البوسنة تحيي الذكرى الـ 13 لمجزرة سريبرينتسا وإعادة دفن رفات أكثر من 300 من الضحايا

بمشاركة نساء متعاطفات من صربيا

TT

تحيي البوسنة والمجتمع الدولي اليوم الذكرى 13 لمجزرة سريبرينتسا التي تعد أكبر مذبحة عرفتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وذلك وسط ظروف انسانية وسياسية واقتصادية معقدة. ومن المقرر أن يعاد دفن 307 ضحايا في هذه الذكرى كما جرت العادة في السنوات الماضية، حيث لا تزال عظام ورفات الضحايا تملأ المخازن الخاصة بعد استخراجها من المقابر الجماعية.

وقد تمت حتى الآن إعادة دفن 3214 ضحية. وكان ما يزيد عن ثلاثة آلاف متطوع قد قطعوا مسيرة تزيد عن 105 كيلومترات مشيا على الأقدام لمدة 3 أيام محاكاة لتلك المسيرة المثخنة بالدماء والتي قطعها الآلاف من سكان سريبرينتسا عبر الغابات بعد سقوط المدينة في يد صرب البوسنة في 11 يوليو (تموز) 1995 ولم يسلم منهم سوى القليل، والبقية قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية. وقال السفير الاميركي الخاص بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة جون كلينت وليامز أمس «ما حصل في سريبرينتسا كان إبادة جماعية ويجب اعتقال زعيمي صرب البوسنة سابقا رادوفان كراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش» أما رئيس بلدية سريبرينتسا عبد الرحمن مالكيتش فقد تحدث عن الوضع الانساني في سريبرينتسا بعد 13 سنة على المأساة قائلا «المهم الآن أن يعود سكان سريبرينتسا وأن توفر لهم شروط الحياة بعد 13 سنة على المجزرة» مضيفا «سريبرينتسا اليوم تحتاج لاعادة البناء وتنشيط الحياة الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الرعاية للمكلومين بدل الاسراف في الحديث عن المأساة بدون خطة عمل مستقبلية لصالح الضحايا». وطالب رئيس مجلس الرئاسة البوسني، حارث سيلاجيتش، المبعوث الدولي ميروسلاف لييتشاك بممارسة ضغوط على صرب البوسنة للقبول بالاصلاحات الامنية والدستورية ووقف مساعي الانفصال عن البوسنة. أما المفتي العام للبوسنة ورئيس العلماء الدكتور مصطفى تسيريتش فقط طالب بجعل يوم 11 يوليو يوما عالميا ضد جرائم الحرب. وكانت محكمة لاهاي قد رفضت الاقرار بمسؤولية هولندا عن جريمة سريبرينتسا حيث كانت قواتها مسؤولة عن توفير الحماية للسكان وذلك بعد النظر أمس في الشكوى التي تقدم بها نحو 6 آلاف شخص من أهالي الضحايا في سريبرينتسا، ما أثار امتعاضا واسعا لدى أهالي الضحايا والبوسنيين. كما تشارك منظمة نسائية من صربيا تدعى «نساء بالاسود» في الذكرى 13 لمذبحة سريبرينتسا وتحمّل المنظمة الجيش الصربي والمليشيات الصربية في البوسنة المسؤولية عن المأساة. من جانب اخر اعلنت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو إس أيْد) امس ان الولايات المتحدة ستقدم لكوسوفو نحو 400 مليون دولار خلال مؤتمر المانحين الذي يعقد في بروكسل اليوم.

وصرحت هنريتا فور من الوكالة ذاتها للصحافيين في بروكسل «ستبلغ المساعدات اكثر قليلا من 400 مليون دولار من بينها مبلغ كبير قد يصل الى نحو 150 مليون دولار على شكل شطب للديون» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت «نتوقع ان يفعل عدد آخر (من الدول) الشيء ذاته». وتأمل المفوضية الاوروبية التي نظمت المؤتمر في جمع مبلغ مليار يورو (1.6 مليار دولار) لخطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تقدمت بها كوسوفو للفترةمن 2009 الى 2011 .