مصدر سوري: واشنطن على وشك الانخراط في عملية التفاوض

قال إن علاقة دمشق بطهران قد تتغير في حال نزعت المنطقة إلى السلام

TT

وصف مصدر سوري مقرب من عملية التفاوض مع اسرائيل العلاقة بين دمشق وواشنطن ومقاربة الاخيرة لدورها المرتقب في عملية التفاوض بأنها «رقص من دون تلامس» معلقا على تصريحات الخارجية الاميركية بعدم توجيه دعوة لها للمشاركة «هل يريدون ان نرسل لهم بطاقة دعوة؟»، ومعتبرا ان الرد الاميركي ايجابي ويعكس رغبة وشيكة بالمشاركة في العملية.

ويرى المصدر في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» عبر الهاتف في لندن، ان العملية التفاوضية لم تدخل بعد في مرحلة بحث الخلافات بل تحديد العناصر المكونة لهذه الخلافات، مشددا على ان موقف دمشق من تحالفاتها مع طهران لم يختلف «ولكن لا شك ان طبيعة العلاقات في المنطقة ستتغير بشكل عام في حال نزوع المنطقة الى السلام وبالتالي سوف تتغير كل الظروف».

وقال المصدر السوري إن الدعوة الى جولة جديدة في التفاوض غير المباشر في نهاية الشهر الجاري «أمر ربما إجرائي»، شارحا ان الانتقال الى التفاوض المباشر والذي يصر عليه الجانب الاسرائيلي «متعلق بمستوى نضج العملية، أي انه كلما نضجت العملية اقتربنا من التفاوض المباشر، ولا أرى ان ذلك ينطبق على المرحلة الراهنة».

وردا على سؤال حول سبب الاصرار الاسرائيلي والتفاؤل التركي بقرب الانتقال الى التفاوض المباشر، حرص المصدر نفسه على التمييز بين الموقفين الاسرائيلي والتركي قائلا ان «الاسرائيليين يحاولون ان يسرعوا الامر بدون اساس، في حين ان الاتراك لم يطرحوا الانتقال للتفاوض المباشر بعد». وعقب قائلا «التفاؤل المفرط خطر لأن الامور لاتزال بمرحلة بعيدة عن ذلك وفي حال لم تسر الامور بالايقاع الذي يوحي به هذا التفاؤل فان حالة من الاحباط ستترتب على ذلك، الافضل ان نكون حريصين في التوقعات ومتحفظين في التصريحات». وتابع: «السوريون لن يجلسوا الى طاولة التفاوض المباشر اذا لم يتأكدوا ان الطرف الثاني جاهز للمعطيات التي تبنى عليها عملية التفاوض»، مشددا على ان «العملية (الانتقال الى التفاوض المباشر) مرتبطة بنتائج اللقاء المقبل» المرتقب في نهاية الشهر الجاري، حسبما اعلن الوسيط التركي سابقا.

وردا على سؤال حول الرؤية السورية لمتطلبات الانتقال الى هذه المرحلة والتي سيحملها الى اللقاء المقبل، قال المصدر السوري «انها جبهة عمل متكاملة، اذا شعر السوريون انها اكتملت وبات الطرف الاخر واضحا عندئذ تنضج الامور»، مشددا على انه «لا يوجد طلب معين (سيحمله الجانب السوري الى اللقاء المقبل) بل آلية عامة للعمل».

وقال شارحا: «لم ندخل بعد في مرحلة بحث الخلافات بل تحديد العناصر المكونة للخلافات والعناصر الاساسية في كل الملفات، اعتقد ان الدورة المقبلة للتفاوض ستكون بهدف رسم هذه الامور بوضوح». وأضاف «لا نبحث الان الخلافات بل نبحث أين نختلف، أي خطوط الفصل بين الطرفين». وردا على سؤال حول ما يمكن ان يمنح الثقة للجانب السوري للانتقال الى التفاوض المباشر، وهل هو متعلق بالموقف الاسرائيلي نفسه ام بالوضع في المنطقة بشكل عام، قال المصدر السوري «الامران معا، انهما مسألتان مترابطتان». ويشدد المصدر على ان موقف دمشق من تحالفاتها مع طهران لم يختلف، قائلا: ان موضوع ايران «لن يدخل فيه السوريون على الاطلاق»، ومشددا على ان «دمشق لا تغير تحالفاتها بهذا الشكل الطارئ ولكن لا شك ان طبيعة العلاقات في المنطقة ستتغير بشكل عام في حال نزوع المنطقة الى السلام وبالتالي سوف تتغير كل الظروف».

وحول حديث مصادر اسرائيلية عن طرح مسألة العلاقة مع طهران في جولة التفاوض السابقة، قال المصدر «اعتقد ان الطلب الاسرائيلي هو من باب التمني وليس من باب الطلب الحقيقي»، قائلا ان الصحافة الاسرائيلية نفسها تعرف ان هذا الحديث «من نوع التشرط على المفاوضات وليس التفاوض الجدي».

وأثنى المصدر على الموقف الفرنسي من عملية التفاوض الاسرائيلية السورية معتبرا ان «اهتمام الفرنسيين موضوعي وبمحله، نحن نطلب من المجتمع الدولي اهتماما اكبر اذ ان عملية السلام معناها ان سورية مستعدة للمشاركة ولان تكون طرفا بالحلول وعلى العالم يجب ان يلاقي هذه المبادرة».

ولكن هل هنالك خشية من انهيار العملية او وقفها في حال استمرت سورية على رفضها الانتقال الى التفاوض المباشر؟

يجيب المصدر «سورية لا ترى نفسها تحت الضغط بل على العكس ثمة مبادرات ايجابية من المجتمع الدولي تجاهها، لا اتوقع وقف المفاوضات او انهيارها، المفاوضات تسير قدما».

وماذا عن الدور الاميركي في العملية وتعليق الناطق باسم الخارجية الاميركية بأن احدا لم يوجه دعوة لواشنطن للجلوس الى طاولة التفاوض؟

يعلق المصدر السوري ضاحكا «هل يريدون ان نرسل لهم بطاقة دعوة؟»، مضيفا «نحن نعتبر هذا الرد ايجابيا ومعناه ان الاميركيين باتوا على وشك الانخراط بالعملية». ويتابع: «الجانب التركي حريص على المشاركة الاميركية ولا يدعي انه يستطيع ان يقود العملية منفردا ودور اميركا معروف ولا مجال للعمل بدونه».

ولكن هل وجه الوسيط التركي دعوة لواشنطن للدخول في العملية؟ نساله فيكتفي بالجواب «الاتراك لم يقصروا في ذلك، وحاولوا منذ البداية ان يدفعوا الاميركيين للانخراط» في العملية. ويتحدث المصدر عن «مزاج تفاوضي» في مقاربة واشنطن للعملية وللعلاقة مع سورية مشددا على ان «الجواب الاميركي دليل رغبة ايجابية واهتمام والقضية تصبح شكليات اي ان لا حواجز جوهرية». نسأله: اذن كيف تصف حاليا العلاقة مع واشنطن في ما يتعلق بالعملية التفاوضية؟ فجيب ضاحكا «انها عملية رقص من دون تلامس».