظهر تقريبا، عندما تحرك رجل إلى بوابة القاعدة وقال للجنود الأميركيين: «هناك شاحنة تصدر صوتا مرتفعا،» كما يقول الكابتن جيريمي أوسري بالجيش الأميركي. وعندما فحص الجنود الشاحنة، أدركوا أنه كانت هناك محاولة لتفجير تسع قنابل صاروخية الدفع، محملة بنحو 200 طن من المتفجرات، ولكنها لم تنجح. ويقول الكابتن أوسري: «تخيل ماذا كان يمكن أن يحدث». وأعلنت الكتيبة عن مكافأة 50000 دولار لأي معلومات حول الهجوم وقام الجنود بتوزيع مطويات على السكان الذين يريدون بعض النصائح، وتعد هذه المكافأة رقما كبيرا مقارنة بمبلغ 10.000 دولار التي تعرضها الكتيبة لرجال الميليشيات من المطلوبين البارزين.

* خدمة: واشنطن بوست (خاص بـ«الشرق الاوسط»)